قعدات قهاوي وسط البلد غالبا ما بترسي على مفيش، خاصة لو كان ف القعدة واحد من المثقفين اللي قال عنهم عم نجم (محفلط مزفلط كتير الكلام .. عديم الممارسة عدو الزحام)، بس القعدة اللي هاحكيلكم عنها مختلفة ورسيت على حاجة اسمها "ثورة فجر". والحقيقة انه مش بس القعدة دي هي اللي رسيت على حاجة، ولكن، أغلب القعدات اللي اتعملت في الفترة دي رسيت على حاجات مهمة. يجوز لأن روح الثورة والانتصار كانت شايلة كل الناس ومخلياهم طايرين ومصدقين انهم عملوا ثورة بجد وهايعرفوا ينقلوا بلدهم نقلة حلوة بجد. كنا اتقابلنا على قهوة زهرة اليستان بعد عصر يوم الحد 13 فبراير 2011 ، يعني بعد خلع "مبارك" بيومين. كان ف القعدة أصدقاء من اللي اتعرفت عليهم قبل الثورة في الجمعية الوطنية للتغيير، حملة البرادعي، ومعسكر السلام، وآخرين ممن تعرفت عليهم في الميدان إبان التمنتاشر يوم الأولى (المجيدة) من عمر الثورة (غير المجيدة حتى تاريخه). وتكررت الاجتماعات هناك وبدأت تظهر وجوه جديدة، أغلبهم شباب. اختلفنا حول الكثير، لكننا لم نختلف على ضرورة الوصول للناس بأعمال توعوية من خلال شكل مبتكر لمسرح الشارع. بعض أعضاء المجموعة كانوا يكتبون شعرا عن الثورة والميدان، يتلقفه مخرج شاب موهوب "أحمد عبد السلام" ويحول بيوت القصائد إلى أدوار وشخصيات، ويصمم شكل أداء حركي يتناسب مع فكرة الأداء في الشارع. ومن خلال هذه الآلية أنجزت "ثورة فجر" الكثير من عروض مسرح الشارع التي لاقت قبولا وتفاعلا من الناس لدرجة ان العديد من القنوات الفضائية صورتها وعرضتها واستضافت أبطالها. في الحقيقة أن العروض لم تكن هدفا في حد ذاتها، ولكنها كانت مدخلا لفتح حوار مع الناس في الأماكن التي عرضنا بها (مثل؛ قرية أم خنان، ساقية مكي، مركزشباب جزيرة الدهب... الخ)، حول قضايا آنية. فقد كان جزء من إدارة العملية أن يقوم بعض الأفراد بأداء العرض في الشارع ويقوم آخرون بجذب أطراف الحديث مع الناس التي تتجمع حول العرض الذي غالبا ما يكون ذو مضمون سياسي مع أو ضد موقف ما. .............. المهم، تلاقيكم سرحتو مع حكاية "ثورة فجر" ونسيتو أيه حكاية "ميشو" اللي اسمه جزء رئيس في حلقة الذكر اللي احنا دايرين فيها دلوقتي "في حضرة سيدنا الميدان". ....... وسط كل الهردابكش اللي عملته "ثورة فجر" كنا نزلنا العمرانية إبان استفتاء التعديلات الدستورية بتاع 19 مارس 2011، عملنا حملة عشان نقنع الناس تقول: (لا للتعديلات الدستورية). كتبنا منشورات ووزعناها، ووزعنا بعض منشورات الأحزاب والحركات التي كانت ضد التعديلات ومنها: حزب الجبهة، حركة 6 أبريل. قعدنا أسبوع كامل قبل معاد الاستفتاء نعمل دا ونتناقش مع الناس في الشوارع والمحلات والبيوت. وف آخر يوم قبل موعد الاستفتاء جمعتني الصدفة بالرفيق الشاب "ميشو" (الذي كان قد أبلى بلاءا حسنا في توزيع المنشورات ورفع اللافتات وإقناع الناس بضرورة التصويت "لا" للتعديلات الدستورية)، جمعتني الصدفة به بمفردنا في بيت أحد الأصدقاء بالعمرانية، وكان ذلك الحوار: - انت تقريبا أكبر واحد فينا سنا - أيوة يا ميشو .. - عايز اسألك على حاجة - قول، لو عندي إجابة هاقولك - احنا دلوقتي أقنعنا الناس تقول (لا) للتعديلات الدستورية، احنا بقى هنقول أيه؟ - ميشو!!؟ - أنا عارف طبعا .. بس برضو حبيت اتأكد منك .. - ميشو!!!؟؟ - احنا هانروح الاستفتا بكرة .. مش كدة .. - ميشو!!!!!؟؟؟ - وهنقول (لأ) .. مش كدة .. - ميشو!!!!!؟؟؟ - عايز أقولك ..... - ميشووووووووووووووووووووووووووو!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟ .... مدد ومدد ومدد مدد يا سيدنا الميدان مدد المقال المقال