فتح الجيزاوي ملف إهانة المصريين في السعودية والخارج، بداية من نظام الاستعباد المسمى بالكفيل مرورًا بالمعاملة السيئة للمعتمرين والحجيج في المطارات السعودية...عرَّى الجيزاوي موقف المملكة المعادي للثورات منذ ثورة 52 إلى غزوها وسحقها لثورة البحرين! ثم العبث بثورة اليمن واستضافة زين (الفارين) التونسي ودعم مخلوع مصر وما أشيع عن تهريب أمواله في بنوك السعودية إلى محاولات إجهاض الثورة المصرية ثم الاستعانة بالسيد عمر سليمان كمستشار للملك السعودي في وظيفة ومهمة غامضة الأهداف، إلى تمويل لتيارات الإسلام السياسي بالملايين بهدف خلق حائط صدٍّ داخل مصر يمنع أمواج الثورة الهائجة من الوصول للشواطئ السعودية. لدينا أكثر من ألف سجين في السجون السعودية منذ عدة سنوات دون توجيه أي تهم لهم، منهم أحمد محمد السعيد وعبد الله درويش ويوسف عشماوي، وعبد الله محمود زكي، وخالد محمد موسى، وعبد الله الدمرداش، بخلاف الاستيلاء على مدخرات محمود الشناوي الذي عمل 30 عامًا! البعض تُلفِّق لهم اتهامات جنائية، والسبب التعبير عن رأيه عبر الإنترنت. الأمر يتطلب تغيير السياسات الخارجية لمصر بشكل جذري؛ فصفقة تعيين العربي أمينًا عامًا للجامعة العربية كانت بهدف إبعاده من منصب وزير الخارجية عندما استشعرت السعودية وبعض دول الخليج أن السياسات الخارجية لمصر بدأت في الاستقلال. مسلسل إهانة المصريين في الخارج هو ضربة موجهة للثورة والشعب المصري في توقيت مرتبك يتزامن مع بطلان اللجنة التأسيسية للدستور واحتمالية قبول الطعن في دستورية مجلسي الشعب والشورى وانتخابات الرئاسة. ثم يأتي قرار وقف إمداد إسرائيل بالغاز، وما أعقبه من تصريحات عدائية متبادلة، ومناورات عسكرية مصرية على الحدود، ولم يبق إلا إذاعة أغنية "والله زمان يا سلاحىي" مما يستلزم تكاتف قوى الشعب العاملة !ولا صوت يعلو على صوت المعركة! فهل الخطوة التالية هي إعلان الأحكام العرفية واستمرار العسكر في الحكم؟ وعملًا بمقولة أديبنا الكبير نجيب محفوظ "آفة حارتنا النسيان" مع الوقت سينسى الشعب أن ثورة قد قامت وشهداء ضحوا ومصابين فقدوا عيونهم وأطرافهم من أجل أن نعيش أحرارًا. أتمنى أن تكون هذه خرافات من نتاج استبدال ثورة يناير بثورة الشعب؛ فاللعب بالنار الدولية للبقاء في الحكم ربما يؤدى لضياع سيناء، أم تراهم سيكررون سيناريو المنظمات الأجنبية الرديء؟ الأكثر مرارة من إهانة المصريين في الخارج هو إهانتهم بالداخل؛ فلابد من الإفراج عن النشطاء السياسيين في السجون المصرية وتوضيح حقيقة ما نشر عن اختطاف الطبيب المصري أحمد معتز وإيداعه مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية بسبب رفعه قضية أمام القضاء الأوروبي في بروكسل يتهم فيها المجلس العسكري باستخدام غازات محرمة دوليًّا ضد المتظاهرين فيما سمى بمذبحة محمد محمود .. هل ما نشر صحيح؟ تهمة الجيزاوي التي سيجلد بسببها العيب في الذات الملكية فهل تهمة معتز العيب في الذات العسكرية؟ تم تعديل التهمة إلى إتجار بالمخدرات.. هل يمكن للسلطة الحاكمة أن تطالب بحرية الجيزاوي، بينما تسجن مصريين لنفس الأسباب؟ وهل سيظل تيار الإسلام السياسي على تبعيته للسعودية ويرفع البعض بوقاحة العلم السعودي في ميدان التحرير.. أليست هذه خيانة؟ هل يسمح النظام السعودي برفع العلم المصري في مظاهرة على أرض المملكة؟ هل يرسل البرلمان وفدًا حقوقيًّا لحضور التحقيقات؟ هل ينطق الإخوان المسلمون والسلفيون؟ هل يتحرك المجلس العسكري؟ هل توجد ضمانات لحماية الحجيج والمعتمرين المصريين مستقبلًا من تعنت السلطات السعودية؟ هل يمكن إصدار فتوى بتأجيل فريضة الحج والعمرة حتى يتغير النظام السعودي؟ أو حتى تتغير طريقة تعامله مع المصريين؟ هل السلطة التي لا تقبل اختلافًا في الرأي وتحاسب الجيزواي على انتقاداته لسياسات المملكة في برنامج تليفزيونى أو لدفاعه عن المصريين في كهوف السجون السعودية وتقرر جلده أثناء زيارته لأداء العمرة، تختلف عن السلطة التي تعتبر من يختلف معها مجنونًا يستحق أن يودع مصحة عقلية، هل يوجد فرق بين السلطتين؟ هل يمكن وضع بعض الأنظمة الحاكمة في مصحات عقلية لعلاجهم من جنون السلطة؟ إن ما حدث يثير قضية غياب المعايير القانونية الدولية في السعودية ويفضح عجز وزارة الخارجية المصرية عن حماية حقوق مواطنيها. رغم رفضنا القاطع لعمل بعض المصريين في دولة الكيان الصهيوني الإ أننا لم نسمع عن معاملة سيئة لهم من دولة إسرائيل (الشقيقة)، ولم يسرق عرقهم يهودي، ولم يجلد مصريين كما تم مع طبيبين في السعودية! الغريب أن كلا من السفارتين الإسرائيلية والسعودية تفصل بينهما بضعة أمتار فقط، وكانتا مسرحًا لنفس الغضبة الشعبية ونزع أعلام الدولتين ووضع العلم “المصري” مكانهما! أفرجوا عن السجناء السياسيين في مصر والسعودية. مصر لن تقبل الإهانة داخل حدودها أو خارجها... موجات الثورة المصرية ستجرف الموانع المحلية لتصل إلى الممالك الخليجية سواء رضيت أم رفضت! الثورة هي الحل. --------------- خبير إعلامي [email protected]