يعانى سكان قرية شبرا شهاب التابعة لمركز القناطر الخيرية بالقليوبية من أزمة خانقة فى مياه الشرب، فرغم قرب القرية من محطة تحلية المياه بمدينة القناطر فإن كوب المياه النظيف بات ضيفاً عزيزاً على سكان القرية، وقربها أيضا من قرية "البرادعة" التى شهدت انتشار وباء التيفود بسبب تلوث المياه منذ عامين، تسبب فى اصابة سكان هذه القرية بفزع، خوفا من تكرار هذه المشكلة، وأصبح الحصول على كوب ماء نظيف حلما يراود المواطنين بالقرية. رصدت "المشهد" معاناة الأهالى ليؤكد حافظ السيد - أحد سكان القرية - نحن نعانى منذ سنوات طويلة من تلوث المياه خاصة ان رائحة المياه التى تأتى إلينا من خلال الصنابير كريهة وتشبه الروائح التى تنبعث من "طرنشات المجارى". كانت سيارات المياه احد الحلول البديلة التى لجأ اليها المسؤولون بمحافظة القليوبية الا أن معدل وصولها للقرية والكميات التى توفرها لكل اسرة لا تكفى بحسب السكان، ويشير سيد متولى أحد أهالى القرية - إلى ان سيارات المياه لا تكفى خاصة ان عدد سكان القرية يصل الى 30 الف نسمة والسيارة تأتى مرتين اسبوعيا مما يدفع الاهالى الى شراء جراكن المياه و يزيد من اعبائهم المعيشية. وتضيف ام احمد "ربة منزل" ان سيارات المياه تسبب مشاكل بين اهالى القرية بسبب التسابق على اولوية ملء " الجراكن " بالمياه خوفا من نفاد الكمية. بينما يقول الحاج محمد "احد الاهالى" ان اليوم التى تأتى فيه سيارة المياه يساوى يوم العيد لانهم يشربون فيه ماء نطيفا. وأضاف أن الطلمبات الحبشية تمثل وجهاً آخر لأزمة مياه الشرب فى شبرا شهاب ورغم اليقين الكامل بتعرضها للتلوث بشكل كبير فإن الواقع يجعلها بديلا تفرضه الظروف. و تقول " ام محمد " ربة منزل انها تلجأ الى الطلمبات الحبشية لسد حاجتها من المياه بالرغم من انها متأكدة من تلوثها، مشيرة الى ان المحافظ السابق اصدر قرارا بإزالة الطلمبات الحبشية فى جميع انحاء المحافظة بعد حدوث ازمة قرية البرادعة التى تبعد عنهم عدة كيلو مترات. و يسيطر القلق على مواطنى القرية خوفا من الامراض والاوبئة التى قد تصيبهم نتيجة المياه الملوثة وشحها ولا تكاد احلام اطفال شبرا شهاب تخلو من يوم يشربون فيه ماء نظيفا. ويشير سيد متولى أحد الأهالي الى انه يريد كوب ماء نظيف بدلا من العلاج على نفقة الدولة، موضحا ان هناك اكثر من 40 % من الاهالى مصابون بفشل كلوى، من بينهم 500 شاب. واضاف انهم يريدون المياه النظيفة لضمان الحفاظ على صحة ابنائهم . تعددت محاولات المواطنين مع المسئولين لكن المحصلة لا تحمل الا الوعود الوردية التى لا تجد صدى على ارض الواقع، وفى هذا الصدد يقول انهم ذهبوا الى الدكتور عادل زايد - محافظ القليوبية - فى شهر سبتمبر الماضى بعد ان علموا ان هناك ميزانية لتوصيل مياه الشرب من محطة تنقية المياه لجميع قرى مركز القناطر الخيرية ولم يتم ادراج قريتهم فى الخطة بحجة ان الميزانية لا تكفى، مشيرا الى انهم قاموا بقطع طريق خط 12 بالقناطر لكى يصل صوتهم الى المسؤولين مما جعل نائب رئيس مدينة القناطر يرتب لهم لقاءً بالمحافظ وتم اعتماد 300 الف جنيه لتوصيل خط جديد لمياه الشرب لكن لم يتم البدء فى التنفيذ حتى الآن. من جانبه أكد السيد البدوى - مدير عام المرافق بمجلس مدينة القناطر الخيرية - انه تم تشكيل لجنة على أعلى مستوى من الشركة القابضة لمياه الشرب بالقليوبية وجهاز المرافق لدراسة المشكلة وارسالها الى لجنة الاعتمادات لتوفير الميزانية اللازمة لبدء التنفيذ، وأنه جارٍ بالفعل توصيل المياه للقرى المحرومة من المياه.