نظمت العاصمة البريطانية، لندن، وبعض الولاياتالأمريكية مسيرات لاحياء ذكرى "اليوم العالمي للزمبي"، حيث شارك المئات من الأشخاص المتنكرين في ازياء الزومبيز. وتعود شخصية الزومبي التي تعني الميت المتحرك الى اسطورة من جزيرة هاييتي، وهي إحدى جزر البحر الكاريبي. وتقول الاسطورة أن أمواتا يخرجون من قبورهم قبل تحلل جثثهم، ليراهم الناس يتحثون ويأكلون ويشربون ويمشونن ولكنهم يفعلون ذلك بشكل غير واعٍ، وأن الزومبيز لا يحملون ذاكرة وغير قادرين على التفكير، فهم يتصرفون وكأنهم منومين مغناطيسيا. ويعتقد الأهالي في هاييتي ان الزومبيز نتاج للسحر الأسود، والذي يُمارس بالفعل على نطاق واسع في هاييتي من قبل السحرة والمشعوذين، حيث يعتقدون أن الساحر يقوم بإعادة إحياء الموتى في شكل الزمبيز ليسخره عبدا له يخدمه ويلبي اوامره، وليكسب احترام الناس وخوفهم، ويقول الهايتيين أن الأمر يحدث بشكل سري لأن السلطات في هاييتي تقر قانونا صارما يمنع تحويل الموتى الى زومبي!!!. وتنص المادة رقم 249 من قانون العقوبات في هاييتي على أن "عقوبة إعطاء مواد معينة لشخص ما، وحتى إذا لم يؤدي ذلك إلى الموت الفعلي، بل إلى جعله يمر في حالة سبات طويل، تكون مماثلة لعقوبة الشروع في القتل، وإذا تم دفن الشخص الذي تناول تلك المواد بعد ذلك تكون العقوبة مماثلة لعقوبة القتل، بغض النظر عما يحدث بعد الدفن". فهاييتي تعد "موطن الزومبي" الأصلي الذي يأتي من التعاليم الخاصة بديانة ال"الفودو"، التي ترى أن الكهنة والتي تطلق عليهم اسم "Bokor"، هم من يستخدمون الزومبي لخدمة أهدافهم الخاصة. وتعود كلمة زومبي إلى كتابات هاييتية تعود للعام 1871، ولكن في العام 1937 تم توثيق ظهور فجائي لسيدة كانت قد ماتت ودفنت قبل ثلاثين سنة، حينما كانت في ال29سنة، ولكنها عندما ظهرت فجأة في إحدى قرى هاييتي، كانت مسنة، واستطاع أخد الأفراد التعرف عليها. وبدراسة تلك الحالة لم يتم التوصل الى اي نتائج إلا بعض الإشاعات التي تحدثت عن مادة دوائية قوية قادرة على إحداث حالة موت ظاهرية. وقال باحث الانثربيولوجي الكندي "إدموند ويد ديفيس" والمختص بعلم النباتات الطبية، والذي قام بأبحاث عديدة حول موضوع الزومبي، أنه اذا تم توصيل مسحوقين قويين إلى مجرى الدم، يمكنهما تحويل شخص حي إلى زومبي، شبه ميت، موضحا أن إحدى هاتين المادتين هي"Tetrodotoxin" وهو سم سمكة المنفاخ، اما المادة الأخرى فهي مادة شبه قلوية كالموجودة في نبات الداتورا، وهو من نباتات الزينة. وقال ديفيس إنه احيانا يقوم كهنة ال Bokorبخلط "التيدرودوتاكسين" بمواد أخرى يتم استخراجهما من الغدد الخارجية والجلد لضفدع القصب وهي مواد قادرة على التسبب في موت الإنسان، في حالة خلط هذه المواد بنسب معينة، وتقديمها لشخص ما في طعامه، فهي لن تؤدي إلى موته، ولكنه سيصبح في حالة من الموت الظاهري لعدة ساعات، تنحفض خلالها نبضات القلب والتنفس بشكل كبير جداً، وبسبب ارتفاع درجات الحرارة في هاييتي التي تشح فيها الثلاجات الخاصة بالموتي، فإن أقارب الميت يسارعون إلى دفن موتاهم، ما يعني أنهم قد يدفنون من هم في حالة موت ظاهري . واوضح ديفيس أن ضحايا هذا النوع من السموم، ، يجب أن يتم إخراجهم من قبورهم في غضون 8 ساعات لتجنب الاختناق، وهذا ما يفعله الكاهن، حيث يخرج ضحيته ويعطيه المادة المستخرجة من نبات الداتورا التي تكون فاعليتها أقوى إذا كان الضحية يؤمن بتأثيرها، وهو ما يخضعه للكاهن، فعلى الرغم من وعي الضحية لما يدور حوله، إلا أنه يكون غير قادر على أن يكون إلا طائعا. وجدير بالذكر، أن الأهالي في هاييتي يعيشون ذعرا دائما من أن يتحولوا إلى زومبيز، فلا زال عدد كبير جدا من الأهالي يضعون الصخور الضخمة الثقيلة على قبور أمواتهم، حتى يمنعوا السحرة والمشعوذين للوصول إلى تلك القبور وتحويل الموتى لزومبيز، في حين يمكث آخرون بالقرب من قبور أفراد عائلتهم لفترة من الزمن حتى يتأكدوا من تحلل الجثث قبل أن يقوم ساحر بسرقتها، أو يقوم اهالي الميت بتشويه الجثة كليا، اعتقادا منهم ان الساحر يحتاج الى جثة حديثة، غير متحللة أو مشوهة حتى يعيد إليها الحياة كزومبي.