أثارت عملية تنفيذ حكم الإعدام الفاشلة بسجين يدعى كلايتون لوكيت ويبلغ من العمر 38 عاماً، في ولاية أوكلاهوما في الولاياتالمتحدة الأميركية، موجة واسعة من الاستنكار والاستهجان والجدل في جميع الأوساط المحلية الأميركية والعالمية. تحدثت وسائل إعلام متعددة عن فشل عملية الإعدام بحق السجين كلايتون لوكيت بالحقنة المميتة في إحداث الموت المحتم خلال دقائق معدودة، حيث تحولت إلى عملية تعذيب فظيعة لمدة أكثر من ثلاثة أرباع الساعة، مات المتهم بعدها من نوبة قلبية. ورد في جريدة "لوموند" الفرنسية أن عملية إعدام كلايتون لوكيت المتهم باغتصاب وقتل شابة عمرها 19 سنة عام 1999 بعد أن خطفها واعتدى عليها ودفنها وهي حية، اسُتخدمت فيها حقنة من ثلاث مواد هي: المادة المهدئة، والمادة المخدرة، ومادة كلوريد البوتاسيوم بجرعة مميتة. تضيف "لوموند" أنه عند الساعة السادسة مساء وثلاث وعشرين دقيقة 6،23 حُقِن لوكيت بالمادة الأولى، وبعد عشر دقائق أُعلن عن فقدانه الوعي، ثم حُقن بالمادتين الأخريين. ثم بعد ثلاث دقائق بدأ يتحرك ويتنفس بقوة، صارّاً على أسنانه ومحاولاً رفع رأسه، متمتماً كلمةman أي "رجل". وجاء في جريدة "نيويورك تايمز" أنه من دون مفعول المهدئ الذي حُقن به لوكيت أولاً، فإن المادتين الأخريين تتسبّبان " بالاختناق وبأوجاع فظيعة لا تحتمل". ويبدو أن هذا ما حدث لكلايتون لوكيت، الذي صرح محاموه عند خروجهم من القاعة أنه " كان من الصعب جداً رؤية ما حدث للوكيت" مشبّهين الحادث بعملية تعذيب مرير. وتقول وكالة رويترز للأنباء إنها المرة الأولى التي يجرّب فيها هذا النوع من الحقن في أوكلاهوما منذ مطلع العام الحالي نظراً لصعوبة الحصول على المواد التي كانت تستخدم في السابق، إذ أن شركات الأدوية الأوروبية كانت قد أعلنت الحظر على بيع الأدوية لأغراض غير المسموح بها، كاستخدامها في عمليات الإعدام بالحقن المميتة. جاء في وكالة "بي بي سي" للأخبار أن مسؤولي السجن أغلقوا الستائر منعا للحاضرين من مشاهدة عملية الإعدام عندما بدا واضحاً أنها تتم بشكل خاطئ وغير طبيعي، بعدما بدأ لوكيت يرتجف بقوة ويتلوّى بعد إعطائه الجرعة، كما وصف ذلك شهود عيان. وتقول جيري ماسي المتحدثة باسم إدارة السجون في أوكلاهوما أن وريد السجين لوكيت انقطع بعد إعطائه الجرعة الأولى، مما منع المواد المحقونة من الانتشار في دمه وعروقه لإحداث المفعول المطلوب. جاء كذلك في جريدة "لوموند" الفرنسية أنه كان من المفترض تنفيذ حكم الإعدام بسجين آخر مع كلايتون لوكيت بعد ساعتين من تنفيذ الحكم الأول. المتهم الثاني هو شارل وارنر وله من العمر 46 عاماً، وكان قد اغتصب وقتل طفلة رضيعة يبلغ عمرها 11 شهراً عام 1997. لكن إثر ما حدث للوكيت، قررت المحكمة فوراً إرجاء تنفيذ حكم الإعدام بوارنر 14 يوماً. وعلق محامي كلايتون لوكيت على عملية الإعدام بأنها كانت فظيعة ومرعبة وفاشلة تماما، حسب ما ورد في موقع ال"بي بي سي". أما محامية شارلز وارنر، فقالت إن لوكيت عُذّب حتى الموت إثر مشاهدتها لما حصل. تختتم "لوموند" مقالها بأن عام 2013 شهد تراجعاً نسبياً بأعداد المحكومين بالإعدام في الولاياتالمتحدة الأميركية منذ عدة عقود. يبقى أن حكم الإعدام الذي أرسي ليردع الجريمة، لا يبدو كذلك بحسب ما تورده مجلة "ذي غارديان" الإنكليزية على لسان راندي وركمان، المأمور السابق في سجن أوكلاهوما، وقد عمل هذا الأخير خلال عقدين من الزمن داخل القضبان الحديدية وفي قاعات الموت وشاهد أكثر من ثلاثين عملية إعدام، إذ يرى وركمان أن عقوبة الإعدام لا تردع الناس عن ارتكاب الجرائم، مضيفاً أن "الأشخاص الذين حكم عليهم بالإعدام لارتكابهم أعمال قتل من الذين عرفهم أثناء مزاولته العمل، لم يفكروا بعقوبة الموت قبل الإقدام على جريمتهم، والكثير من أبناء الجيل الجديد لا يفكرون مسبقاً بالنتائج المحتملة لأفعالهم".