قال دبلوماسيون أوروبيون إن من المتوقع أن يفرض الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين حظرا على السفر ويجمد أصول عشرات الروس الضالعين في سيطرة موسكو التدريجية على القرم وسيختار من قائمة تضم ما يصل الى 130 اسما مطلع الأسبوع. ودفعت روسيا بمزيد من القوات والمدرعات إلى شبه جزيرة القرم يوم الجمعة وكررت تهديدها بغزو أجزاء أخرى من أوكرانيا ردا على أعمال العنف التي شهدتها دونيتسك ليل الخميس ولم تبد أي بادرة على الامتثال للمطالب الغربية بالانسحاب. ويختار دبلوماسيو الاتحاد من قائمة طويلة تضم ما بين 120 و130 هدفا روسيا محتملا للعقوبات يوم الأحد في الوقت الذي تجري فيه السلطات الموالية لموسكو استفتاء على انضمام القرم الى روسيا بعد أن استولت عليها فيما تمثل أسوأ مواجهة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة. لكن دبلوماسيين أوروبيين نفوا تقرير صحيفة ألمانية قال إن القائمة ستشمل ايضا رئيسي اكبر شركتين روسيتين وهما عملاقتا الطاقة جازبروم وروزنفت. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن روسيا ستدان "بضم مستتر" للقرم اذا صادق برلمانها على استفتاء شبه الجزيرة الذي يجري بعد الاستيلاء عليها بالسلاح ولا يعطي للناخبين فرصة ليقولوا "لا". وقال البيت الأبيض يوم الجمعة إن امتناع روسيا عن اتخاذ خطوات لتخفيف الأزمة في أوكرانيا أمر "مؤسف" وإن الولاياتالمتحدة مستعدة للرد سريعا في حال إجراء استفتاء يوم الأحد بشأن انضمام منطقة القرم إلى روسيا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي جارني في إفادة صحفية "من الواضح أننا لسنا في وضع اختارت روسيا فيه الحد من التصعيد واختارت فيه طريقا لتسوية الموقف سلميا ومن خلال السبل الدبلوماسية. وهذا أمر مؤسف. علينا أن ننتظر لنرى ما سيتكشف خلال الأيام القادمة." وأضاف "نحن مستعدون للرد في حالة إجراء الاستفتاء يوم الأحد." وهون وزير الخارجية الروسي بعد محادثات أزمة مع كيري من شأن تهديد وجهته وزارته بصراع أوسع نطاقا قائلا إن موسكو لا تعتزم غزو شرق أوكرانيا الذي يتحدث سكانه الروسية حيث احتلت جماعات موالية لموسكو مبان حكومية. لكنه قال إن روسيا ستحترم نتيجة الاستفتاء. وهوت أسواق الأسهم في روسيا وارتفعت تكلفة التأمين على ديونها في آخر يوم للتداول قبل استفتاء القرم. وقال مسؤولون أوروبيون لرويترز إن الاتحاد يعمل على وضع قائمة من خمس صفحات تضم ما بين 120 و130 روسيا يمكن أن يخضعوا لتجميد الأصول وحظر السفر. وقال دبلوماسي بالاتحاد إنه يتوقع ان تضم القائمة النهائية لمن ستفرض عليهم العقوبات "عشرات" الأشخاص يوم الاثنين. وذكرت صحيفة بيلد الألمانية أن ألكسي ميلر رئيس شركة الغاز الطبيعي الروسية جازبروم وإيجور سيتشين رئيس شركة روزنفت اكبر شركة نفط في روسيا سيكونان بين المستهدفين بالعقوبات الى جانب وزراء ومساعدين كبار بالكرملين. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة ما نشرته صحيفة بيلد والذي نفاه دبلوماسيون أوروبيون. وقال دبلوماسي يشارك في المفاوضات إن المصالح التجارية "ليست الهدف الأول. يجري التركيز على القرار السياسي الذي اتخذ للتحرك في القرم وزعزعة استقرار أوكرانيا." وقال المتحدث باسم روزنفت ميخائيل ليوتييف إن فرض عقوبات على رئيس شركته سيكون "غبيا وعملا تافها سيلحق بهم الضرر الأكبر. أعتقد أنه سيؤثر في المقام الأول على شركاء روزنفت التجاريين في الغرب بطريقة استثنائية." ورفضت جازبروم والكرملين التعليق. وردا على مقتل متظاهر واحد على الأقل في مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا كررت وزارة الخارجية الروسية إعلان الرئيس فلاديمير بوتين الحق في التدخل لحماية المواطنين الروس. وقالت الوزارة في بيان "روسيا تدرك مسؤوليتها عن أرواح (المواطنين من أصل روسي) في أوكرانيا وتحتفظ بحق وضع هؤلاء الناس تحت حمايتها." وتقول السلطات الصحية الأوكرانية إن رجلا (22 عاما) مات طعنا وإن 15 آخرين يتلقون العلاج في المستشفى بعد اشتباكات في دونيتسك التي يتحدث معظم سكانها اللغة الروسية وهي موطن الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش. وقال منظمو مظاهرة مناهضة لموسكو إن القتيل من مجموعتهم. وتنفي موسكو أن قواتها تتدخل في القرم وهو تأكيد تسخر منه واشنطن وتقول انه "خيال بوتين". وشاهد صحفيون القوات الروسية تعمل علنا بالآلاف على مدى الأسبوعين الماضيين وتقود مدرعات تحمل لوحات ترخيص روسية ويقدمون أنفسهم للقوات الأوكرانية المحاصرة بوصفهم أعضاء بالقوات المسلحة الروسية. وشاهد مراسل لرويترز سفينة حربية روسية تنزل شاحنات وقوات وناقلة جند مدرعة واحدة على الأقل في خليج قرب سيفاستوبول صباح الجمعة. وفي سيمفروبول القريبة احتج نحو 300 من التتار على الاستفتاء. وكان التتار أغلبية في القرم الى أن رحلهم الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين جماعيا بزعم تواطؤهم مع النازيين في الحرب العالمية الثانية وهم مناهضون لروسيا بشدة. واستولت القوات الروسية على شبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود قبل أسبوعين في الوقت الذي سيطرت فيه حكومة محلية موالية لموسكو على الحكم هناك. وتعتزم السلطات الجديدة الانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا في استفتاء وصفه الغرب بأنه غير قانوني. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه مازال يأمل في حل دبلوماسي لكن روسيا لم تبد أي استعداد للتراجع عن خطة بوتين لضم القرم. وأعلن بوتين في أول مارس آذار أن من حق روسيا التدخل عسكريا في جارتها بعد أسبوع من هرب حليفها يانوكوفيتش من العاصمة الأوكرانية في أعقاب مظاهرات على مدى ثلاثة أشهر انتهت بمقتل حوالي 100 شخص في أيامها الأخيرة. وفي علامة على موقف موسكو قبل استفتاء القرم اعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم الجمعة أن طائرات روسية مقاتلة ستقوم بتدريبات جوية فوق البحر المتوسط. وأعلنت الخميس إجراء مناورات بالمدفعية قرب حدود أوكرانيا. وتبدو العقوبات الأمريكية والأوروبية على مسؤولين روس وشخصيات أخرى حتمية. ويقول مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن الأهداف لن تشمل بوتين او لافروف. وتحدث دبلوماسي من شرق أوروبا عن سيناريو قد يفرض الاتحاد الأوروبي ضمنه عقوبات على مجموعة من الشخصيات يوم الاثنين ثم تتخذ مزيدا من الإجراءات يوم الأربعاء وخلال يومي الخميس والجمعة أثناء قمة للاتحاد تعقد في بروكسل. وقال "قد تبدأ بعقوبات على من لهم علاقة مباشرة بالوضع في القرم. ثم اذا لم تستجب روسيا تتسع لتشمل شخصيات كبيرة في مجلس الشيوخ الروسي وفي نهاية المطاف تتسع لتشمل شخصيات كبيرة جدا." وشملت القائمة التي نشرتها صحيفة بيلد وزير الدفاع سيرجي شويجو ونائب رئيس الوزراء ديمتري روجوزين ورئيس فريق العاملين بالرئاسة سيرجي إيفانوف والأمين العام لمجلس الأمن القومي نيكولاي باتروشيف.