نشرت صحيفة "يديعوت اوحرونوت" الاسرائيلية حوارا بين كاتب صحفيا لامع من كتابها، مع فتحاوي قديم، حيث سعى إليه الكاتب ولم يذكر اسمه، لمعرفة رأيه حول الاحداث الجارية على الساحة الاسرائيلية - الفلسطينية، وفي مقال طويل تجاوز ال2000كلمة تحدث الكاتب "ناحوم برنياع" خلاله عن مواقف شخصية مع قادة في اسرائيل، ليكشف عن كم ما اعتبره "اخفاقات الحكومات الاسرائيلية وتراجعها عن ثوابت كانت تعتبر من قبل مؤكدة وغير قابلة للتحوير، لتحقيق مصالح ". سرد الكاتب "ناحوم برنياع"بصحيفة "يديعوت اوحرونوت" حواره مع احد قادة فتح القدامى، خلال حملة الجرف الصامد، حيث قال صديقه الفتحاوي "ليست لنا استراتيجية قومية، وتعمل باسمنا جهتان لكل واحدة منهما هدفها، ففتح تسعى الى السلام، وحماس تسعى الى الحرب، وكل واحد منهما يطالب الشعب الفلسطيني بمجموعة مختلفة من المطالب، ولا سبيل للتوفيق بينهما، فتكون النتيجة ان جهة من الجهتين وهي حماس تجر الشعب الفلسطيني كله الى الحرب". وقال القيادي الفتحاوي ان الانجاز الذي تريد حماس تحقيقه من خلال حربها مع اسرائيل هو رفع الحصار عن غزة، ولكن ليست غزة فقط المحاصرة، فالضفة الغربية كذلك محاصرة، فلا يستطيع أي فلسطيني ان يخرج أو يدخل للضفة دون اذن من اسرائيل، فلماذا غزة فقط؟. وتساءل "ما الذي يستطيع ان يغير مواقف اسرائيل سوى الضغوط الدولية؟، تقول حماس انها الخسائر، واطلقت حماس اكثر من 3 آلاف صاروخ لتقتل ثلاثة اسرائيليين فقط.، أي اكثر من الف صاروخ لقتيل اسرائيلي واحد، وليس هذا ضغطا، ولكن الاسرائيليين ضخموا أهمية حماس، فحينما يتكلم نتنياهو في مؤتمراته على حماس باعتبارها عدوا مكافئا لاسرائيل يقوي حماس في الشارع الفلسطيني، والحقيقة هي ان الجهاد الاسلامي لم يكن فعله اقل من فعل حماس في هذه الحرب لكن الجميع يتحدثون عن حماس فقط، فالاسرائيليون لا يدركون مركزية مكانة الدين في هذه المجموعات من افغانستان الى غزة، ومبلغ عظم تطرفها، وكل جماعة دينية وكل طائفة ترفض عقيدة الجماعات الاخرى، وسيقاتل بعضها بعضا في يوم ما وقد حدث هذا في الماضي، فقبل الحرب قتلت حماس قادة من الجهاد الاسلامي في غزة". وتساءل برنياع حول مدى قوة السلطة الفلسطينية، فقال الفتحاوي وقعت مظاهرات عنيفة خلال الاسابيع الماضية، في الضفة ضد اسرائيل، والسلطة الفلسطينية، فقتل 24 شخصا،21 منهم من مؤيدي فتح، و2 من الجبهة الشعبية، وواحد من الجهاد، فالفلسطينيون متأثرون بدعاية وسائل الاعلام الاسرائيلية، ويخيل اليهم ان حماس منتصرة في غزة، ويؤيد الشارع الفلسطيني حماس من الناحية الاخلاقية، ونسوا القسوة التي عاملت بها حماس التابعين لفتح حينما استولت على غزة". فقال برنياع أن الاسرائيليون يأملون في أن يثور المدنيون في غزة الذين تضرروا ضررا شديدا في الاسابيع الاخيرة، على حماس. فهل سيحدث ذلك؟، فرد الفتحاوي قائلا "لا. لأن اسرائيل عظمت صيت حماس بصفتها منظمة تحارب الاحتلال، وفي المقابل تمسكت القيادة الفلسطينية بالسلام عشرين سنة فماذا اعطيتموها؟، المزيد من المستوطنات ومصادرة الاراض والمزيد من الاحتلال، فكيف تتوقع ان يتظاهر الناس ضد حماس؟". وقال برنياع أن في اسرائيل وزراء يقترحون اعادة السلطة الفلسطينية الى غزة، فرد الفتحاوي قائلا "لا تستطيع السلطة الفلسطينية ان تعود الى غزة كي تحمي اسرائيل فقط، "فهذا ما تريده حماس، وهو ان تعرض فتح على انها عميلة لاسرائيل وان تعرض حماس على انها تحارب الاحتلال". فسأله برنياع، كيف نتخلص من حماس اذا؟، فضحك الفتحاوي بمرارة وقال "انشأتم حماس أولا، وساعدتموها لتسيطر على غزة، وتزعم اسرائيل انها هي فقط التي تمنع سيطرة حماس على الضفة، فهل يخطر ببالك ان تستطيع حماس السيطرة على غزة بخلاف رغبة اسرائيل؟". فقال برنياع، ان احد اسباب معارضة حكومة اسرائيل لحكومة المصالحة الفلسطينية، خوفها من عودة حماس للعمل في الضفة، فقال الفتحاوي "هذه رؤية ضيقة جدا لاسرائيل، لا يمكن اخفاء حماس، ومن الحقائق ان اسرائيل في الواقع تفاوضها الان". فسأل برنياع قائلا، ما رايك في محاولة اغتيال محمد ضيف؟، فقال الفتحاوي "يعتقد الاسرائيليون انهم اذا قتلوا شخصا ما فسيحل ذلك مشكلتهم، وهذا خطأ، ان هذا سيجر أناسا آخرين الى مواقف اكثر تطرفا، فهل تعتقد أنهم لن يجدوا شخصا آخر يحل محله؟، قتلتم يحيى عياش وصلاح شحادة واحمد الجعبري، ووجد بدائل عنهم جميعا".