يعيد التاريخ نفسه فى واقعة إهانة المصريين على الحدود الليبية الفارين من إرهاب التنظيمات التكفيرية هناك، ليثير تسائلاً عن إمكانية أخذ موقف مماثل لما قام به الرئيس الراحل محمد أنور السادات تجاه «إهانة مماثلة» من العقيد القذافى. وتصاعدت حدة التصريحات المطالبة بأخذ موقف عسكرى للتدخل والحفاظ على أرواح المصريين فى ليبيا الأمر الذى وصل إلى المطالبة بضرورة توجيه ضربة عسكرية لليبيا. القذافى واتفاقية السلام مع إسرائيل يشبه ما حدث عام 1977 ما نعيشه الآن، فوقتها تطاول معمر القذافى على القيادة المصرية وتدخل فى شأن مصر الداخلى، رداً على تحضيرها لإتمام اتفاقية السلام مع إسرائيل. بدأ «تطاول» القذافى بالهجوم على المقرات الدبلوماسية فى ليبيا، ثم طرده فى شهر يونيو من نفس العام نحو ربع مليون مصرى عامل هناك، فضلاً عن حشده مظاهرات حاولت أن تقتحم الحدود المصرية للوصول إلي القاهرة. فشل القذافى فى مسعاه وتصدت قوات حرس الحدود لمحاولاته فما كان منه إلا أن أمر بضرب مدينة السلوم الحدودية بالمدافع . وجاء الرد قوياً من «السادات» و فى 21 يوليه 1977 بدأت العمليات العسكرية والمعارك على حدود البلدين ودخل الجيش المصرى ليبيا وهاجم الطيران المطارات والقواعد العسكرية التابعة لنظام القذافى. انتهاء حرب الأربعة أيام لم يرد «السادات» احتلال ليبيا وإنما كان راغباً فى إعطاء درس ل «الكولونيل الليبى» وإثبات أن مصر التى دخلت 4 حروب خلال 25 عاماً فقط لا يصعب عليها قهر «من أهانها». وتدخلت أطراف دولية وحدثت هدنة يوم 24 يوليو 1977 أسفرت عن انتهاء المناوشات وانسحاب القوات المصرية فى اليوم التالى لعقد الهدنة. وقال السادات فى أحد المؤتمرات المسجلة: « دعا الرئيس الليبى معمر القذافى يوم 20 يوليو 1977 لمسيرة ليبية تنطلق من طرابلس إلى القاهرة، ولما اعترضتها قوات حرس الحدود المصرية قامت المدفعية الليبية بضرب مدينة السلوم المصرية فقام الطيران المصري بالرد في نفس اليوم بقصف مواقع عسكرية ليبية في العمق، ونشأت حرب الأربعة أيام التي انتهت يوم 24 يوليو وتم تبادل لكامل الأسرى». وأقسم السادات بقوله: «والله إن عدتم عدنا» خسائر القذافى وبلغت الخسائر الليبية فى الحرب حوالى 60 دبابة، و20 طائرة من نوع « Mirage 5» و40 ناقلة جنود مدرعة، وقتل وجرح حوالى 400 ليبي. لايزال قرار الرئيس السادات بتحريك الجيش تجاه ليبيا فى عام 1977 قرار لا ينسى. في الآونة الأخيرة تدال النشطاء أخباراً عن أن هناك مفاجأة تمنح الرئيس عبدالفتاح السيسي أو نظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، الحق في شن حرب عسكرية بقوات عربية مشتركة، كشفت مصادر دبلوماسية وعسكرية أن هناك اتفاقية، تسمح لمصر والدول العربية بالتدخل العسكري المباشر في ليبيا، بهدف حماية أراضي الدولة وصيانة سلامتها الأمنية. والاتفاقية المشار لها، اعتمدها مجلس الدفاع المشترك للجامعة العربية هي مؤسسة معنية أنشئت بموجب شروط معاهدة الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي (1950) لتنسيق دفاع مشترك لجامعة الدول العربية. وتشتمل الاتفاقية على 5 بنود جميعها تسمح بتحريك الجيوش العربية إلى ليبيا.