وصف وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" ردود بعض الدول الغربية على قرار كييف، بالامتناع عن توقيع اتفاقية الشراكة الانتسابية مع الاتحاد الأوروبي ب "الهستيريا". وفي حديث للصحفيين الروس على هامش الاجتماع ال20 لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبيا، الذي عقد في كييف اليوم الخميس، أشار "لافروف" وفق "أنباء موسكو" إلى أن "الوضع الراهن في كييف مرتبط بالهستيريا التي أثارها الأوروبيون بعد أن قررت أوكرانيا استخدام حقها السيادي، وامتنعت عن توقيع الاتفاقية التي رأتها لا تستجيب لمصالحها". كما قال "لافروف"، "ثمة محاولات في المجالين الاقتصادي والتجاري لرسم حدود وهمية في العمليات التكاملية بين الاتحاد الأوروبي وأوراسيا تخضع لمنطق معنا أو ضدنا". وأورد "لافروف" من بين الأمثلة على ذلك أنه "في المجال السياسي – العسكري يرفض الناتو التعاون مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، كما يبقى نظام تأشيرات الدخول قائما وذلك بسبب انتهاك أوروبا لالتزاماتها في ضمان حرية التنقل". واعتبر "لافروف" أن "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قادرة رغم هذه المعوقات، على أن تلعب دورا كبيرا في تنسيق عمليات التكامل وفي تعزير الثقة في المجال العسكري – السياسي وإنشاء منظومة أمن أوروبية متكافئة وغير قابلة للتجزئة، بما يتواءم مع روح الفضاء الإنساني للمنظمة". وشدد "لافروف" على أن توفير الأمن يتطلب من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا كذلك أن تتبنى، إضافة إلى مبدأ عدم التجزئة، مبدأ آخر وهو عدم تجزئة الحريات. وقال "هذا يعني أنه لا ينبغي على الدولة أن تعزز حقوق مواطنيها وتقيد حقوق وحريات مواطني الدول الأخرى، منتقدا العوائق التي تفرضها منطقة شنغن على حرية التنقل والتي تتعارض مع التزامات وثيقة هلسكني بشأن تسهيل أنظمة تأشيرات الدخول". وكذلك دعا "لافروف" المنظمة إلى تحسين وضع الأقليات في بلدان المنظمة، وإيلاء اهتمام خاص لمشكلة الحرمان من الجنسية ضمن بلدان الاتحاد الأوروبي، حيث يحرم معها مئات الآلاف من حرية التصويت والتعليم بلغتهم الأم.