دعا الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية إلى ضرورة تحقيق الشراكة بين مختلف الجهود الدولية والعربية والإقليمية المبذولة لمساعدة ليبيا وإنهاء الصراع الدائر حاليًا فيها. ونوه العربي إلى أهمية الدور المحوري الذي تضطلع به آلية دول جوار ليبيا والتي تبنت في اجتماعها الأخير في القاهرة يوم 25 أغسطس الماضي مبادرة مهمة في هذا الشأن، مطالبًا بإشراكها في مختلف المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى إيجاد تسوية توافقية للأزمة الليبية، نظرًا لدورها المهم في تشجيع كل الأطراف الليبية على الاحتكام لآليات الحوار الوطني الشامل، الذي يظل دائماً الضمانة والركيزة الأساسية لإنجاح مسار عملية الانتقال السياسي الديمقراطي في ليبيا.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها العربى أمام الاجتماع رفيع المستوى حول ليبيا والذي دعا إليه سكرتير عام الأممالمتحدة السيد بان كي مون في إطار اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث مستجدات الأوضاع في ليبيا ووزعتها الأمانة العامة للجامعة العربية اليوم .
وحذر العربي من خطورة الاوضاع في ليبيا، التي تتصاعد معها المخاوف على مسيرة الانتقال السياسي ومستقبل ليبيا ووحدة شعبها وأمنها واستقرارها، مع ما يحمله كل ذلك من مخاطر على أمن دول الجوار والمنطقة بأسرها.
ونبه العربي إلى أن الحل في ليبيا يجب أن يكون نابعًا من إرادة وطنية ليبية حرة، وهو ما يستوجب توفير الرعاية اللازمة للعملية السياسية الجارية في ليبيا، والوقوف بحزم ضد أية محاولات للتدخل الخارجي في شئونها الداخلية، وضد كل من يحاول النيل من استقلال ليبيا وسيادتها ووحدة شعبها وسلامتها الإقليمية مطالبا بالتحرك الفعّال لفرض الإلتزام بالوقف الفوري والشامل لإطلاق النار ولجميع العمليات العسكرية لإبعاد شبح الحرب الأهلية والإرهاب والفوضي والدمار عن الشعب الليبي، والسعي المشترك من أجل حث جميع الليبيين على نبذ العنف والانخراط في عملية الحوار الوطني الشامل وتحقيق المصالحة بين جميع مكونات أبناء الشعب الليبي دون إقصاء أو تمييز، وذلك من موقع الالتزام لنبذ العنف والإرهاب وتوفير كل الدعم لمسار العملية السياسية.