اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن تبني حلف شمال الأطلسي (ناتو) عقلية الحرب الباردة في التعامل مع روسيا أمر غير مجد. قال لافروف - في حديث أوردته وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية اليوم - إن موسكو مهتمة بالتعاون مع جيرانها وتطور العلاقات مع كافة هذه الدول.. مشيرا إلى أن بعض شركاء موسكو في أوروبا يحتفظون، تحت تأثير مشاعر معادية لروسيا، بالرغبة في الإبقاء على خطوط فاصلة، بل وحتى نقل هذه الخطوط إلى الشرق، والنظر إلى أوضاع أوراسيا من خلال تقسيم الدول إلى صديقة وغريبة أو موالية ومعادية. دعا لافروف إلى تفعيل دور مجلس "روسيا - الناتو" في تعزيز الثقة التي تفتقد إليها العلاقات الأورو/أطلسية. كما لفت إلى أن محاولات الغرب جعل أوكرانيا لعبة في السياسة أمر مهلك بالنسبة لكييف وأوروبا على حد سواء. وقال إن "محاولات جعل أوكرانيا مستهدفة في الصراع الجيوسياسي مدمرة لكل من أوكرانيا وأوروبا لأن ذلك يخالف التطلعات المعاصرة لأوروبا، كما تخالف تلك المهمات التي طرحها مسئولون أوروبيون بارزون تحدثوا عن إقامة مجال موحد من الأطلسي إلى جبال الأورال". حول برامج التنصت الإلكتروني لوكالة الأمن القومي الأمريكية أكد لافروف أنها لم تكن مفاجأة بحد ذاتها، لكن العالم فوجئ بالحديث العلني عن مثل هذه المواضيع. واعتبر أن التسريبات التي قام بها الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن، لا تأتي بمعلومات جديدة كثيرة لكن الجديد هنا هو الحديث عن برامج التنصت. أعاد لافروف الى الأذهان أن روسيا سبق أن قدمت مبادرة خاصة بحماية الحياة الشخصية للمواطنين في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لكن شركاءها لم يستجيبوا لهذه المبادرة آنذاك.. مشيرا إلى أن الجمعية العامة أقرت مؤخرا قرارا يدين مثل هذه الممارسات. على الرغم من قضية التجسس الأمريكي، أشاد الوزير بالتعاون الروسي- الأمريكي في إطار لجنة مشتركة خاصة في مجال ضمان الأمن في الإنترنت ومكافحة الإرهاب فيه ومنع نشر المواد الإباحية للأطفال.