أكد البطريريك الماروني اللبناني بشارة بطرس الراعي أنه في سوريا ثمة سعي للفرقة بين أبناء الشعب الواحد، مضيفا عندما ندعو الى الحل السلمي في سوريا.. فيتهموننا بأننا مع النظام». وقال البطريريك الراعي في حوار مع جريدة "السفير" اللبنانية نشرته في عددها الصادر اليوم إن إسرائيل هي الاساس في المخطط الذي يستهدف المنطقة عبر خلق المزيد من النعرات الطائفية والمذهبية وأضاف "عندما نسأل عن المقابل الذي سيجنى من تهجير الملايين وبث روح الفتنة الطائفية وتدمير بلد بكامله وسفك دم عشرات الآلاف من أبنائه، يتهموننا بأننا مع النظام». وقال البطريرك الماروني إن وثيقة وطنية ستصدر عن اجتماع مجلس المطارنة الموارنة المقبل ترتكز على مقومات ثلاثة، هي: الثوابت الوطنية، الهواجس والأولويات. وأكد «أن هناك رئيساً جديداً للبنان لا محالة»، رافضاً بشكل قطعي أي فرضية تقول بالفراغ وعدم حصول الانتخابات الرئاسية، قائلا«لان هذه الفرضية تعني الموت وأنا أرفض الموت، ومن يطرح مثل هذه الفرضية ويسأل عن «خطة ب« وغيرها لا يريد الانتخابات». ورأى أن المطلوب رئيس بكل معنى الكلمة، مشيراً الى ان ثمة عشرة أشخاص على الأقل تنطبق عليهم هذه الصفة . وقال إن: «المشكلة أن كل شخص في لبنان يريد تقسيم البلد على قياسه بدلا من أن نكون جميعا على قياس لبنان». وأضاف ان من المفترض تطوير الميثاق الوطني لكن أتت الحرب في عام 75 لتخلط الأوراق، وها نحن اليوم نعيش فصول محاولات اذكاء الفتنة السنية الشيعية في كل العالم العربي، والتي تنعكس على لبنان، مزيداً من الشرذمة. ورأى الراعي أن الدولة المدنية في لبنان في مهب التمنيات، والمطلوب شفاء النفوس من أمراض الطائفية واستخلاص الدروس مما حصل في العراقوسوريا ومصر. وأكد أنه على المسيحيين لعب دورهم الاساسي في لبنان والعالم العربي والقائم على نشر مبادئ التنوع والحرية والعيش معا وفصل الدين عن الدولة، فما يسمونه الربيع العربي لا يمكن ان يزهر الا عبر ربيع لبناني، فإذا انزلق المسيحيون الى خندق الطائفية كانت نهايتهم». ورفض البطريرك الراعي الحديث كذلك عن امكان تعديل المادة 49 من الدستور (لا تسمح لموظفي الفئة الأولى الترشح إلا بعد سنتين من استقالتهم أو تقاعدهم)، داعيا الى احترام الدستور وعدم اللعب به. وتساءل: لماذا اللعب بالدستور و«لمرة واحدة» بصورة متكررة؟ فلتكن الامور كما تحصل في الدول الحضارية أي من لديه مشروع ليتقدم به ومن يشغل وظيفة عامة ويريد الترشح ليستقل ويعلن ترشحه وبرنامجه. لماذا لا توجد برامج عمل في لبنان؟». ونفى ما يشاع عن أسماء توصي بها البطريركية المارونية كمرشحين، مؤكدا أن البطريريكة المارونية تتحدث عم مواصفات لا أسماء. يوجزها البطريرك بأن «يكون شخصية ذات قيمة.. رئيس بكل معنى الكلمة». في ظل الحديث عن الصلاحيات المحدودة للرئاسة، مشيرا إلى أن ثمة عشرة أشخاص على الأقل تنطبق عليهم هذه المواصفات.