السؤال: أنا من سوريا، أحببت شابا عن طريق الإنترنت من نفس ضيعتي، وبعد فترة تمت الخطوبة ولله الحمد، وعقد بيننا شيخ عن طريق الوكالة، لكن مشكلتنا أن كلا منا ببلد، وصار لنا ما يقارب السنتين نحاول بشتى الوسائل نجتمع لكن لم يتيسر، ونحن نحب بعضنا كثيرا، ومتعلقان ببعض، ونتعذب كثيرا، وقد حاولنا نبتعد عن بعض لكن وجدنا الأمر صعبا على الطرفين. علما بأن الشاب يعمل ولا يعيبه شيء أبدا، وتمت خطبتنا رغم كل الظروف، وكانت برضا أهلي وأهل الشاب، وأنا أخاف ربي كثيرا وأدعو وأستغل كل أوقات الإجابة في الدعاء، فهل ممكن أن يكون هناك شيء غلط في خطبتنا ولذلك لم ييسر الله لنا؟ نحن فعلا أحببنا بعض وتكلمنا دون علم أحد قبل الخطبة، لكننا تبنا لله وبيننا الآن عقد وشهود، وقد رأيت مناما يدل على وجود سحر، فهل يجوز أن أسأل الشيخ عن وجود سحر يعرقل خطبتنا؟ وشكرا. الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإننا أولا نشكرك على ثقتك بموقعنا، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا دائما عند حسن ظنك، ونسأله أن ييسر أمرك ويفرج كربك، ويتم لك هذا الزواج على الخير وأن يسعد كل منكما بالآخر، وأن يرزقك منه ذرية طيبة تقرّ بها عينك. وهذا التأخر في إتمام الزواج لا يلزم أن يكون بسبب معصية وغضب من الرب سبحانه، ولا أن يكون بسبب سحر ونحو ذلك، بل قد يكون مجرد ابتلاء من رب العالمين، ومن صبر على البلاء كان فيه رفعة لدرجاته وكفارة لسيئاته، وراجعي في فضل الصبر الفتوى رقم: 18103 ، وقد أحسنت بالحرص على الدعاء، فهذا هو سلاح المؤمن، والرب سبحانه كريم لا يخيب من رجاه، وكلما تحققت في الدعاء الآداب والشروط كان أرجى لأن يسمع ويجاب، ونرجو للأهمية مطالعة الفتوى رقم: 119608 . وإن غلب على ظنكم أن يكون هذا الأمر بسبب شيء من السحر أو العين ونحوهما، فينبغي الحرص على الرقية الشرعية، وكلما أمكن المرء أن يرقي نفسه كان أفضل، فهو أحق من يمكن أن يخلص لها في الرقية والدعاء، ولا بأس بالاستعانة ببعض أهل الاستقامة والعقيدة السليمة، مع الحذر من إتيان الدجالين والمشعوذين الذين يدعون معرفة الغيب أو يحلون السحر بسحر مثله، وانظري الفتوى رقم: 21847 ، والفتوى رقم: 2244 ، ولمعرفة علامات المسحور راجعي الفتوى رقم: 7975 . والله أعلم.