يقول مسؤولون عسكريون إن حركة طالبان الباكستانية تركت آخر معاقلها الرئيسية وإن شراكها الخداعية ومتفجراتها الموجودة في مخابئها تمثل الآن مصدر الخطر الرئيسي على الجنود الذين يسيطرون على المنطقة. وبدلا من المسلحين الذين يرتدون الملابس السوداء يجوب الجنود شوارع ميرانشاه عاصمة منطقة وزيرستان الشمالية الواقعة في شمال غرب باكستان. ومنذ سنوات يحث حلفاء اسلام اباد الحكومة الباكستانية على ضرب معاقل المتشددين على الحدود الأفغانية. والآن ومع انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان المجاورة بدأ الجيش حملة في الشهر الماضي لطرد المتشددين. وأظهرت زيارة نادرة نظمهاالجيش هذا الأسبوع إلى ميرانشاه كيف أحكمت طالبان قبضتها على هذه البلدة الحدودية. وقال البريجادير طاهر مالك والذي كان يقف خارج واحدة من 11 منشأة لصنع القنابل يقول الجيش إنه يسيطر عليها "هي مدينة في انتظار الانفجار... هذا هو حجم المتفجرات الموجودة هنا في المنازل والمتاجر وتحت الأرض." وفي مصنع المتفجرات مئات الاسطوانات المعدنية والحاويات الأخرى التي كان المتشددون يستخدمونها لصنع القنابل. وتحولت المدينة إلى مدينة أشباح فقد أمر الجيش السكان بالخروج قبل الحملة. وهناك أحياء بأكملها تحولت إلى أنقاض بعد انفجار مخابئ المتفجرات وقصف الطائرات لمخابيء المتشددين المشتبه بها. وتوجد أسفل هذا الدمار شبكة متطورة من الأنفاق كانت تستخدم في تهريب المتشددين والأسلحة بعيدا عن غارات الطائرات بدون طيار. وفي مسجد جلباخيل هناك ممرات تحت الأرض أسفل غرف مفروشة بسجاجيد الصلاة والبطاطين تفضي إلى باب سري مخبأ برف للكتب. وقال الجيش إن خلف هذا الباب توجد غرف كان يقيم بها كبار قادة طالبان. كما تناثرت حشيات أمام جدران طليت حديثا مزودة بمكيف للهواء مع نظام للصوت وتضيئ الغرفة ثريا من ستة مصابيح. وقال كولونيل يرافق الزائرين "حتى أنا لا أعيش في مكان كهذا هنا مع كل وسائل الراحة هذه." وبعد الغارات الجوية التي شنتها الطائرات المقاتلة على مدى شهر تقريبا وكذلك هجوم بري باستخدام الدبابات والجنود المدججين بالأسلحة للبحث من منزل إلى منزل يقول الجيش إنه أصبح يسيطر على 80 في المئة من المدينة. وحتى الآن يقول الجيش إنه قتل 400 متشدد ولكنه لم يكشف عن الأسماء أو يعرض الجثث كما جرت العادة. وفي ظل إغلاق الجيش لهذه المنطقة فإنه لا توجد وسيلة للتحقق من أعداد القتلى. ولم يفصح الجيش عن موعد اختتام هذه العملية أو متى سيسمح للسكان بالعودة لمنازلهم.