قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك إن "رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان هو أحد أكثر الحلفاء قربا للرئيس الأمريكي باراك أوباما".. معتبرا أنه "نوع من القادة الذين يمكن للبيت الأبيض الاعتماد عليه، ووسيلة يمكن استخدامها للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنه اتضح فيما بعد أنه مجرد ديكتاتور لا قيمة له". وأوضح فيسك - في مقاله في صحيفة (الاندبندنت) البريطانية اليوم الجمعة - أن مؤسسات البحث الأمريكية وصل بها الأمر أن تعتبر تركيا قدوة تحتذي بها الدول العربية التي عانت من الديكتاتورية.. وقال ساخرا "المثير للضحك أن تلك الأمة التي لا تزال تعامل الأكراد معاملة سيئة ارتكبت ما يذكرنا بالهولوكوست عندما أبادت الأرمن في مجزرة عام 1915". وأضاف "لقد سقط القناع الذي كان يرتديه أردوغان، فقد أرسل قوات الشرطة لسحق المتظاهرين في ميدان جازي بارك العام الماضي.. ولقد جن جنونه عندما لاقى حزبه وأقاربه اتهامات بالضلوع في عمليات فساد، وتخلصوا من مئات من رجال الشرطة وضباط الأمن، ثم وعد قبل الانتخابات البلدية بالقضاء على وسائل التواصل الاجتماعي (الفيسبوك ويوتيوب) التي كانت بالنسبة له "الإرهابيين الجدد". وتساءل الكاتب "هل تحول رجل قوي آخر في الشرق الأوسط إلى ديكتاتور لا فائدة منه وخطير؟، أم أن الأمر هو أن شخصا محافظا كان يدعي تمسكه بالديمقراطية قد انكشف؟". وقال إن "هناك أدلة متزايدة على أن ضلوع تركيا - أو بالأحرى أردوغان - بالثورة ضد الأسد أمر له أهمية كبيرة في علاقته بأوباما، وكانت الحكومة السورية أول من إدعت أن غاز السارين الذي أسفر عن مقتل المئات من المدنيين السوريين في ضاحية بدمشق في أغسطس الماضي قد أتى من تركيا – ومن ثم تم استخدامها من قبل الجماعات الإسلامية على أمل أن الغرب سوف يلوم الأسد وتحويل الأسلحة الاستراتيجية ضد النظام". وعندما استفسرت صحيفة (الاندبندنت) حول الهجمات في سوريا، ذكرت مصادر روسية أن المواد الكيميائية لم يتم بيعها إلى الأسد، وأنها أتت من احتياطات باعتها موسكو إلى نظام القذافي السابق في ليبيا. وقال روبرت فيسك "شكا ضباط الجيش السوري وأحدهم على مقربة من الأسد لي، أيضا أنه عندما أصرت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها على أن النظام السوري هو المسئول عن الهجوم بالغاز – والذي بالطبع حدث في فورا بعد الهجوم - لم يكترث أحد لأدلة عامة بأن غاز السارين تم نقله عبر جزء من تركيا للمتمردين في شمال سوريا".