وهي التي قطع الزمان طريقها حتي لقد غربت بعين المطلع فكأنها برق تألق بالحمى ثم انطوى فكأنه لم يلمع تنشر "المشهد" أولى القصص القصيرة للكاتب الشاب عمر عويس والتي تحمل اسم "تناسخ الأرواح". إليكم القصة.. تعدو في اتجاه جزيرة المنيل لا تعرف إلي أين تتجه تحديدا لكنها – في نفس الوقت – لا تعلم ماذا تفعل غير ذلك ؟ تلتفت بسرعة فتري خلفها غبارا آثارته سنابك الخيل وتسمع دوي طلقات المدافع الصغيرة وصليل السيوف ، تقف لحظات لتلتقط أنفاسها وتنظر لكفا يديها الملطختان بالدماء وتستمر في العدو مرة أخري ، ستفقد الوعي بالتأكيد إن لم يكن من هول ما فعلته فبسبب المسافة التي قطعتها دون توقف .... أفكار كثيرة تدور برأسها ولا تستطيع الإمساك بأية فكرة منهم لماذا قتلت ؟؟ لم تتصور – يوما – أنها ستقتل نفسا بشرية ، (فيروز) الهادئة النحيلة - التي قضت ساعات وأيام تروي لأولادها تجربتها المثيرة – والوحيدة –في صغرها مع تماسيح النيل وكيف أنقذها صياد من براثنهم بصعوبة - تقتل رجلا ؟، لا تذكر أي موقف آخر مثير لها بخلاف ذلك إلي أن قتلت ذلك الجندي ......ثم أين زوجها ؟؟ لقد خرجت مع جمع كبيرمن النسوة ورفضت الجلوس في بيتها بعد أن أبلغها زوجها أنه لا فرار من المواجهة .... لقد اكتسح الفرنسيون ( الإسكندرية ) وقدمو لل ( قاهرة ) مصممين علي قهرها هي الأخري .لذا خرج لقتالهم مع من خرج وأخذت هي خنجر حموها من علي جدار البيت وأخفته بين طيات ملابسها وهي لا تعلم ما يخبأ لها القدر في الواقع لن يذكر التاريخ هذه الواقعة فيما بعد ، إن أحداث الحملة الفرنسية مثبته تاريخيا في عشرات الكتب وبعضها ذكر خروج نساء مصريات – تحديدا -من حي إمبابة لقتال ال(فرنجة) وكذا إيواءهم الفدائيين والجرحي في منازلهم لكنها لم تذكر ( فيروز )، لم تذكر جارتها وهي توقع بالجندي الفرنسي من علي صهوة جواده لتجد ( فيروز ) نفسها – وجها لوجه – أمامه ، إما حياتها أو حياته ، لا داعي لشرح نظرة الهلع التي ظهرت علي وجهها ولا نظرة الدهشة التي ختم بها الجندي حياته ، لو عرف ( نابليون ) أن مجندا في جيشه قُتل علي يد سيدة مصرية تخاف الفئران لجن جنونه ... بشكل عام نساء القرن الثامن عشر في مصر لم يدركن حياة الرفاهية وخاصة النساء اللاتي عشن بعام 1798 .... ( فيروز ) تقتل ؟؟ ( فيروز ) قتلت بالفعل ، أصبح خبرا لا سؤال .. عندما وصلت ( فيروز ) إلي شاطيء النيل كان جسدها وصل لذروة الإرهاق ، فكرت للحظة أن تلقي بنفسها في النهر لكن سرعان مازال هذا الخاطر ،لن أموت علي الكفر مهما يكن – هكذا خاطبت نفسها - سوف تدخل بيتا من بيوت الصيادين وتختبأ هناك حتي صباح الغد أو يقضي الله أمرا كان مفعولا ، رأت صبيا لم يتعد الخامسة عشر بجوار بيت أحدهم فتذكرت ولداها ... يا تري ما حالتهما الآن مع أجدادهما بعد أن ترك أبويهما الدار؟؟ ماذا يأكلان ؟ كيف سيكملان حياتهما في أرض بدأ احتلالها منذ ساعات ؟ والسؤال الأهم لماذا تهاجمها تلك الخواطر الشيطانية بكثافة الآن ؟.الطفل يدخل البيت، إذا هناك– علي الأقل – امرأة بداخله ، فلتجرب لن تخسر شيئا ،طرقت الباب – ثلاثا -فجاءها صوت رخيم من الداخل يسأل عن الطارق - زوجة ( سعيد أفندي الشهابي ) ، أريد زوجتك في أمر ما إذا تفضلت - من أنت ؟؟ لا يوجد غيري هنا ، أنا وولدي فقط ماذا تريد أيها الطارق؟ أجابت بصوت عالي هذه المرة كي يسمعها : - أنا زوجة ( سعيد أفندي الشهابي ) قلت لك .... اسمي ( فيروز ) اعيش في ( إنبابة ) مع زوجي وولداي وخرجت مع بعض النسوة لصد ( الفرنجة ) فطعنت أحدهم و .... هنا خارت قواها تماما ،.لم تقو ( فيروز ) علي أن تكمل جملتها وسقط مغشيا عليها لدقائق أمام باب الدار. عندما أفاقت فيروز وجدت نفسها راقدة بداخل البيت علي أريكة بسيطة وأحست بقطرات ماء علي ووجهها من أثر محاولتهما إفاقتها فشعرت ببعض الخجل ؛ نظرت حولها بسرعة فلم تجد شيئا غريبا يدعو للقلق ....صراحة ، الدار كلها بسيطة لايوجد بها إلا غرفة واحدة ، هناك سرير من الخشب - أعمدته من النحاس - في الركن وعليه فرش من الصوف ، هناك مصحف كبير موضوع علي حامل خشبي في وسط الدار و (زير) بجوار الباب مباشرة يعلوه كوب من المعدن ... صاحب البيت وجدته جالسا علي أريكة أخري في مواجهتها لكنه ينظر ناحية الغرفة - رجلا في نهاية الأربعينات من عمره تقريبا ، يرتدي جلبابا أبيض باهت لونه – غالبا – لكثرة ارتداؤه يظهر شعره الطويل من أسفل عمامته وله عينان سوداوان ثاقبتان بشكل كبير ، وجهه حاد نوعا ما لكنها تشعر معه بالألفة كأنها رأته من قبل - أنتي بخير ست ( فيروز ) ؟ - الحمد لله ... فين زوجتك يا شيخ ؟ - أنا أرمل يا ست ، توفت زوجتي وأعيش هنا أنا وولدي فقط - متأسفة ...بارك الله لك في ولدك - لكل مؤمن محنة وهذه محنتي لا داعي للأسف -ألم تسمع بدخول ( الفرنجة ) ؟؟ -سمعت وأقرأ القرآن لمصر كي تزول هذه الغمة قريبا بإذن الله سكت برهة ثم سألها : - انتي قتلتي واحد منهم فعلا ؟ - ايوه لكن ليتني ما فعلت .... أخذت تسرد له ما حدث تفصيلا وهو ينصت لها بإهتمام وأثناء حديثها يحضر لها طعاما من الخبز والعسل والصبي يضعه أمامها ، شرحت له مدي الآلام التي لاقاها شباب ( إنبابة ) من وحشية الفرنسيين وبسالة نساء الحي وكيف اختفت عن أنظار الفصيلة - التي هاجمتها النسوة - وكم الصعوبات التي عانت منها كي تخفي آثارها بعيدا عن أعينهم بعد أن طعنت زميلهم وهربت ؛ أكلت في نهم وشكرته .... هذا الرجل حنون وشجاع حقا ، رجلا غيره لم يكن ليدخلها بيته أو يسمع لها من الأساس.. إذا خرجت من هذه المحنة ستطلب من زوجها مساعدته في أي شيء ردا لهذا المعروف .... عرفت أن اسمه ( علي الخوّاص ) و أنه يعمل نجارا يصنع القوارب للصيادين بمساعدة ولده كي يوفرا قوت يومهما وأن زوجته ماتت منذ عام تقريبا بداء السكري - كان الأطباء قديما يشخصونه بتبخير البول والمعروف وقتها أن الطاعون كان المرض الأشرس والأسرع – وحكا لها عن رغبة الابن في الخروج للقتال وكيف كبح رغبته هذه بصعوبة شديدة ساد الصمت المكان بعض الوقت ، لم يعد هناك ما يقال ، يجب أن ترحل .... لن تستطيع البقاء اكثر من ذلك في بيت الرجل ، حقيقة هو رجل ( شهم ) لكن شهامته هذه لا تنفي كونه غريب ، لا تريد منه سوي تأمين طريق العودة لبيتها أما إستمرار هذا الوضع فلا يصح - بعد إذنك يا شيخ ، أنا .......... - لا تكملي يا ست ( فيروز ) ، الشمس غربت وجاء معاد رحيلك في أمان ، سأخرج وتتبعيني ، قلتي أنك من ( انبابة ) ... مظبوط ؟ - تمام ... - هيا إذا... خرج ثلاثتهم مدثرين بالغروب في شكل سهم ، المرأه جسم السهم والرجلان رأسه وذيله كي يوفرا لها الحماية من الأمام والخلف ، يسيرون بخطوة أسرع من المعتاد قليلا بين البيوت الفقيرة علي ضفة النيل شاخصين أبصارهم للأمام فيما عدا الصبي ، ينظر خلفه ، أكثرهم قلقا وشغفا في نفس الوقت بالتأكيد هو الصبي ، إن كان والده منعه من دخول الحرب فهذه معركته الخاصة وسيخوضها للنهاية...لاحَظو أن الطرق خالية تماما من المارة ، المدينة في حالة فزع بكل ما تحمل الكلمة من ..... من فزع ، الكلمة هي أقرب تعبير عن الواقع ....القاهرة القديمة وقلاعها المحصنة وقت الغروب تعيش أوقاتا عصيبة ومن الواضح أن القادم سيء للغاية ، لو رأينا هذا المشهد في عصر مختلف لقلنا أنها أسرة مصرية صغيرة سعيدة – كما يقول الأمريكان – تقوم بفسحتها الخاصة ولكن الحقيقة غير ذلك تماما...لحظة ... هناك صوت صهيل قادم من هذه الناحية ؛ فلنختبأ بجوار هذا الجدار حتي تمر الخيول وفرسانها علي خير، إنهم ( الفرنجة ) بالتأكيد ، لن يمتطي أحد خيلا - اليوم - سواهم أو مصريين فرّوا من المعركة ؛ هنا جال في بال ( فيروز ) خاطر مقلق نوعا ما ... أين الخنجر ؟؟ لقد سقطت منها أداة الجريمة أثناء عدوها بالطريق المؤدية لدار الشيخ ( الخواص ) وتمشي به في طريق العودة الآن ، من السهل أن نستنتج كيف وصلو إلي هذه المنطقة إذا .....هنا ظهر الجنود بملابسهم الحمراء المتأنقة وفبعاتهم الزرقاء المميزة ...إنهم ( الفرنجة ) ولو أردنا الدقة في الوصف لقلنا أنهم فصيلة من ( الفرنجة ) يملأ قلوبهم الرغبة في الثأر من سيدة مصرية بيضاء نحيلة تخاف الفئران ولن تهدأ نفوسهم حتي يتم الإنتقام...... - شيخ (علي ) ..... أنا خايفة أموت - قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .... اهدأي وردديها كثيرا يا ست ( فيروز ) أخذت تردد الآية الكريمة كثيرا بصوت خافت كما قال لها وألصقت وجهها في الجدار من الخوف لكن أجساد أبطالنا الثلاث كانت واضحة ومكشوفة بشكل كبير وخاصة أن هناك أكثر من مائة عين تبحث في شوارع خالية .... العودة للدار والإختباء فيه هي الحل الوحيد لهذا المأزق ، ستنتظر حتي منتصف الليل وتكرر المحاولة مع رفيقيها وليكن ما يكون... - ها هي المرأة التي قتلت ( كالاس ) ... ها هي المرأة التي قتلت ( كالاس ) ... إنها تهرب مع رجلان قالها جندي بالفرنسية بصوت جهور وأخذ يكررها كالمجنون - اقتلوهم عشرون جنديا – علي الأقل – يلاحقون هؤلاء البؤساء ويقتربون بخيولهم القوية عليهم حاملين البنادق - البدائية الصنع - لكنها تقتل علي أي حال .... الطلقة الأولي .... سقط الشيخ فتوقفت ( فيروز ) ..... الطلقة الثانية .... سقطت ( فيروز ) .... سكون .... حديث بالفرنسية – غالبا عن الصبي – الذي يبكي بجوار الجثتين... سكون ...أمر من قائدهم بعدم قتل الصبي ..... سكون ..... بشكل عام نساء القرن الثامن عشر في مصر لم يدركن حياة الرفاهية وخاصة النساء اللاتي عشن بعام 1798 .... الرجال لم يختلف وضعهم بشكل كبير ********عرق وبرودة ... عرق وخوف ... عرق ونظرات للاشيء السكر ينخفض مستواه في الدم لدرجات قاسية وسريعة لكنه – كريما – يعلن عن ذلك ، هذه مرحلة ما قبل دخولي لغيبوبة السكري بالتأكيد ، السكري صديق منذ القدم لا أتوه عن حركاته تلك قط ، جدي كان يقول لي وأنا صغير أن السكري صديق قديم جدا للعائلة لكنني لم أشغل بالي وقتها.... أين حقيبتي اللعينة ؟ أشعر أن كل شيء حولي يهتز بقوة ، تري هل هذا بسبب المطبات الهوائية أم بفعل ( الكريزة ) ؟؟ أين الدواء ؟؟ احتفظ دائما ببعض الحلوي في الحقيبة لكني لا أجدها ... تبا لسوء الحظ أنظر حولي فأجد ركاب الطائرة بالكامل في ميتتهم الصغري ..الطائرة تشبه الطريق الخالي من المارة ، الكل نائم...استيقظوا بالله عليكم أواجه الموت السريع يا حمقي ، أين الدواااااء ؟؟ ملابسي بالكامل غارقة في العرق أتوه تماما وجسدي لا يسعفني علي طلب المساعدة ،هناك زر أصفر اللون في مقبض المقعد يطلقون عليه ( زر الإستدعاء ) والمفترض أنه ينبه طاقم المضيفات إلي وجود أمر ما يستدعي حضورهن ، أحرك كف يدي علي يد المقعد كأنه رفيق عزيز أشكو إليه قلة حيلتي ... أين أنت ؟؟ ززززززززز ززززززززززز زززززززززززز لم يأتي أحدا إليّ ... بالتأكيد لا يختلف وضع المضيفات الآن عن وضع ركاب الطائرة ، ثلث الليل الأخير تحدث به أهوال أكثر مما تتخيل لل ( منحوسين ) لكن البلهاء لا يشعرون ززززززززززززز.....ززززززززز.......زززززززززززززززز يبدو أنها النهاية ... مازلت صغيرا علي الموت يا ربي ، أنا في سن بلوغ الرشد، الم تقل ( حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة ) لا اتذكر باقي الآية ... لا يهم ...ظلام.... ظلام... ظلام أفقت علي وجهها الأبيض المستدير وعيناها البنيتان الحالمتان قليلا ، ترتدي الزي الرسمي للمضيفات ( يونيفورم كحلي ) وتنظر لي وهي مبتسمة في هدوء - أنا خايف أموت - متخافش ، انا اديتلك حقنة ( جلوكوز ) دلوقتي ولما نوصل ( القاهرة ) تنزل علي مستشفي المطار علي طول.... إنشاء الله خير وبعدين متقلقش كده ( قل لن يصيبنا إالا ما كتب الله لنا ) - انتي سمعتي صوت الجرس؟؟ - للأسف السماعة اللي في كابينة طقم المضيفات عطلانة ... متأسفين جدا... نوعد حضرتك مش هتتكرر تاني ابتسمت رغما عني وسألتها بصوت كالفحيح : - ومال انتي سمعتيني ازاي بئا يا .....قرأت الاسم المعلق علي صدرها ... ( صفية الشهابي ) ، يا آنسة ( صفية ) - أنا كنت بمرّ بالصدفة ولقيت وضع حضرتك مش مريح خالص .... عرقان جدا ومش قادر تاخد نفسك وفي حقنة ( أنسولين ) مكسورة علي الأرض تحتك ، فهمت علي طول ...ثم ابتسمت ابتسامة عريضة وأكملت عبارتها في شيء من الفخر : - متنساش إن معانا دورات في التمريض - تعرفي إن لمّا بدأت أدخل في الغيبوبة حسيت كأنها أول مرة تجيلي ... المره دي كانت شديدة أوي لكن الحمد لله ظللنا نتبادل أطراف الحديث لبعض الوقت وأثناء ذلك تناولني بعض قوالب السكر المخصص لهذه الحالات الطارئة ، أنا أشعر بتحسن وهي لا تريد النوم ، لا عرفت أنني رجل أعمال وأسافر كثيرا لدولة ( ....... ) لأعقد الصفقات هناك ، أخبرتها عن أبنائي وعن زوجتي وحبي لرياضة ( السباحة ) – التي قلّ ممارستي لها بسبب داء السكري - وهوايتي في صنع بعض المجسمات الصغيرة من الخشب وأخبرتني هي عن نشأتها في ( إمبابة ) و فقدانها لوالدها في الصغر وطيبة والدتها ثم تناقشنا بشكل هاديء عن حال ( مصر ) بعد حرب أكتوبر وهل ( السادات ) موفق في الإنفتاح الإقتصادي أم لا ... صراحة لم أشعر بالوقت طوال الحديث إلا عندما اقترب ميعاد وصول الرحلة إلي أرض المحروسة وظهور باقي طاقم المضيفات - حمد الله عالسلامة - الله يسلمك متتصوريش سعادتي بالكلام معاكي وطبعا لو شكرتك من هنا لبكرة مش هوفيلك الجِميل ده - أولا ده واجبي ، ثانيا ومتقولش عليا عبيطه ، أنا اللي عايز أشكر حضرتك ، جوايا إحساس كده من أول ما شوفتك إني مديونالك ومتسألنيش ازاي ضحكت ولم أعلق.... شيء ما يبعث علي الراحة في حديث هذه الفتاة ، الأمر هنا لا يتعلق بكونها أنقذتني من الموت - هي فعلت ما كانت ستفعله أية زميلة لها - طريقتها في الحديث تجعلك مطمئن وكأنه يأتي من أعماقها ، تتكلم من روحها لو فهمت قصدي . قاهرة السبعينات ..... جال خاطر سخيف في بالي وأنا أهبط سلم الطائرة عن إحتمال وصولي – جثة – بنهاية هذه الرحلة وعدم تمكني من رؤية هذه الأرض ثانية لكن سرعان ما زال هذا الخاطر عندما لمحت ( صفية ) تصطف بجوار المضيفات يهنئون الركاب بسلامة الوصول وعندما رأتني اقتربت قليلا وسألتني في مرح : - تخيل لحد دلوقتي معرفتش اسمك !! - ههههههههه ... ( ياسين ) ، اسمي ( ياسين الخوّاص )