قال "جدعون ليفي" الكاتب اليساري بصحيفة "هآرتس" ان وزارة الصحة الفلسطينية طلبت من صاحب ثلاجات برفح لحفظ الخضروات، أن يخلي اماكن لحفظ العشرات جثث القتلى التي تكومت في مستشفى رفح الصغير الفلسطينيين، والناجمة عن العمليات البربرية الاسرائيلية يوم امس فقط، وكان ضمن تلك الجثث اطفالا كثر، امتلأت بهم الثلاجة، بالجثث فلقد سقط في رفح في صباح أمس 120 قتيلا ونحوا من 500 جريح في ليلة واحدة من عمل الجيش الاسرائيلي في البحث عن الملازم هدار غولدن. وقال ليفي ان شقيق صاحب ثلاجات الخضروات هاتفه منتصف ليلة السبت متحدثا بصوت مختنق بالدموع وبعبرية طليقة قائلا "ما حدث اليوم في رفح مذبحة بكل معنى الكلمة"، واضاف أنه يحادثه بعد فراره ماشيا مع عائلته نحو البحر، فبيته كان تحت القصف ف"كل طائرات إف16 وكل طائرات اسرائيل الصغيرة بلا طيارين أصبحت الآن في سماء رفح" . وقال ليفي بينما كان الفلسطينيون يصرخون في رفح "مذبحة" نشر متحدث البيت الابيض في واشنطن اعلانا بأسر الضابط الاسرائيلي وقتل رفيقيه أنهما "نقض بربري للهدنة"، وقد استعمل المتحدث الامريكي المتزن كلمة "بربري" لأول مرة في هذه الحرب، ولم تؤدي القذيفة الاسرائيلية التي سقطت قبل ذلك بيومين في سوق الشجاعية المزدحمة وقتلت 17 من السكان وجرحت نحوا من 150 في ذروة هدنة اخرى، ولا القذيفة التي سقطت قبل ذلك بوقت قصير في مدرسة وكالة الغوث التي كان يختبيء فيها 3 آلاف لاجيء، لم تدفع بالادارة الامريكية الى أن تقول "بربري"، ولا قصف محطة توليد الطاقة ولا قصف الجامعة، ولا القنبلة التي ألقاها طيارو سلاح الجو الممتازون في يوم الثلاثاء على بيت سكني فيه أربع طبقات في خانيونس دون أي انذار لتقتل تحت الانقاض 35 من سكان البيت فيهم 18 ولدا و8 نساء، كل ذلك لم يُعتبر بربريا ما عدا الاختطاف وقتل الجنديين، وليس ذلك إلا لأن المتحدث الامريكي مصاب بالعنصرية هو ايضا، فهو يحفظ البربرية لهم فقط. اجل، إن حماس معروفة ببربريتها، ومثلها الفلسطينيون جميعا، وقد بلغ صيت هذه البربرية الى واشنطن آخر الامر وهذا انجاز آخر للدعاية الاسرائيلية، لكن الحقيقة هي أن هذه الحرب بربرية من بدايتها. لقد زاد عدد قتلى "الجرف الصامد" البربرية عدد القتلى في العملية البربرية السابقة "الرصاص المصبوب"، بل ان عدد القتلى اقترب من عدد القتلى في حرب سوريا التي تشير بها اسرائيل لتبرهن على حيوانية العرب، ففي الاسبوع الماضي فقط سقط في سوريا 1700 قتيل ، وفي غزة التي يقل عدد سكانها عن عشر عدد سكان سوريا، قتل مثل هذا العدد في ثلاثة اسابيع ونصف من نشوة المشاعر الاسرائيلية – وليس ذلك فرقا مبدئيا. واختتم ليفي مقاله بنقله ما قاله له شقيق صاحب ثلاجات الخضار، الذي عمل في اسرائيل لمدة 33سنة حيث قال "أنا أخجل من ثقافتي الاسرائيلية، نشأت عندكم منذ سن ال 16، ويؤلمني حينما أسمع انذار "اللون الاحمر" في عسقلان المدينة التي عملت فيها سنين، أما أنتم فلا يهمكم شيء عندنا، لا شيء". وبكى مرة اخرى وصمتُ.