ظاهرة غريبة على المجتمعات الإسلامية والعربية بدأت في الانتشار في العاصمة العراقية بغداد عبر بوابة الإنترنت وهى نوادي "تبادل الزوجات" التي يعتبرها البعض واحدة من علامات الساعة. تضيف هذه الظاهرة أزمة جديدة على جبال الأزمات التى تواجه العراق منذ الغزو الأمريكي الذي لم يجلب لهذا البلد العربي المسلم سوى الدمار والخراب الإنسانى والأخلاقى. الظاهرة بدأت قبل سنوات على نطاق محدود وعبر الإنترنت في بادئ الأمر، حيث يقوم الزوجان من خلال المواقع الاجتماعية بالتواصل مع أزواج آخرين لتحديد موعد غداء أو عشاء، وبعد ذلك يتبادل الزوجان زوجاتهما ليمارسا الرزيلة. ومن الصعب على السكان رصد مثل تلك الحالات لأنهم يعتقدون أن الزوجين قريبان لجارهم وجاءا لزيارة معينة، حيث اعتاد العراقيون على الزيارات فيما بينهم كعرف اجتماعي وبخاصة في المناطق الشعبية. وبسبب انشغال السياسيين بالأزمات الخاصة بهم وغياب الأجهزة الأمنية أو انشغالها برصد ما يتعلق بالأمن، استفحلت الظاهرة التى يعتبرها رجال الدين أخطر كارثة تتعرض لها الدولة العراقية منذ تأسيسها. وفي ظل غياب الرقابة والوازع الديني ازدهرت المنتديات الجنسية التي يتبادل فيها المدونون آرائهم عن الموضوع ويتبادلون أرقام الهاتف أو البريد الإلكتروني بين أي زوج يريد أن يبادل زوجته مع شخص آخر قبل أن يرى الأزواج الأربعة أو أكثر بعضهم البعض عبر كاميرات الحاسوب. ولا توجد رقابة في العراق على مواقع الإنترنت كما لا توجد سياسة لحظر المواقع غير المرغوب فيها كما هو الحال بالنسبة للعديد من الدول. وفي أحد المنتديات التي تروج لهذا النوع من العلاقات الشاذة قال شخص يحمل اسم "فارس الرومانسية": "نحن زوجان من بغداد حاولت مرارًا (الحديث) مع زوجتي لإقناعها في فكرة تبادل الزوجات وكانت ترفض". وأضاف في التعليق الذي نشرته شبكة "شفق نيوز" العراقية "والآن وافقت بعد صعوبة كبيرة والرجاء عدم الإزعاج من هم ليس من بغداد والموضوع جدي جدي جدي وأنا بانتظاركم". وردًا على تعليق "فارس الرومانسية" كتب شخص آخر يلقب نفسه ب"عاشق تبادل الزوجات" بالقول "حبيب كَلبي (قلبي) أنت، اجيت بوكتك (أتيت في وقتك) آني هم دا أدور تبادل زوجات صارلي (منذ) فوك (نحو) السنة وملكَيت (ولم أجد) أي أحد". ومضى يقول "وهسة (أما الآن) لأني محظوظ لكيتك (وجدتك) وآني وزوجتي من زمان نحجي (نتحدث) بالموضوع بس هم ماكو (لكن لا) أحد يشاركنا". ونشر "عاشق تبادل الزوجات" بريده الإلكتروني وطلب من "فارس الرومانسية" تحديد موعد للمقابلة ورؤية زوجته قبل التبادل" ونشر زوج آخر بريده الإلكتروني ورحب بالفكرة قائلاً "هلا والله منين كرخ لو رصافة بس العلس (الكمين) يخوف" وتظهر التعليقات والرسائل التي رصدتها "شفق نيوز" أن تبادل البريد الإلكتروني عبر المنتديات والمواقع الاجتماعية ومنها "فيس بوك" الملجأ الوحيد الذي يلجأ إليه هذا النوع من الشواذ". ويقول رجل الدين العراقي أحمد الجاف: "صدقني عندما اتصلت بي بكيت، هذا الموضوع يبكي لا بل يدمي القلب، الزواج شيء مقدس ونظيف لماذا يلجأ هؤلاء الى الرذيلة، إذا لم يستطع القانون الوضعي محاسبتهم فهناك الشرع وفيه الحدود". فيما يرى رجل دين آخر وهو من علي منعم العصامي، "ادعو من الله ان يستر على اعراضنا ويكفينا شر هؤلاء وان يجعل الدولة تفكر جيدًا في الوضع الاجتماعي في العراق، الوضع خطير وأخشى أن يتفكك أكثر فأكثر لا قدر الله". ويقول الباحث الاجتماعي موفق السامرائي: "إن الانترنت فيه جانبان الأول مشرق وينفع الناس والآخر مظلم وهو الذي يتفوق على المشرق". وتابع قائلاً: "للأسف الناس بدأوا يستخدمون الإنترنت بالطريقة غير الصحيحة وكأن هذا الجهاز ابتكر فقط لسد الشهوات"، مؤكدًا على ضرورة أن تضع الدولة ضوابط وأن تحدد آليات للحد من هذه الظاهرة التي تهدد النسيج الاجتماعي بأكمله". المعروف أن جميع الديانات السماوية وعلى رأسها الإسلام تحرم هذا النوع من العلاقات وتعتبرها من الفسق والفجور وزنا المحارم. وكانت محكمة مصرية قضت قبل ثلاثة أعوام بمعاقبة مصري بالسجن لمدة سبع سنوات ومعاقبة زوجته بالسجن لمدة ثلاث سنوات لإدانتهما بممارسة الجنس الجماعي وتبادل الزوجات. وتنتشر في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عشرات الصفحات الخاصة بتبادل الزوجات ومنها صفحات عراقية.