"أنا بعشق مصر".. كلمات رددها الكثيرون من المواطنين أثناء الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على الدستور الجديد الذي أنتجته لجنة الخمسين برئاسة عمرو موسى، وفقًا لما أقرته خارطة الطريق التي أعلنها الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بأغلبية شعبية خرجت في 30 يونيو تطالب برحيل نظام الإخوان، وأنحازت لها القوات المسلحة، وأطاحت بالرئيس السابق محمد مرسي، عضو مكتب أرشاد تنظيم الإخوان. وبعد الخروج غير المتوقع خاصة لجماهير "الغلابة" بالمناطق العشوائية، بعدد كبير من المحافظات وطوابيرهم الممتدة لمئات الأمتار للتصويت على استفتاء الدستور الجديد، يعد مؤشر جازم بأن أساليب التيار الإسلامي - ويتصدره تنظيم الإخوان - في حشد المواطنين "الغلابة" ذو الدخول المتدنية - كما حدث في العمليات الانتخابية السابقة - لم يعد يجدي نفعًا مع مصريون أقروا بأن عشق مصر واجب وفرض عين. وخرجت جموع كبيرة من صفوف الطبقة الفقيرة تأييدًا للدستور، الأمر الذي رصده عدد من المنظمات الحقوقية بأن أكثر الفئات المشاركة في الاستفتاء كانت من فئة أعمار المسنيين التي تنتمي للطبقة الكادحة، وانضمت اليها سيول جارفة من السيدات اللاتي خرجن ليعلن تأييدهن للفريق السيسي وخارطة الطريق بما تتضمنه من إقرار التعديلات الدستورية التي أقرتها لجنة الخمسين. وهرول أهالي صخرة الدويقة - التي يسكن سطحها قرابة المليون مصرى، لا تصل مياه الشرب إلا ل10% منهم، فضلاً أن حوالى 80% من المبانى السكنية تستخدم "ترنشات" للصرف الصحى، وتعانى من انقطاع الكهرباء باستمرار، بالإضافة إلى عدم وجود إنارة للطرق ليلاً - إلى اللجان الفرعية للاستفتاء ليدلوا بأصواتهم تأييدًا للدستور الجديد، ولم يمنعهم في ذلك، قطع الخدمات التي كانت تقدمها التيارات الإسلامية "الزيت والسكر"، رغم أنهم في أمس الحاجة لها ولغيرها من المغريات التي تدفعهم للتصويت، إلا كفة ميزان حب مصر طففت بقوة. هؤلاء "الغلابة" أناس لا يقلون وطنية عن غيرهم من أهالى المناطق الراقية، ويرون أن "السيسى"، ودستور ثورة 30 يونيو، هو طوق النجاة من عسر الحال والفقر، والخلاص من إرهاب "الجماعة".