تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم "الجمعة" عددا من القضايا المهمة على رأسها ماراثون تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة المهندس إبراهيم محلب. ففي مقاله (وماذا بعد) بصحيفة "الأهرام" قال الكاتب محمد عبد الهادي علام " بعد ماراثون المشاورات المعتادة فى تشكيل الحكومات، وصلت مصر إلى توليفة جديدة لأحدث وزارة هى السادسة منذ ثورة 25 يناير ، حيث عمر الحكومة الواحدة لم يتجاوز ستة شهور فى المتوسط العام وهو أمر لم تعتده مصر فى الحقب التى أعقبت ثورة 1952 وإن كان الإخفاق فى تحقيق أهداف الثورة التى خرج من أجلها الملايين "عيش حرية عدالة اجتماعية" هو السبب الكامن فى الفشل المتعاقب لتلك الحكومات إلا أن المصريين يحدوهم الأمل، فى كل مرة بتغيير يلبى طموحاتهم فى انجاز عدالة اجتماعية تظلل الجميع . وأوضح الكاتب أن البدايات الجديدة تحتاج إلى رؤية تصحح أخطاء المراحل السابقة وأول تلك الأخطاء هو التغلب على مفهوم "حكومة انتقالية" الذى هزم حكومة الدكتور حازم الببلاوي قبل أن تشرع فى عملها قبل شهور. وأكدعلام أن البداية الخاطئة لحكومة جاءت بعد ثورة تصحيح مسار ثورة يناير فى 30 يونيو الماضى أنها لم تلتفت إلى حقيقة أن الغالبية التى خرجت ضد نظام جماعة الإخوان الإرهابية ورئيسها المعزول محمد مرسى لم تكن ترتضى سوى حلول ناجعة وحاسمة للعديد من المشكلات الملحة ولم تنتظر تبريرات الفشل أوالتقاعس التى سرت فى خطابات الوزراء وفى تبريراتهم اليومية عن صعوبة المرحلة والميراث الثقيل. وقال ما يبعث على الأمل اليوم، أن حكومة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الجديد تبدأ مشوارها بخطاب صريح عن ضرورة اقتحام مشكلات متفاقمة يزيدها الارتباك الحكومى ضراوة ويصورها لعامة الشعب عصية على الحل وهو أخطر ما يهدد الروح الوطنية التى تريد لهذا البلد أن يخرج من محن عدة فى مقدمتها بناء مجتمع جديد يقوم على قيم الحداثة والتقدم والعلم ويكسر حلقة الجهل والتخلف والرجعية التى أطلت برأسها وكادت تفتك بمقدرات الأمة لولا وقفة الشعب فى يوم مجيد فى منتصف العام الماضي. وتحت عنوان "الشباب وقود المرحلة" يقول الكاتب فاروق جويدة في مقاله "هوامش حرة" بصحيفة (الأهرام) "لا أحد يستطيع أن ينكر ان هذا الجيل من شباب مصر هم وقود المرحلة التى نعيشها الأن سواء من يعتقد اننا نعيش زمان ثورة أو من يراها مجرد انتفاضة حركت وطنا خاملا واجيالا استسلمت للقهر والطغيان ". وأكد أنه لا أحد يمكن ان يتجاهل آلاف الشباب الذين تساقطوا ما بين الشهادة والإصابة وتحولوا إلى مجرد صور على الجدران تحكى قصة جيل حاول أن يبنى وطنا وإنسانا جديدا ولكن الأقدار لم تمهله ليصنع حلمه. وأوضح الكاتب أن أكثر ما يحرك الشجون والآلام فى مصر الأن هى صورة شبابها الذين يتساقطون ما بين قوات الجيش وقوات الشرطة وأبناء الجامعات والمساكين الذين يطاردهم الإرهاب فى الشوارع وهم يبحثون عن لقمة عيش شريفة وسط مجتمع من الضباع الذين نهبوا الحاضر والماضى ويتربصون بالمستقبل آخر ما بقى لشباب مصر الضائع وقال لا أعتقد انه من السهل أن نسرق حلم جيل كامل قد نسرق منه لحظة وقد حدث وقد نتحايل عليه فى فرصة وقد حدث وقد نحاول بكل الوسائل أن نوقف مسيرته ولكن الزمن سوف يقف أمامنا بالمرصاد لأنه فى النهاية صاحب الحسم والقرار. وأضاف أن جيل الشباب الذى نطارده الآن فى كل المواقع لايملك المشروع وليس فى يده سلطة القرار ولا يدعى أن لديه برامج مدروسة إلا أن الشىء المؤكد انه وحده صاحب الغد وهو الوحيد الذى يمكن أن يتحدث عن المستقبل أمام اجيال انتهى عمرها الافتراضي من زمن بعيد. وفي مقاله (علامة تعجب) بصحيفة"الشروق" قال الكاتب عماد الدين حسين " هناك مفاهيم وأوهام لدى عدد كبير من السياسيين منها أن الوزير أوالمسئول الناجح هو الذى ينزل إلى مواقع العمل ، يتحدث مع العاملين ثم يعود لمكتبه ليأخذ الجاكت وبعدها يستقل المرسيدس عائدا لمنزله ". وأوضح الكاتب أن النزول إلى الناس فى الشارع ومواقع العمل جزء يسير وبسيط من النجاح لكنه ليس كل شىء ، ووظيفة الوزير أو المسئول هي أن يؤدى وظيفته أي أن ينجح فى عمله ويحقق الأهداف والخطط المعلنة أوالمستهدفة . وقال " بالتالي سواء نزل المسئول للشارع وموقع العمل أو ظل في مكتبه أوحتى فى بيته ، وحقق الأهداف المطلوبة فسوف "نضرب له تعظيم سلام". وأوضح أن السؤال الجوهري إلى أصحاب نظرية أن نزول المسئولين إلى مواقع العمل واحتكاكهم بالمواطنين هو جوهر وظيفتهم هو كيف سيكون شعور الناس وموقفهم عندما يكون المسئولون معهم دائما لكن مشكلاتهم تستمر كما هى أو تتفاقم ؟!. وأكد عماد الدين حسين أن أغلب الظن أن المواطنين سوف يتعاطفون مع المسئول فى المرة الأولى ، لكن إذا استمرت المشكلات قائمة فإنهم سيتأكدون أنه يمثل عليهم وربما يعتدون عليه ، وفى كل الأحوال لن تستمر هذه التمثيلية. وقال مرة أخرى ، لينزل المسئولون إلى المواقع كما يشاءون فهذا سلوك جيد ، لكن عليهم أن يتذكروا أن مسئوليتهم هى وضع سياسة أو منظومة متكاملة لحل مشكلات الناس على أرض الواقع وليس الذهاب إلى المواقع ، المواطنون لا يفرق معهم كم عدد الساعات التى يقضيها المسئول فى مكتبه ، وهل يغادره ظهرا أم بعد منتصف الليل ،أو حتى ينام فى المكتب ! ، وأن مايشغل الناس فقط أن يتم حل مشكلاتهم.