أعرب الكاتب الروائي صلاح معاطي عن حزنه الشديد من رئيس تحرير مجلة الهلال الذي رفض نشر روايته الجديدة، وأخبره أن جهات سيادية ترفض نشر الرواية، فرد عليه معاطي قائلا "لا تشوه النظام". وقال معاطي فى تصريحات خاصة ل يوابة القاهرة: إن محمد الشافعي رئيس تحرير الهلال قام بمصادرة روايتي "بونجا" التي كانت قيد النشر بعد مراجعة البروفات وطبع الغلاف. وأضاف: كان من المفروض أن تنزل الشهر الماضي، وعندما واجهته أخبرني أن جهات عليا هي التي منعت نشر الرواية، وأنهم يدسون ببعض العاملين بالمطابع لنقل ما يكتبه الأدباء إليهم. وتابع: "عندما صعدت الموضوع، كان رده أن رفض الرواية بسبب ضعف مستواها"، وتساءل: كيف هذا بعد مراجعة البروفات. وشدد معاطى على أن كلام رئيس تحرير الهلال، هو إدعاء كاذب وتبرير لا يرقى لمستوى صحفي المفروض منه أن يحترم قلمه ومهنته .. فليس محمد الشافعي هو من يقيم رواياتي.. بعد أكثر من 35 عاما في الكتابة. وقال معاطي، "أنا الذي تتلمذت على يد يحيى حقي ونجيب محفوظ ونهاد شريف، ونشرت أكثر من ثلاثين كتابا تنوعت بين الرواية والمجموعات القصصية والمسرح والدراسات الأدبية وفزت بأكثر من عشرين جائزة أدبية على مستوى مصر والوطن العربي وترجمت بعض أعمالي إلى أكثر من لغة. فأنا لا أبطح نفسي كما يدعي". وتابع صلاح معاطي، أن اتهام رئيس تحرير مجلة الهلال للنظام الحاكم بهذا الأمر خطير جدا فهذا النظام هو أمالنا، ولا يمكن أن يحدث منه ذلك، وأن محمد الشافعي يشوه هذا النظام، فهناك ناس تريد إسقاط البلد، على حد قوله. ويضيف صلاح معاطي اتصلت بالكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر وأخبرته بالامر فانزعج الرجل انزعاجا شديدا ووعدني بالتدخل في الأمر". وتابع "حقيقة الأمر أنني تقدمت إلى دار الهلال بهذه الرواية في نهاية عام 2012 ودخلت الرواية لجنة القراءة وتمت إجازتها، وقد أخبرني الشافعي بنفسه بالإضافة إلى أحد المحكمين الذي أثنى على الرواية لن أذكر اسمه الآن". ويضيف معاطي "وقد أخبرني محمد الشافعي أنه حتى يتم نشر الرواية فلابد من دفع مبلغ لنشرها، وإلا سأنتظر لكنني رفضت وقلت له سأنتظر دوري.. حتى أخبرني في نهاية فبراير بأن الرواية ستنزل في شهر مارس وعلي الاتصال بالمشرفة على السلسلة لمراجعة البروفات وقد قمت بمراجعة البروفات". ويشير معاطي إلى أنه فوجئ بالرواية مسحوبة من المطبعة، قائلا "فواجهت مشرفة السلسلة أولا فأخبرتني أنها هي التي قدمت إلى رئيس مجلس الإدارة تقريرا بأن الرواية تدعو إلى العنصرية، وتؤيد انقسام جنوب السودان وهو ما يخالف ما جاءت به الرواية على الإطلاق وعندما واجهت محمد الشافعي بما قالته مشرفة السلسلة، أخبرني بالحرف الواحد أن جهات سيادية عليا هي التي تتدخلت لسحب الرواية من المطابع مدللا على ذلك بأن النظام القديم مازال يعمل في الخفاء". ويضيف معاطي " وهذا ما اعترضت عليه بغض النظر عن نشر الرواية أو عدم نشرها، مضيفا أنه قرأ الرواية بنفسه ولا يجد ما يدعو لسحبها وأنه وضع خطوطا تحت بعض الجمل التي تدل على الوحدة وليس الانفصال،وتساءل معاطي فمن منا الذي يكذب؟ كلمة حق سيكون مسئولا عنها أمام الله. في النهاية يقول معاطي " أنا لا أدافع عن عمل لي بقدر ما أدافع عن حرية الإبداع، وفي نفس الوقت أبين للرأي العام سلوك إحدى دور النشر المصرية التي كان لها شأن كبير في عصر من العصور". مصدر الخبر : بوابة القاهرة - ثقافة وفنون