أكد زعيم تنظيم بوكو حرام الإسلامي المتطرف أبو بكر شيكاو، في تسجيل فيديو، أنه ما زال على قيد الحياة، ويدير دولة "خلافة إسلامية" في المدن الخاضعة لسيطرته، نافيًا بذلك إعلان وفاته من قبل الجيش النيجيري. وقال شيكاو، في تسجيل له، اليوم الخميس، ومدته 36 دقيقة: "أنا على قيد الحياة، ولن أموت إلا عندما تعود روحي إلى بارئها"، وأضاف: أن بوكو حرام "تدير خلافتنا الإسلامية"، وتطبق فيها العقوبات حسب الشريعة.
وأضاف شيكاو مبتسما: "لا باراك أوباما ولا فرانسوا أولاند ولا بنيامين نيتانياهو ولا بان كي مون ولا الملكة اليزابيث لن يتمكنوا من قتلي".
وتظهر في تسجيل الفيديو مشاهد بالغة العنف، خصوصًا قطع رأس شخص، ورجم حتى الموت، وبتر طرف.
وكان الجيش النيجيري، قد أكد، الأسبوع الماضي، أن شيكاو قتل، وأن الرجل الذي يقدم نفسه على أنه هو في أشرطة الفيديو، التي تنشرها الجماعة الاسلامية، قتل أيضًا فى أثناء مواجهات مع جنود في شمال شرق نيجيريا.
كان مسئولون في قوات الأمن المحلية، قد أعلنوا مرتين وفاة شيكاو في 2009 و2013، وفي كل مرة كان شيكاو، الذي تصفه الولاياتالمتحدة بأنه "إرهابي على مستوى عالمي"، يظهر سريعًا في شريط فيديو.
والرجل الذي يتحدث في شريط الفيديو الأخير، لديه الشكل نفسه الذي ظهر في أشرطة الفيديو السابقة، ووصف إعلان الجيش عن وفاته بأنه "دعاية".
وفي شريط الفيديو، الذي يستغرق 36 دقيقة، يظهر شيكاو باللباس العسكري واقفًا في الجزء الخلفي من سيارة بيك-اب، ويطلق النار في الهواء من سلاح مضاد للطيران، ثم من بندقية كلاشنيكوف.
ثم يتكلم 16 دقيقة بالعربية، وبلغة الهاوسا، الأكثر رواجًا في شمال نيجيريا. وبدا واقفًا في الشريط أمام ثلاث سيارات بيك-اب، يحيط به أربعة رجال مسلحون وملثمون.
ولا يوجد شىء يسمح بتحديد متى وأين تم تصوير الشريط.
وقد أسفر تمرد بوكو حرام، الذي اندلع في 2009، وقمع بشدة من قبل قوات الأمن، عن أكثر من 10 آلاف قتيل و700 ألف مهجر. وفي الأشهر الاخيرة، استولى المتمردون على مناطق كاملة في شمال شرق نيجيريا، وعلى عدد من القرى الحدودية في اقصى شمال الكاميرون، وكان شيكاو قد أعلن فيها "خلافة إسلامية"، كما جاء في شريط فيديو سابق، في أغسطس، مما بث الرعب بين السكان المحليين.
وقال شيكاو: "ندير خلافتنا، خلافتنا الإسلامية تطبق تعاليم القرآن على أرض الله".
وفي مشاهد بتسجيل الفيديو يظهر رجم رجل متهم بالزنى، ثم قطع يد رجل متهم بالسرقة، وتنفيذ عقوبة الجلد مائة جلدة في رجل وشابة متهمين "بالزنى"، وتجري العملية في مكان عام وسط تصفيق عدد كبير من القرويين، من رجال ونساء منقبات واطفال.
وأضاف شيكاو: "أنا طالب الشريعة الذي أحرقتم مدرسته"، ملمحًا على ما يبدو إلى تدمير المسجد الذي كان يرتاده في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو شمال شرق نيجيريا، المعقل التاريخي للجماعة في 2009.
وفي مكان آخر في الشريط، يؤكد شيكاو تطبيق الشريعة حرفيًا في كل مدن شمال شرق البلاد، التي سيطر عليها تنظيم بوكو حرام في الأسابيع الاخيرة.