عام 2007 اى منذ 7سنوات تذكرت الحكومة الفقراء،واعلنت نيتها لمواجهة المدعو "الفقر"،وأطلقت مبادرة لتنمية الألف قرية الأكثر فقرا تاجروا بالفقراء واستغلوا "المبادرة" فى التسويق لجمال مبارك رئيسا تجول فى القرى والتقط الصور مع الفقراء لتحتل صفحات كاملة فى الصحف القومية،وبعد ثورة يناير لم يعد أحد يتذكر مبادرة الألف قرية الأكثر فقرا رغم الميزانيات الضخمة التى كانت مخصصة للدراسات والبحوث واستطلاعات الرأى ميزانيات كانت كفيلة بتخفيف حدة الفقر ولو عن سكان قرية واحدة ولو لفترة محدودة. مضت سبع سنوات ازدادت الألف قرية فقرا وزادت معاناة أكثر من 12مليون مصرى سكان القرى الموزعة على محافظات الصعيد، الجيزة وبنى سويف، والمنيا، وأسيوط ،وسوهاج، وقنا، وأسوان، ومحافظات وجه بحرى البحيرة والشرقية. هذه القرى يعيش أكثر من 66% فقر مدقع وأحتلت سوهاج المركز الأول بنسبة 70%من سكانها فقر مدقع،نصيب الفرد من الاستهلاك شهريا يقل بسبعة جنيهات عن الحد الذى يمكنه من الافلات من براثن الفقر المدقع وحتى يصل الفقير الى حد الفقر يحتاج الى زيادة دخله 50جنية شهريا. و60%من سكان هذه القرى لاتتوفر لهم مياه شرب نقية،عدم توفر خدمات الصرف الصحى واختلاط مياه الشرب بها ومايترتب على ذلك من انتشار الأمراض والأوبئة. اذا ذهبت عزيزى القارئ الى هذه القرى-التى زرت بعضها بالفعل-ستصدمك تلال القمامة والاتربة وكثرة الكلاب الضآله وطفح مياه المجارى،وبعض القرى بيوتها محاصرة بمياه المجارى والمياه الجوفية,كيف يعيش الناس فى هذه البيئة الخانقة؟ المبادرة وفرق البحث التى توجهت الى هذه القرى واستمعت لسكانها همومهم مشكلاتهم معاناتهم اليومية أحلامهم ، خلق داخل الناس امل فى دولة تخطط لانتشالهم من تحت خط الفقر الى خط الستر الذى لايكف الفقراء عن الدعاء به، الستر هو حلمهم ولكن الحلم بالستر تبدد بين من تاجرواسياسيا بفقرهم ثم من تجاهلوا فقرهم. ولن تحيا مصر الا بانتهاج سياسات اقتصادية جادة لمواجهة الفقروخلق فرص عمل حقيقية وتعويض الفقراء عن سنوات الحرمان ،والحرص على تحصيل حق الدولة ممثلا فى الضرائب وثمن اراضى الدولة التى استولى عليها مجموعة من رجال الاعمال معروفين . لن تحيا مصر بالتبرع على طريقة فرح ابن العمدة اللى يجودوا به –جملة ماتبرع به عدد من رجال الاعمال 5ملياراحدهم تبرع باسهم وآخر تبرع بمديونية له لدى وزارة البترول ويبدو انه يأس من تحصيلها. الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء قدر حجم الضرائب المتأخرة على رجال الاعمال ب640مليار جنية. وحسب وزارة المالية عدد المقيدين لضريبة الدخل 6مليون ،مليون فقط قدموا اقرارات ،ومن المليون 300الف فقط بيدفعوا ،ومن ال300الف 35الف فقط بيدفعوا الضرائب الحقيقية. حق الدولة كفيل بسد العجز ورفع المعاناة عن الغلابة الذين اكتوا بنار الاسعار. الفقراء يتساءلون عن مصير التسوية مع آل ساويروس والتى انتهت الى سداد 7مليار و200الف على دفعات. أين عرض حسين سالم بتقديم 50%من اجمالى ثروته؟ اين اللجان التى تشكلت لاسترداد المليارت الهاربة والمختبئة فى بنوك أوربا؟