تشهد مدينة بنغازي حرب شوارع بعد مواجهات دامية بين الجيش والقوات الموالية لخليفة حفتر من جهة وميليشيات إسلامية يقودها تنظيم "أنصار الشريعة" من جهة أخرى، أسفرت في يومها الأول عن 30 قتيلا. وقال مصدر طبي إن المراكز الطبية في المدينة تسلمت نحو 30 قتيلاً وأكثر من عشرة جرحى سقطوا منذ الساعات الأولى من يوم أمس الأربعاء ، وأضاف المصدر أن مركز بنغازي الطبي تلقى منذ الساعات الأولى من صباح الأربعاء تسعة قتلى بينهم ثلاثة جنود في الكتيبة 204 دبابات التابعة للجيش وجثة شخص مجهول الهوية وجدت أمام مقر الكتيبة الواقعة في منطقة الرحبة وسط بنغازي. وأضاف المصدر أن من بين القتلى رجلاً وثلاثة من أبنائه، لافتا إلى أنهم "قتلوا بعد اشتباكات دارت بينهم وبين متظاهرين مسلحين في منطقة بوهديمة وسط المدينة كانوا ينوون اعتقال أحد ابناء العائلة وهو قيادي في جماعة أنصار الشريعة الاسلامية ، كما تلقى المركز جثة قتيل من بين المتظاهرين. وأكدت وزارة الصحة الليبية حصيلة المركز، قائلة إن بقية مستشفيات المدينة تلقت جثث ثلاثة قتلى بينهم انتحاري فجّر نفسه بسيارة مفخخة في محاولة لاقتحام الكتيبة 204 دبابات التابعة للجيش ، وكان القتيلان الآخران من المتظاهرين المسلحين الذي خرجوا لمساندة الجيش في مواجهة الارهاب ، بحسب قول الوزارة. وأعلن الجيش النظامي الليبي والقوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر قائد قوات "عملية الكرامة" سيطرتهما على معسكر كتيبة "17 فبراير" الاسلامية التي تعد من أبرز الاذرع العسكرية لمجلس شورى ثوار بنغازي. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة للجيش العقيد أحمد بوزيد المسماري إن "وحدات من الجيش والمواطنين الموالين له سيطروا بعد اشتباكات دامت أكثر من ثماني ساعات على معسكر كتيبة شهداء السابع عشر من فبراير الاسلامية". وأعلن العقيد المسماري إن "رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي تتبنى العمليات العسكرية التي يقودها اللواء ركن خليفة حفتر لمواجهة المليشيات الاسلامية في مدينة بنغازي وغيرها من المدن". وأضاف "أنه عقب تعيين رئيس الأركان العامة للجيش اللواء عبدالرازق الناظوري من قبل البرلمان الليبي في سبتمبر الماضي باتت ما تعرف بعملية الكرامة إحدى عمليات الجيش الليبي". وليل الثلاثاء الماضي ، أعلن حفتر أن القوات الموالية له صارت جاهزة لتحرير مدينة بنغازي ممن وصفهم ب "الارهابيين"، في إشارة الى المقاتلين الاسلاميين ، داعيا سكان المدينة للمشاركة في مطاردة الاسلاميين في بنغازي ومساندة الجيش الذي أعلن نيته الانتشار الاربعاء في المدينة بحسب المتحدث باسم العملية الرائد محمد حجازي. ويواصل الجيش عملياته العسكرية البرية في المدينة، فيما كثف سلاح الجو غاراته بشكل غير مسبوق على مواقع يتمركز فيها الإسلاميون في أماكن متفرقة من بنغازي. وأكد الرائد حجازي السيطرة الكاملة على كتيبة 17 فبراير بمنطقة قاريونس في بنغازي. وقال حجازي في مداخلة مع قناة "ليبيا أولاً" مساء أمس إن "قوات الجيش قتلت 18 شخصًا بينهم شخص من مالي". كما أكد حجازي تحرير قصر ولي العهد ومعسكر الاتصالات العسكرية، واغتنام وتدمير 12 سيارة عسكرية، لافتاً إلى أن قوات الجيش ستتجه إلى درنة بعد تحرير بنغازي وأضاف أنّ معركةً تجري حاليًا في منطقتي سيدي فرج وسيدي خليفة، مشيرًا إلى أنها تجري على طريقة حرب الشوارع في منطقتي الليبي ورأس إعبيدة. وقال حجازي إن قتلى أنصار الشريعة جرَّاء الاشتباكات بلغ 29 قتيلاً بينهم مواطن مالي، بينما خسر الجيش سبعة شهداء وغنم 28 سيارة عسكرية.