سيطرت الذكرى الأولى لوفاة أسامة بن لادن على اهتمام الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مساجلات سباق انتخابات الرئاسة الأمريكي، فقد أطلقت حملة الانتخابات الرئاسية لباراك أوباما فيلماً تسجيلياً يُذكِر بعملية اتخاذ قرار ملاحقة زعيم تنظيم القاعدة ولحظات التوتر التي أعقبت ذلك، علق فيه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون قائلاً "لقد اتخذ أوباما أكثر القرارات صعوبة وأشرف المسارات"، في حين علق، ميت رومني الخصم الجمهوري المتوقع للرئيس أوباما، في نوفمبر القادم بمدينة نيويورك ، في الذكرى الأولى لوفاة أسامة بن لادن، وقال "بالطبع كنت سآمر بالقضاء على إبن لادن، إنه شخص أضر بأمريكا ضررا بالغا". جاءت زيارة أوباما المفاجئة إلى أفغانستان،ليل الثلثاء الماضي، كإشارة على أن السياسة الخارجية وقضايا الأمن القومي ستكون على درجة عالية من الأهمية خلال هذا العام الانتخابي في أمريكا ، على الرغم من توقع، معظم المحللين أن يكون الاقتصاد هو القضية الرئيسية في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وقع أوباما خلال زيارته لأفغانستان، على اتفاق أمني طويل الأجل مع نظيره الأفغاني حامد كارزاي والتقى بالقوات الأمريكية في قاعدة باجرام الجوية، وتحدث في خطاب متلفز عن تقليص الالتزام العسكري الأمريكي في أفغانستان، وقال "علينا إنهاء المهمة التي بدأناها في أفغانستان ووضع حد لهذه الحرب بطريقة مسئولة". يذكر أن أوباما يلقى تقديراً كبيراً من الجمهور الأمريكي على إدارته للسياسة الخارجية، ولهذا السبب فمن المرجح أن يواصل رومني التركيز على النيل من السجل الاقتصادي لأوباما، ففي أحد لقاءات رومني الانتخابية علق قائلاً "نحتاج لرئيس يفهم قوة المشاريع الحرة ويكون قد عايشها .. وأنا سأعمل على ضمان ذلك كجزء من مستقبلنا". وأشار الخبراء والمحللون إن سباق أوباما-رومني بدأ يتشكل، وإذا كان السباق استفتاء على الاقتصاد الأمريكي فإن رومني أمامه فرصة كبيرة لانتخابه رئيسا لأمريكا ، أما إذا كان السباق استفتاء على أداء الحزب الجمهوري ورومني نفسه فإن أوباما أمامه فرصة مواتية في إعادة انتخابه. ويحول رومني تركيزه الآن بعيدا عن حزب المحافظين للفوز بأصوات المعتدلين في انتخابات نوفمبر، ويشير الخبراء إلى أن القضية الأساسية هى ما إذا كان رومني هو الذي سيحكم الحزب الجمهوري أم أن اليمين المتطرف هو الذي سيحكم رومني". وفي ظل بقاء 6 أشهر على يوم الانتخابات الرئاسية في 6 نوفمبر القادم، فإن أوباما يتصدر السباق بفارق طفيف عن رومني في معظم استطلاعات الرأي العام.