عقدت لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي بالبرلمان العربي اجتماعا طارئا بمقر الجامعة العربية لبحث تدهور الأوضاع في قطاع غزة والأراضي المحتلة وتصاعد العدوان الذي يشنه الاحتلال الاسرائيلي على القطاع، والذي أسفر عن سقوط عشرات الشهداء الأبرياء ومئات الجرحى برئاسة مسلم بن على المعشني رئيس اللجنة،وحضور احمد احمد الجروان رئيس البرلمان العربي،واعضاء اللجنة. وأكد رئيس البرلمان العربي أهمية هذا الاجتماع لبحث تداعيات العدوان الاسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني . وأضاف في كلمته ان القضية الفلسطينية هي القضية المحورية والمركزية للدول العربية وما يحدث من تطورات واحداث الان في غزة مصاب جلل الذي أصاب الأمة العربية. وأشار إلى أن عقد جلسة طارئة للجنة الشئون العربية، والسياسية في البرلمان العربي جاءت لهذا الغرض، حتى يتسنى مناقشة الوضع الراهن والخروج بمبادرة، وموقف حول هذه الازمة. من جانبه، قال مسلم بن على المعشني "رئيس اللجنة" ان هذا الاجتماع يأتي في وقت يواجه فيه الشعب الفلسطيني اعتداء صهيوني غاشم في سلسلة من الاعتداءات الصهيونية على اهالي غزة الابرياء العزل والذي ادى الى استشهاد العديد منهم بل تخطى عدد الشهداء المائتين علاوة على الاف الجرحى نتيجة العدوان الكارثي الوحشي والذي استخد فيه الصهاينة الطائرات الحربية والاسلحة الثقيلة. وأكد - في كلمته أمام الاجتماع-ان البرلمان أمام مسؤولية تاريخية كممثلين للشعوب العربية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق لبذل كل الجهد من اجل وقف حرب الابادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني ضدهم، وجرائم المستوطنين واخرها حرق الشهيد محمد ابو خضير حياً. وقال ان الامر يتخطى مرحلة تقديم المساعدات المادية للشعب الفلسطيني، بل انه يستلزم الان اجراء عمل عربي جماعي موحد لوضع حد نهائي للاعتداءات الصهيونية المتكررة، وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني الاعزل مع وقف فوري لاطلاق النار والتزام اتفاق التهدئة الذي تم الاتفاق عليه عام 2012، وحقن دماء الاخوة في فلسطين من المدنيين الابرياء وانهاء معاناة اللاجئين الذين يعيشون ظروف صعبة تقبلهم بعض الدول وترفضهم اخرى،مشددا على ضرورة البدء بمباحثات شاملة تحت رعاية دولية تهدف لانهاء معاناة الشعب الفلسطيني واقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وطالب بتقديم مجرمي الحرب الصهاينة الى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبتهم على ما اقترفوه من جرائم في حق الانسانية،موضحا انه لايمكن الوقوف موقف المتفرج وتكرار كلمات الشجب والادانة بل على مجلس الامن الذي يضم القوى الدولية الكبرى ان يضطلع بمسؤوليته في حفظ السلم والامن الدوليين وان يدين بوضوح تلك الاعمال الاجرامية ضد الشعب الفلسطيني. واشاد المعشني بالجهد الذي يقوم به الجانب المصري من اجل التوصل لاتفاق لاطلاق النار، وحقن دماء الفلسطينين،مشددا على انه رغم الظروف الصعبة التي تمر بها مصر حاليا فان ذلك لم يثنيها عن القيام بواجبها نحو الشعب الفلسطيني وفتحها لمعبر رفح وارسالها مئات الاطنان من الادوية والمواد الغذائية واستقبالها المئات من الجرحى الفلسطينين في مستشفياتها. كما اشاد بالمساعدات التي تقدمها الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة من اجل تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني. وقال ان اجتماع اليوم يجب ان يخرج بالتوصية باتخاذ اجراءات محددة تصب في هذا الاتجاه، وان تكون تلك الاعتداءات الصهيونية مناسبة للضغط بقوة من اجل التوصل لتحقيق تسوية شاملة تضمن اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وحتى يمارس شعبها الفلسطيني حقوقه المشروعة بحرية وكرامة. واضاف ان تلك التطورات الاخيرة ستكون دافعا للجميع من اجل الحرص على الخروج بوثيقة امن قومي عربي ،، تحفظ للامة العربية كرامتها وتصون مستقبلها من محاولات زعزعة امنها واستقراراها. ومن جانبه استعرض السفير محمد صبيح الامين العام المساعد لشؤون فلسطين الاراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية الجهود العربية التي بذلت قبل العدوان حيث حذؤت الجامعة العربية من مخططات اسرئيل التي تستهدفه من خلال هذه العدوان التغطية على جرائمها في القدس والاقصي والاستيطان. واكد صبيح ان المبادرة المصرية حول غزة تم تأييدها بالاجماع من قبل وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطاريء الذي عقد اول امس بالجامعة العربية،مشددا على ان مايريده الجميع ان يتم وقف نزيف الدماء في غزة . وناشد الاطراف الفلسطينية بقبول المبادرة وان يتم بعد ذلك مناقشة تفاصيلها بعد وقف اطلاق النار. ومن جانبه أكد عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ان الحملة التصعيدية المسعورة من قبل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية ازدادت حدتها بعد انسداد افق عملية السلام ووقف المفاوضات التي كانت ترعاها الولاياتالمتحدةالامريكية نتيجة الموقف الاسرائيلي المتعنت والرافض لقرارات الشرعية الدولية وعملية السلام خاصة بعد رفضها اطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى القدامى . وقال –في كلمته-ان السلطة الفلسطينية تقوم بإتصالات عربية ودولية للحيلولة دون تفاقم الوضع في غزة . ووجه الشكر لمصر على الجهود التي تبذلها والمبادرة التي تم طرحها لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة ،موضحا ان القيادة الفلسطينية على تواصل مع المسؤولين في مصر لوقف سفك الدماء في غزة وعمليات التدمير . وأكد ان الرئيس ابومازن سيصل القاهرة اليوم لاجراء مشاورات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من المسؤولين حول تلك تطورات الاوضاع في غزة. وشدد على ضرورة ان يقف الاشقاء العرب يدا واحدة لوقف العدوان وعمليات التدمير في الضفة وقطاع غزة ومجابهة العدوان ،موضحا ان هناك جهود تبذل الان لاستصدار قرار من مجلس الامن لدعم المطلب الفلسطيني بإلزام اسرائيل بوقف العدوان وتفعيل اتفاقية جنيف الرابعة لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني حيث ستعد تلك الخطوة بداية الفعل لانهاء الاحتلال حتى يتمكن الشعب الفلسطيني في تحقيق طموحاته في انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.