قطع رئيس جنوب السودان، سيلفا كير، الأربعاء، زيارته إلى الجمهورية الصينية والتي كان من المفروض أن تنتهي السبت، على خلفية تصاعد التوترات حول حقول النفط على الحدود مع السودان. ووجه كير اتهامات لدولة السودان، خلال زيارته للجمهورية الصينية، الثلاثاء، واصفا الأحداث الجارية على الحدود بالإعلان الصريح للحرب على أمته. كان كير قد وصف الأوضاع الحالية خلال اجتماعه مع الرئيس الصيني، هيو جنتاو "باللحظات الحرجة، والسبب هو أن جارتنا الخرطوم قد أعلنت الحرب على دول جنوب السودان." ومن المتوقع أن ترسل الصين التي تعتبر شريك تجاري مهم لشقي السودان، بمبعوثها الخاص بالشؤون الأفريقية لكل من السودان وجنوب السودان لتهدئة الأوضاع وإقناع الطرفين بالجلوس والحوار. ويذكر أن مجلس الأمن الدولي أعرب في وقت سابق عن قلقه من تسارع الأحداث بين السودان وجنوب السودان بعد أعنف مواجهات بين الدولتين حول منطقة "هجليج"، النفطية، في الوقت الذي نفت فيه الخرطوم إعلانها الحرب على جوبا. و في وقت سابق يوم أمس عقد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، جلسة مشاورات مغلقة حول التطورات الأخيرة التي يشهدها السودان وجنوب السودان، التي أججها سيطرة قوات الحركة الشعبية على منطقة "هجليج" واسترداد الجيش السوداني لها، في أسوأ توتر بين الجانبين منذ استقلال الجنوب. و قال أعضاء المجلس إن انسحاب قوات الحركة الشعبية من منطقة هيجليج أمر مشجع إلا أن ذلك أعقبه ارتفاع وتيرة القصف من قبل قوات الجيش السوداني على أراضي جنوب السودان. وقالت رئيسة المجلس للشهر الحالي، سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، إن أعضاء المجلس رحبوا بانسحاب الجيش الشعبي لتحرير السودان من هجليج، وطالبوا الجيش السوداني بوقف فوري للقصف الجوي، وحثوا على وقف الأعمال القتالية والعودة إلى طاولة المفاوضات. بينما نفى السودان إعلانه الحرب على دولة جنوب السودان بعد مواجهات عسكرية بين الجانبين، هي الأخطر منذ استقلال الثانية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، العبيد مروح، لCNN بالعربية إن الحكومة السودانية لم تعلن الحرب "ولسنا بصدد إعلان الحرب.. لا نزال ندافع عن بلادنا ونتعقب المتمردين من دخلوا أراضينا." كما ندد المسئول السوداني بتصريحات مسئولين في دولة جنوب السودان إعلنوا فيها تصميمهم على الهجوم مجددا على هجليج، مؤكداً أن السودان لن ينجر لحرب الضحية فيها مواطنو دولة جنوب السودان دولتهم. في هذه الأثناء صرح سلفاكير ميارديت، أثناء زيارته للصين، الثلاثاء، إن نظام الخرطوم أعلن الحرب على بلاده. وبدوره، فسر المتحدث باسم جيش الجنوب، فيليب أغوير، قصف الطيران السوداني لمنطقة بنتيو" وتوغل القوات السودانية داخل أراضيه، بأنه مؤشر على تنفيذ البشير لتهديداته بغزو بلاده. وأضاف: "ربما ينفذون ما صرح به البشير." وكان البشير قد توعد بسحق الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان، و"تحرير" شعب الدولة الوليدة التي أعلنت استقلالها عن السودان في يوليو/تموز الماضي، الماضي بموجب اتفاقية سلام عام 2005.