تحت عنوان "الشخصية المصرية وثورة 25 يناير" نظمت كلية الآداب جامعة عين شمس ندوة علي هامش المهرجان السنوي لقطاع البيئة بالكلية. أكد الدكتور عبد الناصر حسن عميد الكلية، أن ثورة 25 يناير أحدثت العديد من التحولات والتغيرات فى الشخصية المصرية فقد كسرت حاجز الخوف والسلبية وخلقت الإحساس بملكية الوطن وزادت من الوعى السياسى مشيرًا إلي أنه علي الرغم من ذلك فهناك ما لم تستطيع الثورة أن تغيره حتي الآن كالاعتماد على الفردية وافتقاد العمل الجماعى وعدم الإحساس الكافي بالمسئولية ووجود منتفعين وأيضًا وجود مقومات صناعة الفرعون. مضيفاً أن الثورة جاءت للتغيير من أجل البناء وليس من أجل الهدم مما يتطلب تكاتف الجميع معاً. وقال السيد ياسين المفكر والكاتب الصحفي، أنه علي الرغم من بعض المبالغات التي حدثت بعد الثورة فأنه لا يمكن اعتبار أنها أدت لإحداث فوضي خلاقة ولكن هناك فوضي مقصودة منها الانفلات الأمني، وأضاف أن الثورة لم تغير وجه مصر على المستوى السياسي والاجتماعي فحسب، وإنما أيضا على المستوى النفسي للشخصية المصرية، فحدث تصاعد دراماتيكي في انفعالاتها من جراء ما أظهرته الثورة من حجم هائل للفساد سواءً عبر خصخصة الشركات الحكومية وبيع الأراضي بأبخس الأسعار، فيما انفجرت مطالب فئوية متعددة للمطالبة بحقوقهم التي سلبت منهم. أكد الدكتور قدري حفني أستاذ علم النفس بكلية الآداب، أن ما يحدث في مصر حالياً له أسباب عديدة من أهمها التدخل الأمريكي في السياسية المصرية بهدف إسقاط الثورة والحيلولة دون تحقيقها لأهدافها الرئيسية من تطبيق للعدالة الاجتماعية والحد الأدني للأجور والحرية السياسية للشباب مضيفاً أن هناك من يتآمر علي الثورة خاصة إسرائيل. أشارت الدكتورة مجدة احمد محمود وكيل الكلية لشئون المجتمع والبيئة، إلي أن ثورة 25 يناير بمثابة فك القيود للشباب وبداية لانطلاقة نحو المستقبل المشرق وان استغرق جني الثمار وقتا طويلا، حيث أن الأقوال التي يتشدق بها البعض عن فشل الثورة لا تنم الا عن المشاعر السلبية التي يسعي البعض الي التعلق بها، او تعبر عن المخاوف التي تنتاب البعض الآخر من الرجوع الي نقطة إلا عودة. مؤكدة أن السلوكيات السلبية التي تمخضت عنها الثورة من بلطجية وسرقة وترويع أمن المواطنين تعد خسائر وليست فشل، وكذلك تراجع عجلة العمل و الإنتاج في مرافق الدولة ومؤسساتها ونواجة خسائر وليست فشل. وأضافت أن من أهم مؤشرات نجاح الثورة زيادة الشعور بالثقة بالنفس وقوة الإرادة ووجود روح الانتماء وتقبل الآخر وامتلاك حق تقرير المصير. ورأي عدد من خبراء علم الاجتماع أنه تحت الضغوط المتراكمة تغيرت ملامح الشخصية المصرية التي أثبتت عدة دراسات سابقة لعلماء النفس والاجتماع والمفكرين والمستشرقين أنها تتميز بسمات التسامح والصبر وطول البال والطيبة والرضا والميل إلى الاستقرار والذكاء والمرح والألفة والود، بدرجات متفاوتة والهموم.