قال الكاتب والمحلل السياسي خليل العناني، الأستاذ المساعد بكلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية، إن مصر تشهد منذ 3 يوليو الماضي ظهور ديكتاتورية عسكرية جديدة بقيادة في مصر. وأضاف «العناني» إن وسائل الإعلام المصرية ومؤسسات الدولة كانت تعمل بحماس على مدى الأشهر القليلة الماضية لتمهيد طريق السيسي إلى الرئاسة عن طريق التشهير بخصومه السياسيين وتشويه سمعتهم. وأضاف الكاتب، أن الدعم الإقليمي من السعودية والإمارات لمصر هدفه إجهاض الربيع العربي، مضيفا أن السعوديين والإماراتيين يعتقدون أنهم عندما يغدقون المليارات من الدولارات على الاقتصاد المصري سيصبحون قادرين على الاستيلاء على الجيش المصري واستخدامه «كحصان طروادة» من أجل سحق الإسلاميين والقضاء عليهم». وتابع: « أن حلفاء المشير عبد الفتاح السيسي في الخليج يعتبرونه هو منقذهم، ليس فقط من الإسلاميين، بل منقذهم من التهديد الوجودي الأكبر لعروشهم ألا وهو: الديمقراطية». ويرى الكاتب أنه رغم العديد من حالات انتهاكات حقوق الإنسان و قتل المدنيين في غياب أي عدالة أو مساءلة، فإن القوى العالمية لم تفعل شيئا لوقف تلك الإجراءات المثيرة للاشمئزاز، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي فشلوا فشلا ذريعا في الضغط على الجيش المصري لإبعاد نفسه عن السياسة والعودة إلى ثكناته. وتابع: « حتى عندما تلقت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتقادات لاذعة لسياساتها تجاه المجلس العسكري المصري، إلا أنها تبدو حريصة على عدم إغضاب المسئولين المصريين، مشيرا إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكي جون كيري لم يثنى فقط على خارطة الطريق التي فرضها الجيش في يوليو الماضي لكنه، قال: إن «مصر تسير على الطريق الصحيح». واعتبر الكاتب أن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الأزمة في مصر يبدو أنها مدفوعة من الحجة المضللة والوهمية المستمرة منذ عقود والتي تقول: «الاستقرار مقابل الديمقراطية». وأوضح «العناني» أن صناع السياسة الأمريكيين يعتقدون أن الجيش المصري هو القوة الوحيدة القادرة على الحفاظ على الاستقرار والأمن، لكن بالنظر إلى تجربة الشهور الثمانية الماضية يتبين أن هذه الحجة ليست سوى خرافة، فمستوى العنف وكمية القتل والإصابات غير مسبوقة في تاريخ مصر الحديث . وأضاف: رغم أن السيسي حصل على دعم شعبي كبير منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسى، لكن لا توجد ضمانات بأن ظاهرة الهوس بالسيسي سوف تستمر بعد انتخابه رئيسا. وتابع: أن السنوات ال 3 الماضية أظهرت تقلب مزاج الجمهور المصري الذي يمكن أن يتحول بشكل جذري بين عشية وضحاها، خاصة إذا لم يتمكن السيسي بشكل سريع ومناسب من إصلاح المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتوطنة في مصر، البلد الذي يقترب بشكل خطير من انفجار اجتماعي بسبب البطالة والفقر و الفساد. علاوة على ذلك - والقول للكاتب- فإن مصر تشهد أكبر موجة لإضرابات العمال و المهنيين منذ يناير 2011، ومع غياب أي سياسة اقتصادية واضحة ومتماسكة، فإن تولي السيسي الرئاسة لن يؤدي إلى تهدئة مخاوف العديد من المصريين المحتاجين الذين ينظرون إليه باعتباره عبد الناصر جديد . وأضاف: من المرجح أن يستمر الداعمون الخليجيون في تقديم «شريان الحياة» للسيسي على الأقل لفترة من الوقت، ويمكن بهذا المال شراء السيسي لبعض الوقت، لكنه لن يجلب الاستقرار، وقد أثبت التاريخ أن قمع الإسلاميين لا يؤدي إلا إلى المزيد من التطرف وعدم الاستقرار. مصدر الخبر : بوابة القاهرة - صحافة عالمية