تقام فى الثامنة مساء يوم الجمعة القادم على المسرح الكبير احتفالية فنية لإحياء ذكرى ميلاد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فى إطار احتفالات دار الأوبرا بذكرى رموز الموسيقى والغناء فى مصر والوطن العربي. تحييها فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية بقيادة المايسترو صلاح غباشى ويتضمن البرنامج باقة مختارة من أجمل أعمال عبد الوهاب التي ما زالت تثرى الساحة الفنية منها: "على بالى وجواب حبيبي ولا تكذبي ومرسال الهوى ولست قلبي وأنا وحدي والبوسطجية". ومن الأغاني أيضا: "أنا والعذاب وهواك والنهر الخالد وأيظن ودور عشقت روحك وموسيقى الحنة والحب جميل". يقوم بأداء هذه الأغاني نجوم الغناء بالفرقة من بينهم "مها عبد الرحمن وهاني عامر وعبير أمين ووليد حيدر ونسمة الهمشرى ومحمود عبد الحميد وعصام محمود ورحاب مطاوع ومحسن فاروق وسوليست الكمان حازم سليم". المعروف أن محمد عبد الوهاب أحد أعلام الموسيقى العربية، ولد فى 13 مارس بحي سيدي الشعراني بباب الشعرية بالقاهرة واختلف المؤرخون حول عام ميلاده ويرجح أنه كان عام 1902. نشأ عبد الوهاب في بيئة دينية حيث يصل نسبة إلي الإمام الشعراني من ناحية الأم أما والده فكان مؤذنا وخطيبا لمسجد سيدي الشعراني وبدأ حياته الفنية مطربا في فرقة فؤاد الجزايرلي ثم في فرقة عبد الرحمن رشدي المسرحية. وأكمل دراسته بمعهد جويدين الإيطالي بالقاهرة بعدها التحق بفرقة سيد درويش بعد أن أنهى دراسته الموسيقية في النادي الشرقي ثم رعاه أمير الشعراء أحمد شوقي واستطاع بفضله أن يلقب "بمطرب الأمراء والملوك". نقل عبد الوهاب الغناء من إطار التخت الشرقي المحدود إلى آفاق أوسع حيث أضاف الآلات الغربية إلى العربية فأحدث تطورا في الموسيقي العربية الحديثة وقد أفاده في ذلك دراسته في المعهد الإيطالي، وبذلك أصبح صاحب الحق الشرعي والطبيعي في قيادة التطور الذي بدأه سيد درويش. كون الموسيقار الكبير شركة "فيلم عبد الوهاب" واختار محمد كريم المخرج مديرا فنيا لأفلامه السينمائية السبعة التي قدمها خلال الفترة بدءا من عام 1933 بفيلم الوردة البيضاء حتى عام 1946. كما قدم عبد الوهاب ألحانه لنجوم الطرب المصريين والعرب منهم: "أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان" كما حصل على العديد من التكريمات والجوائز والأوسمة منها الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون، وسام الاستقلال الليبي عام 1955. ومن الجوائز التي حصل عليها عبد الوهاب أيضا: الميدالية الذهبية من معرض كلولوز عام 1962 وسام الاستقلال من سوريا عام 1970، وجائزة الدولة التقديرية عام 1971, و نيشان النيل 1973. يعتبر عبد الوهاب أول موسيقي في العالم العربي يحصل على "الأسطوانة البلاتينية" من مجموعة شركات "A M T " وتضم أغنيتي "في الليل لما خلي ودعاء الشرق" ، كما لقب بالموسيقار العربي الأول من المجتمع العربي عام 1975 والفنان العالمي من جمعية المؤلفين والملحنين في فرنساعام 1983. أنشأت دار الأوبرا متحفا يضم مقتنياته الخاصة بمعهد الموسيقى العربية تخليدا لذكراه، وتوفي عبد الوهاب في 4 مايو عام 1991 وشيع جثمانه فى اليوم التالي فى جنازة عسكرية.