بدأت اليوم الأربعاء فعاليات الدورة السابعة والستون من مهرجان كان السينمائي الدولي، التي تستمر من 14 وحتى 25 مايو وكالعادة يعقد المهرجان، في مدينة "كان" المطلة على شاطئ "الكروازيت" بجنوب فرنسا، وهي لا تشتهر بشىء سوى شاطئها المتوسطي، والمهرجان الذي يقام على أرضها سنويا، والذي طغت شهرته على المدينة كلها فأصبحت تبدو كما لو أنها سميت على اسمه وليس العكس. المدينة الصغيرة الهادئة التي يسكنها بضع مئات الآلاف تجذب حوالي 60 ألف زائر خلال فترة انعقاد المهرجان، وترتفع فيها الأسعار خلال هذه الفترة بشكل جنوني، حتى أن إيجار العقارات والفنادق يرتفع أحيانا لأكثر من 500% مقارنة ببقية العام. ويشترك 18 فيلما في المسابقة الرسمية هذا العام،ويشارك في الدورة العديد من الأسماء الشهيرة فيي عالم السينما منها المخرج الفرنسي جان لوك جودار، والذي يشارك بفيلم "وداعا للغة"، والذي يعتبر واحدا من كبار المجددين، وشارك منذ أربع سنوات في كان" بفيلم "إشتراكية سينمائية"، وهو فيلم يحطم قواعد السرد وتقاليد السينما التي اعتدناها عبارة عن مزيج بين السينما والفيديو آرت وبين الروائي والوثائقي، في فيلمه الجديد يقدم جودار الذي تجاوز الثمانين أول تجاربه في السينما ثلاثية الأبعاد! كما يشارك من مشاهير السينما البريطانية والعالمية، المخرجان كين لوتش بفيلم "جيمس هول"، ومايك لي بفيلم "السيد تيرنر"، وكل منهما حصل على السعفة الذهبية للمهرجان من قبل. ومن كندا يأتي أيضا إثنان من أكبر المخرجين في تاريخ السينما الكندية، وهما ديفيد كروننبرج بفيلم " خرائط النجوم"، وآتوم إيجويان بفيلم " الأسير".والإثنان أيضا من السماء التي ساهم المهرجان في شهرتها ومنحهم الكثير من الجوائز والتقدير. من بلجيكا يأتي الأخوان جان- بيير، ولوك، داردان، وهما من حاملي السعفة الذهبية أيضا. كما تضم المسابقة أيضا فيلم "البيات الشتوي" للمخرج التركي "نوري بيلج سيلان"، و"تمبكتو" للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيسيكو، وكلاهما أيضا من "أبناء كان". تاريخ مهرجان كان.. 67 عاما من الإبداع والجدل يتكون مهرجان "كان" من كتلة رئيسية رسمية تتشكل من ثلاثة مهرجانات أو فعاليات منفصلة هي "مهرجان كان"، الذي ينقسم إلى مسابقتين كبيرتين هما المسابقة الرسمية وقسم "نظرة ما". القسمان الآخران هما "أسبوعا المخرجين" و"أسبوع النقاد". وإذا كان الهدف الأساسي من المسابقة الرسمية هو عرض أكبر إنتاجات مشاهير السينما العالمية، فإن قسمي "أسبوعا المخرجين" و"أسبوع النقاد" يهدفان بالأساس إلى البحث عن المواهب الأقل شهرة وسنا خاصة في البلاد البعيدة عن مراكز السينما العالمية في أوروبا وأمريكا. بجانب المسابقات الأربع السابقة هناك أيضا مسابقة أفلام الطلبة، وهي مسابقة رسمية، كما توجد بعض الجوائز الأخرى التي تمنحها مؤسسات خارجية على هامش المهرجان. وبالإضافة إلى الجوائز التي تمنح في هذه المسابقات يقدم المهرجان أيضا جائزة باسم "الكاميرا الذهبية" تمنح لأفضل عمل أول أو ثان في أي قسم من أقسام المهرجان الرئيسية، ما عدا أفلام الطلبة القصيرة طبعا. وبجانب المسابقات هناك بعض الأقسام الأخرى على رأسها "القسم الرسمي خارج المسابقة"، "كلاسيكيات السينما العالمية" وبعض البرامج الخاصة المتغيرة من عام إلى آخر. وينطلق المهرجان في الغد بفيلم الافتتاح "جريس أميرة موناكو"، من إخراج أوليفيه داهان وبطولة نيكول كيدمان في دور أسطورة السينما الجميلة جريس كيلي التي أصبحت أميرة موناكو بعد زواجها من الأمير رينيه، والتي لقت مصرعها في حادث سيارة في منتصف الستينيات من القرن الماضي.