تشهد سوق الأسهم السعودية موجة من التفاؤل دفعت المؤشر العام للسوق إلى تسجيل مكاسب بأكثر من 11% خلال الربع الأول من العام الحالي، فيما تسود التوقعات بأن يستمر الانتعاش في السوق مدعوماً بمجموعة من العوامل من بينها اكتتاب البنك الأهلي الذي يتوقع أن يستقطب المزيد من السيولة الى الأسواق. وسجلت سوق الأسهم السعودية مكاسب كبيرة فاقت التوقعات في الربع الأول من العام في الوقت الذي ارتفع حجم السيولة في السوق بصورة واضحة بما زاد من كمية التداولات اليومية وسخونتها، كما ارتفعت الأرباح المجمعة للشركات السعودية خلال الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 26.7% وهو ما انعكس إيجاباً على تداولات الشهور الثلاثة الأولى من العام 2014. وقال المحلل المالي، وعضو جمعية الاقتصاد السعودية، محمد العمران ل"العربية نت" إن العديد من العوامل دعمت الارتفاعات التي سجلتها سوق الأسهم السعودية، وفي مقدمتها الإعلان عن الاكتتاب الوشيك للبنك الأهلي وهو اكتتاب ضخم أعطى دفعة تفاؤل كبيرة للسوق، خاصة مع التوقعات بأنه سيستقطب سيولة كبيرة الى السوق. كما أشار العمران الى أن السوق السعودية استفادت من الهزات التي شهدتها أسواق الدول الناشئة، وتحديداً تركيا والهند والصين، في الوقت الذي أدت الأزمة في أوكرانيا الى ارتفاع أسعار النفط بشكل لافت وملحوظ وهو ما شكل عاملاً إيجابياً لسوق الأسهم في أكبر منتج للنفط بالعالم. ويتوقع العمران أن تستمر موجة التفاؤل في السوق خلال الفترة المقبلة، وأن يستمر الاتجاه الصاعد، وإن كان ثمة توقع ببعض الهبوط نتيجة موجات لجني أرباح بين الحين والآخر. لكن العمران أكد ل"العربية.نت" أن تعيين الأمير مقرن ولياً لولي العهد والترتيبات السياسية الأخيرة في المملكة شكلت عامل طمأنة أيضاً يتعلق بالاستقرار السياسي وأدى الى ارتفاع السوق، ودفع الى التوقع بمزيد من الارتفاع خلال الفترة المقبلة. وفي الوقت الذي تواصل فيه السوق السعودية تسجيل الأرباح فإن انتعاشاً ملموساً سجلته أسواق كل من السعودية والإمارات وقطر، وهو ما يؤكد أن الإنفاق الحكومي المرتفع والمشاريع الطموحة في البلدان الثلاثة يلعب دوراً هو الآخر في إنعاش أسواق الأسهم. وكانت السعودية قد أعلنت بداية العام الحالي موازنة مالية ضخمة تتضمن تخصيص 855 مليار ريال لأغراض الإنفاق العام، بما في ذلك تنفيذ عدد من المشروعات العملاقة في المملكة، أما دبي فقد فازت باستضافة "اكسبو 2020" الذي يتوقع أن يدر على الإمارة ملايين الدولارات وملايين الزوار ومشروعات ضخمة لخدمة الحدث خلال السنوات المقبلة، فيما تستعد دولة قطر لاستضافة مونديال كأس العالم في العام 2022، وهو الحدث الذي يتوقع أيضاً أن يدر على البلاد ملايين الزوار ومشاريع ضخمة لخدمتهم. وسجلت بورصة دبي ارتفاعاً تجاوز 30% خلال الربع الأول من العام الحالي 2014، أما بورصة قطر فارتفعت بنحو 14% خلال الفترة ذاتها، فيما ارتفعت سوق الأسهم السعودية، وهي أكبر البورصات العربية، بنسبة 11.5% خلال الفترة ذاتها.