يعاني نحو 285 مليون شخص حول العام اليوم من مرض السكر، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 440 مليون خلال عشرين عاما. والإمارات بدورها شهدت ارتفاعا حادا في حالات السكر. وتشير جمعية السكر العالمية إلى أن أكثر من 20% من سكان الإمارات قد يصابون بالمرض خلال جيل. وتتزايد الأبحاث حول العالم – كاشفة عن العديد من الاستراتيجيات الجديدة للتعامل مع السكر بطريقة تساعد المرضى على التغلب عليه بنجاح. وغالبا ما يواجه الطب التقليدي انتقادا بسبب الآثار الجانبية للدواء أو المخاطر المرتبطة باستخدامه على المدى الطويل. ونتيجة لذلك فإن الكثيرين يجمعون بين العقاقير الموصوفة لهم ووسائل العلاج الطبيعية وطرق العلاج الطبي غير التقليدية. وتقول دكتور "لي تشياولينج"، من مركز تشاسلو دبي للصحة والممارسة الشهيرة للعلاج بالإبر الصينية،"هناك قبول متزايد لوسائل العلاج البديلة التي تتراوح بين علاجات معروفة مثل الوخز بالإبر والأيورفيدا إلى طرق أكثر حداثة مثل شاي أعشاب يوليهي الأخضر الصيني المتواضع" ويكتسب الطب الصيني القديم قبولا بصورة أكبر داخل إطار الطب العام مع تزايد الأدلة الطبية على فاعليته في علاج مرض السكر". واستخدام الوخز بالإبر كجزء من الطب الصيني التقليدي على مدى 3000 عام على الأقل وفي الدول الغربية منذ السبعينيات من القرن الماضي. وبدورها اعتمدت الرابطة الطبية البريطانية طريقة الوخز بالإبر في علاج العديد من الأمراض عام 2000. ويؤمن الصينيون أننا جميعا نمتلك طاقة تسمى "تشي" تتدفق في الجسم على طول قنوات يطلق عليها نقاط التحول. وتوضح دكتورة لي الأمر قائلة: "مع الوقت والخبرة، تتعلم أن معالجة المرض يحتمل أكثر من مجرد إعطاء دواء أو إجراء جراحة. لقد وجد أن "الطب التكاملي" شديد الفاعلية في حالة مرض السكر مما يعني الدمج بين أفضل ما ثبت فاعليته في الطب البديل مع أفضل ما في الطب التقليدي." وقد صدر تقرير تحت عنوان "دراسة إكلينيكية وتجريبية في علاج البول السكري عن طريق الوخز بالإبر في الإمارات العربية المتحدة"، تضمن دراسة 60 مريضا بالسكر من المنطقة تم تقسيمهم عشوائيا إلى مجموعتين: مجموعة الوخز بالإبر "38 مريضا" ومجموعة المراقبة "22 مريضا". واتبعت المجموعتان نظاما غذائيا محددا خلال فترة الدراسة، لكن مجموعة واحدة تلقت وخزا بالإبر في عشر نقاط مرة يوميا لمدة 30 يوما. ومن بين 22 مشاركًا تناولوا العقاقير التي توصف في العادة لمرضى السكر، كانت هناك 12 حالة اعتبرت أنها تتلقى علاجا فعالا وثماني حالات اعتبرت فعالة بشكل ملحوظ. ومع ذلك فقد ظهرت الأعراض الجانبية عند 20 من بينهم. في حين أنه في مجموعة الوخز بالإبر، تم علاج 27 بنجاح واحتاج 11 إلى المزيد من العلاج. لكن أحدا من المرضى ال38 لم يعان من أي آثار جانبية.