صحف أجنبية: زيادة الأسعار "استعراض ثقة" من السيسى

اهتمت بعض وسائل الإعلام الأجنبية، الأحد، بقرار الحكومة رفع أسعار الوقود عقب تعهدها بالحد من العجز الهائل فى الميزانية من خلال خفض دعم الطاقة، الذى يمثل خمس الإنفاق الحكومى، قائلة إن القرار يظهر "استعراضا للثقة" من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسى، واصفة القرار بأنه "خطوة ضرورية نحو الإصلاح الاقتصادى".
وفى الصحف الأمريكية، رأت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن تقليص الحكومة دعم الطاقة أدى إلى غضب وسخط سائقى السيارات، مضيفة أن الإجراء كان ضمن حزمة التدابير التقشفية التى اتخذتها إدارة "السيسي" لإلغاء دعم الطاقة الذى يكلف مصر حوالى 24 مليار دولار سنويا.
وقالت الصحيفة إنه كان من المتوقع خفض الدعم، ولكنه ترك خيبة من الأمل لدى العديد من المواطنين، لأن الارتفاع فى الأسعار كان غير مسبوق، خاصة بالنسبة لسائقى وسائل النقل والمواصلات كونهم "الأكثر ضررا"، حسب وصفها.
وأكدت الصحيفة أن زيادة أسعار الوقود جعلت المستهلكين يخشون ارتفاع أسعار العديد من السلع الأخرى، بالنظر إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية منذ ثورة 2011.
واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الحكومة المصرية رفعت أسعار الوقود بشكل حاد مما يشير إلى عزم "السيسي"، على المضى قدما فى سلسلة من تدابير التقشف على الرغم من المخاوف الرسمية بشأن رد فعل الجمهور، مشيرة إلى أن السلع المدعمة تشمل الوقود والخبز وغيرهما، حيث يعيش ما يقرب من 50% من السكان تحت أو قرب خط الفقر.
ووصفت الصحيفة القرار بأنه يُظهر "استعراضا للثقة من جانب السيسي"، مضيفة أن الرئيس الجديد جاء إلى السلطة متوعدا بحلول قاسية للأزمات المتصاعدة فى مصر، بجانب دعم مليارات الدولارات من المساعدات من دول الخليج التى تقاسمت هدفه فى القضاء على جماعة الإخوان المسلمين فى مصر.
ورأت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن رفع أسعار الوقود خطوة ضرورية نحو الإصلاح الاقتصادى، قائلة إن الشعب تلقاها على حين غرة، رغم التصريحات المتكررة من جانب "السيسى" بشأن تدابير التقشف.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأنظمة السابقة كانت تخشى إصلاح أوضاع الدعم خوفا من غضب الرأى العام أو عدم الاستقرار، قائلة إن حكومة إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، دافعت عن القرار بالقول إنه سيوفر أموالا للخدمات الاجتماعية مثل الرعاية الصحية والتعليم.
وفى الصحف البريطانية، قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن رفع أسعار الوقود يعتبر "إصلاحا هيكليا ضروريا"، تم تأجيله مرارا من قبل الحكومات السابقة، خوفا من إثارة غضب واضطراب اجتماعى فى الدولة فى ظل ارتفاع مستويات الفقر وتدنى الاقتصاد. وأضافت الصحيفة أن الزيادة فى الأسعار تهدف إلى توفير 6 مليارات دولار هذه السنة المالية، مما يخفض من فاتورة دعم الوقود إلى 14 مليار دولار، أو 13 % من الإنفاق الحكومى، كما تهدف الحكومة إلى تضييق العجز من 12 % فى السنة المالية إلى 10 %.