قالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن زوجة محمد الضيف قائد الكتائب وابنه الرضيع قتلا في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة واصفة إياها بأنها محاولة لاغتيال الضيف بعد انهيار الهدنة. وقال الجيش الإسرائيلي إن الفلسطينيين أطلقوا أكثر من مئة صاروخ خاصة على جنوب إسرائيل اعترض بعضها نظام القبة الحديدية. ولم ترد تقارير بسقوط ضحايا على الجانب الإسرائيلي. وقالت مصر التي تحاول التوسط في وقف لاطلاق النار طويل الأمد عبر محادثات غير مباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إنها ستواصل الاتصالات مع الجانبين اللذين غادر وفداهما القاهرة بعد انهيار الهدنة يوم الثلاثاء. وأنهى العنف عشرة أيام من الهدوء كانت أطول فترة تهدئة منذ أن أطلقت إسرائيل عمليتها في قطاع غزة في الثامن من يوليو تموز بهدف وقف هجمات الصواريخ على أراضيها. وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن 80 غارة جوية على قطاع غزة منذ استئناف القتال يوم الثلاثاء "مستهدفة مواقع إرهابية". وقالت حماس ومسؤولون طبيون إن 19 شخصا قتلوا في أحدث غارات جوية إسرائيلية بينهم زوجة الضيف وابنه الرضيع البالغ من العمر سبعة شهور. ويعتقد بشكل كبير أن الضيف يدير حملة حماس العسكرية على إسرائيل من مخابئ تحت الأرض. وقال مسؤول من حماس إن الضيف لم يستخدم المنزل المستهدف الذي انتشلت من تحت أنقاضه أيضا ثلاث جثث لأفراد من العائلة. وقالت حماس إن إسرائيل فتحت على نفسها "بابا إلى الجحيم" وقصفت تل أبيب والقدس بالصواريخ. ولم تسفر هجمات الصواريخ عن سقوط قتلى لكنها أظهرت أن حماس ما زال بإمكانها نقل حرب غزة إلى قلب إسرائيل رغم القصف الإسرائيلي العنيف في الصراع المستمر منذ خمسة أسابيع. ولم يرد تأكيد رسمي من إسرائيل انها حاولت اغتيال الضيف الذي استهدفته في غارات جوية أربع مرات على الأقل منذ منتصف التسعينيات وتحمله المسؤولية عن مقتل العشرات من مواطنيها في هجمات انتحارية. وقال ياكوف بيري وزير العلوم الإسرائيلي ورئيس الأمن السابق لاذاعة الجيش "لدي قناعة بأنه لو كانت معلومات المخابرات تشير إلى أن محمد الضيف لم يكن في الداخل لما قصفنا المنزل." وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي اسحق اهارونوفيتش عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر المقرر أن يجتمع في وقت لاحق يوم الأربعاء للصحفيين "سنواصل ضرب قادة حماس". وقال مسؤولون في قطاع الصحة في غزة إن خمسة أطفال قتلوا في غارات جوية منفصلة وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مسلحين في شمال غزة. وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن 2036 قتيلا فلسطينيا سقطوا في قطاع غزة معظمهم مدنيون. وتقول إسرائيل إنها قتلت مئات المسلحين الفلسطينيين في قتال قالت الأممالمتحدة إنه تسبب في تشريد نحو 425 ألف شخص في القطاع. وقتل 64 جنديا وثلاثة مدنيين في إسرائيل في أشرس حرب بين إسرائيل وحماس منذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005 قبل أن تسيطر حماس على القطاع في 2007.
* نهاية المحادثات وبعد ان اتهمت الناشطين الاسلاميين في غزة بخرق الهدنة باطلاق صواريخ قبل ثماني ساعات من موعد نهايتها استدعت اسرائيل مفاوضيها من محادثات الهدنة في القاهرة يوم الثلاثاء تاركة مصير الجهود التي ترعاها مصر لتأمين وقف دائم لاطلاق النار في مهب الريح. وانسحب المفاوضون الفلسطينيون من المحادثات في وقت لاحق ملقين بمسؤولية فشلها على اسرائيل. وقال عزام الاحمد رئيس وفد التفاوض الفلسطيني "كان هناك قرار مبيت بإفشال المفاوضات وبانهيار التهدئة من الجانب الاسرائيلى." ورافضا هذا الاتهام قال مارك ريجيف وهو متحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان اطلاق الصواريخ من غزة "جعل مواصلة المحادثات غير ممكنة." وأضاف قائلا لرويترز "عملية القاهرة بنيت على وقف شامل وكامل لجميع الاعمال العدائية ولهذا عندما اطلقت صواريخ من غزة فان ذلك لم يكن فقط خرقا واضحا لوقف اطلاق النار بل دمر ايضا الفرضية التي قامت عليها المحادثات." وقالت مصادر دبلوماسية إن من المرجح أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وبرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الدوحة يوم الأربعاء. ونصحت إسرائيل المدنيين بفتح المخابئ الواقعة في محيط 80 كيلومترا من غزة أي بعد منطقة تل أبيب كما استدعى الجيش ما يصل إلى ألفي جندي من قوات الاحتياط. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون خرق الهدنة وقال في بيان إنه يشعر "بخيبة أمل كبيرة لعودة الأعمال العدائية" وحث الجانبين على عدم السماح بتفاقم الأمور. وكافح الوسطاء المصريون لانهاء حرب غزة والتوصل لاتفاق يمهد الطريق أمام دخول مواد اعادة الاعمار إلى القطاع بعد تدمير آلاف المنازل. ويطالب الفلسطينيون برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وان تخفف مصر القيود الامنية على الحدود. وترى إسرائيل في حماس خطرا أمنيا وتريد ضمانات على أن إزالة القيود على الحدود لن تؤدي إلى تزويد النشطاء بالاسلحة. وقال مسؤول فلسطيني كبير في غزة إن النقاط الشائكة في المحادثات هي مطالبة حماس بتشييد ميناء ومطار بينما تريد إسرائيل مناقشة الأمر في وقت لاحق. ودعت إسرائيل إلى نزع سلاح الفصائل الفلسطينية في القطاع. وقالت حماس إن نزع سلاحها ليس خيارا مطروحا وأنها ماضية في نضالها المسلح لحين انتهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.