في الذكري السنوية العاشرة لثورة 23 يوليو كان خطاب الزعيم جمال عبد الناصر كاشفا عن كثير من تفاصيل ما حدث.. قال فيه أنهم لو حسبوا الأمر لما قاموا به، فقد كانت نسبة نجاحة ضعيفة، ولكن دافع الوقوف في وجه الظلم والاستبداد كان اقوي، فحتي لو لم ينجحوا فسيكونون علي الأقل أثبتوا أنهم جيل لم يصمت علي الظلم.. وأضاف عبد الناصر:" الضباط اللي كانوا موجودين يوم 23 يوليو 1952 كانوا حوالي 90 ضابطا والقوات اللي كانت معانا قوات قليلة والخطة التي كانت موضوعة لم تكن قد بُلغت لكافة الضباط والذي أذكره أني كنت أمر علي الضباط منذ الصباح ممن سيشتركون في الثورة وكلي ثقة وإيمان في الله والشعب وفي ظهر نفس اليوم اجتمعت القيادة وتقرر في هذا اليوم أن تنفذ الثورة وكان من المفترض تنفيذها قبل هذا الموعد بليلة ولكن تم تأجيلها لأن الخطة لم تكن قد اكتملت وسهرنا أنا وعبدالحكيم عامر وكمال حسين في منزلي حتى الصباح وقررنا أن نؤجلها 24 ساعة".
وتابع:" كنا علي ثقة إن الله معنا وقبل موعد تنفيذ الثورة بساعتين وكانت الساعة 11 وقتها كشفت الخطة بعدما أبلغ أحد الضباط قصر عابدين إن هناك مجموعة من الضباط أخذوا أخاه حتى يقوموا بثورة وفي الساعة 11 ونصف بعدها بنصف ساعة جاء لي أحد الضباط الأحرار من المخابرات في منزلي وقال لي الثورة كُشفت وإن الملك اتصل بقائد الجيش وقائد الجيش طلب عقد مؤتمر لكبار الضباط في القبة وقال لي لابد أن نلغي كل شىء وكان موعد تحركنا الساعة 1 بالليل وكان لابد من أن نسير في عمليتنا للنهاية فقلت لضابط المخابرات : العجلة دارات ولن يستطيع إنسان أن يوقفها وإننا نستطيع أن نتحرك ونتصرف ونستطيع في آخر لحظة تغيير الخطة وإن الأمر الذي أعطاه الملك لقائد الجيش بجمع كافة القيادات يعطينا فرصة كبيرة لاعتقالهم كلهم مرة واحدة ونزلت من منزلي ومررت علي منزل عبدالحكيم عامر لنحصل علي قوات من العباسية لكن الطرف الآخر سبقنا والبوليس الحربي أغلق المداخل فقلنا نذهب إلي كمال حسين في ألماظة لنحضر قوات من هناك للقبض علي القادة". ويكمل عبدالناصر:" وفي طريقنا حصلت حادثة تدل علي التوفيق وكان التحرك من المفروض أن يكون الساعة 1 ليلاً لكن البكباشي يوسف صديق اعتقد إن التحرك سيكون الساعة 12 وتحرك قبل الموعد بساعة فقابلناه في الطريق فقلنا له: إيه اللي حركك بدري.. فقال: المعاد 12 .. فقلنا له المعاد الساعة 1 .. فقال: علي العموم أنا اتحركت .. فقلنا له:هيا بنا نتحرك إلي القيادة لاعتقال قيادات الجيش وكانت هذه القوة هي القوة التي احتلت مركز قيادة الجيش وقبضت علي جميع القادة في هذا الوقت ومكنت للثورة من أن تسير في عملها وقبل كده كل وحدة مشتركة في الثورة قامت بعملها وهي تعتقد أنها تؤدي رسالة". 23 يوليو 1962 23 يوليو 1962