كشفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في كتابها الجديد الذى يحمل عنوان "الخيارات الصعبة" عن تفصيلات جديدة وأكبر أحاطت بالموقف الشخصي للرئيس الأمريكي باراك أوباما من بقاء أو رحيل الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد أحداث ثورة 25 يناير. قالت كلينتون أنها ضغطت علي"أوباما" من أجل التخلي عن فكرة تنازل مبارك عن السلطة في أعقاب ثورة 25يناير وأنها فضلت أن يتم الضغط علي مبارك فقط لكي يقوم هو بنفسه بعملية نقل منظم للسلطة في مصر. وقالت "كلينتون" أن أوباما رفض هذا التوجه وانه فضل أن يتنازل الرئيس السابق حسني مبارك عن السلطة في الحال وانه قام بصورة مفاجئة بالاتصال بمبارك وطلب منه ذلك. وقالت "كلينتون" أنه حتى عندما حاولت إرسال وسيط أمريكي للقاهرة وهو السفير السابق فرانك وزنر ونجح هذا الوسيط في انتزاع تنازلات من مبارك بخصوص عدم التعامل بعنف مع المظاهرات لم تفلح هذه التنازلات في إقناع أوباما الذى أعتبرأن هذه التنازلات لن توقف العنف. ووصل الأمر أنه عندما ذهب ويزنر لأوربا لحضور مؤتمر أوروبي هناك بعد زيارته للقاهرة و تحدث هناك بصورة جيدة عن مبارك وعن أنه مازال سيلعب دورا سياسيا في سمتقبل مصر إذا بأوباما يتصل تليفونيا بكلينتون ويؤنبها ويعبر عن عدم سروره بهذا التصريح. وقالت "كلينتون" في كتابها الجديد "خيارات صعبة" أن إدارة أوباما تعرضت لانشقاقات خلال ثورات الربيع العربي حيث تبنت هي الجناح المحافظ الواقعي وأيدها في ذلك جو بايدن نائب الرئيس ووزير الدفاع بيل جيتس ومستشار الأمن القومي توم دونلون والذين تبنوا نفس الموقف. وقالت كلينتون أنه بالنسبة لمبارك فقد نصحت أوباما وقلت له "إننا لا نريد أن تبدو أمريكا كما لو كانت تتخلي عن حليف استراتيجي قديم أو أننا نقوم بدفع حليف قديم خارج الباب تاركين مصر وإسرائيل والأردن في مصير ومستقبل خطير وغير مأمون." واعتبرت كلينتون في كتابها أن العلاقات الوثيقة مع مبارك ضمنت لأمريكا استمرار عزلة إيران و استمرار فتح قناة السويس و حماية أمن إسرائيل ومواجهة الإرهاب في منطقة تخطط فيها منظمة القاعدة للقيام بالمزيد من الهجمات. المعروف أن "كلينتون" تنوي الترشح في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة في عام 2016.