تواصل أجهزة الأمن الروسية تحقيقاتها لمعرفة الأسباب التي قد تكون دفعت بأحد أبرز الجواسيس السابقين، إلى الانتحار، وسط أنباء عن دور مزعوم له في تمهيد الطريق نحو انهيار الحزب الشيوعي، وتفكيك الاتحاد السوفيتي السابق. عثر المحققون على جثة الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية السوفيتيةKGB، ليونيد شيبارشين، في منزله بالعاصمة موسكو الجمعة، ورجحت مصادر الشرطة، استنادا إلى مؤشرات أولية، أن الجاسوس السابق، والبالغ من العمر 76 عاما، ربما أقدم على الانتحار. نقلت وكالة "إيتار تاس" للأنباء عن مصادر بالشرطة قولها إن شيبارشين ترك رسالة تفيد باعتزامه الانتحار، وأكد المتحدث باسم لجنة التحقيق، فلاديمير ماركين، أنه تم العثور على سلاح ناري قرب الجثة، دون أن تتضح على الفور طبيعة الظروف التي دفعته إلى الانتحار. رفضت الشرطة الإفصاح عن مضمون الرسالة بداعي الحفاظ على مصلحة التحقيق، إلا أنها أكدت أن ليونيد شيبارشين كان وحده في المنزل، وقت وقوع الحادث. بحسب الوكالة الرسمية، فإن شيبارشين، وهو من مواليد موسكو عام 1935، سبق له العمل كضابط مخابرات تحت غطاء دبلوماسي، في كل من باكستان والهند وإيران، وشغل عدة مناصب عليا في جهازKGB، بدءا من عام 1983، إلى أن تم اختياره نائبا لرئيس الجهاز في عام 1989. ترأس شيبارشين جهاز المخابرات السوفيتية لمدة يوم واحد فقط، في 22 أغسطس 1991، قبل أن تتم إحالته إلى التقاعد في الشهر التالي. يُذكر أن جهازKGB ظهر مع الثورة البلشفية عام 1917، باسم "تشكا"، كجهاز أمني لحماية الثورة، ثم تطور ليصبح أكبر جهاز أمني بالاتحاد السوفيتي، في الفترة من 1960 حتى 1966. وفي أكتوبر 1991، انتهى دورKGB رسميا، وانتقل بالوراثة إلى روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وأصبح يحمل اسم جهاز المخابرات الروسيSVR.