قال رئيس مجلس إدارة الشركة الليبية للحديد والصلب إن شركته تخطط لرفع الإنتاج الإجمالي بشكل طفيف في العام المقبل إلا أن نقص الكهرباء والغاز سيستمران في إعاقة التعافي بعد الحرب الأهلية. وقال محمد عبد المالك الفقيه إنه رغم المشكلات في انتاج الصلب السائل إلا أن الشركة ستزيد طاقتها من المنتجات النهائية في العام المقبل وتسعى لفتح سوق جديدة في الجزائر بينما مازال الطلب ضعيفا في مصر وجنوب أوروبا. تأسست الشركة التي تعد من كبرى مصنعي الصلب في افريقيا في عهد معمر القذافي في إطار سعي البلاد للحد من اعتمادها على صادرات النفط لكنها أوقفت عملياتها خلال الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي ثم استأنفت الإنتاج في العام الماضي. وقال الفقيه إن الشركة التي تعد من أكبر الشركات الليبية ستظل تواجه مشكلات في العام الجديد. وأوضح قائلا "الإنتاج الإجمالي يتحسن .. أعددنا خطة إنتاج للعام المقبل ... نتوقع زيادة طفيفة. لكن مازلنا نواجه العديد من التحديات أهمها نقص الكهرباء والغاز الطبيعي." وتعرضت طرابلس وغيرها من المدن الرئيسية لانقطاعات في الكهرباء بسبب قيام ميليشيات ورجال قبائل يطالبون بزيادات في الأجور وبمزيد من الحقوق السياسية بتعطيل خطوط أنابيب نقل الغاز وحقول النفط والموانئ للضغط على الحكومة. وأعاقت الميليشيات ورجال القبائل إنتاج الشركة هذا العام مما دفعها لإغلاق المصهر الذي ينتج الصلب السائل لنحو شهر في سبتمبر أيلول. وقال الفقيه "من مايو وحتى الآن نعاني من نقص في الكهرباء أو مشكلات في الغاز." وشغلت الشركة وحدة أو وحدتين فقط من وحدات الغاز الثلاثة التابعة لها على مدار العام. كان مسؤولون بالشركة قالوا هذا العام إن المصنع الذي تبلغ طاقته 1.6 مليون طن لم ينتج سوى 350 ألف طن رغم هدف إنتاج ما يزيد قليلا على مليون طن. ويرجع ذلك لمشكلات فنية ورفض خبراء أجانب العمل هناك بسبب الظروف الأمنية في ليبيا. وتخطط الشركة المملوكة للدولة لإنتاج 1.1 مليون طن من الصلب السائل في العام المقبل. وقال الفقيه إن المصهر رقم 1 للشركة سينتج 650 ألف طن مقارنة بنحو 400 ألف في العام الحالي أي بزيادة 70 بالمئة عن الخطة الأصلية. وتخطط الشركة للوصول بإنتاج المصهر رقم 2 إلى 450 ألف طن العام المقبل. ولم يحدد الفقيه رقما للإنتاج الاجمالي في 2013 لكنه قال إنه أقل بنحو طفيف عن 60 بالمئة من المستهدف. وتطمح الشركة التي تقع في مدينة مصراتة الساحلية للمضي قدما في خطة توسع بثلاثة مليارات دينار (2.44 مليار دولار) ترجع لعهد القذافي. وتسعى الشركة لزيادة قدرتها الإنتاجة في المنتجات النهائية. ويبدأ منتصف 2014 تشغيل مصنع جديد لإنتاج القضبان بسعة إنتاجية سنوية ستبلغ 800 ألف طن لكن بإنتاج أولي 225 ألف طن. وقال الفقيه إن هذه الكمية بخلاف الإنتاج المستهدف للعام المقبل والبالغ 400 ألف طن وهي نفس الكمية التي أنتجتها الشركة في الفترة من يناير كانون الثاني وحتى أكتوبر تشرين الأول من العام الجاري. وأوضح أن الشركة تخطط لزيادة إنتاجها من الحديد بمصنع الاختزال المباشر من 900 ألف طن في العام الجاري إلى مليون طن في 2014 وزيادة إنتاجها من مصنع الدرفلة على الساخن إلى 500 ألف طن في العام المقبل مقارنة مع 100 ألف فقط في 2013. وقال الفقيه إن الشركة تجري محادثات لتصدير الصلب إلى الجزائر في مسعى لتعويض أثر الطلب الضعيف من أسواق أوروبية مثل اليونان وايطاليا واسبانيا. وقال "نحاول الآن فتح سوق جديدة في الجزائر لأن الطلب هناك مرتفع جدا ونجري حاليا محادثات مع تجار جزائريين." وتخطط الشركة أيضا لفتح مصنع للدرفلة على البارد بنهاية 2014 علاوة على مصنع القضبان في إطار الخطة التوسعية الموضوعة منذ ما قبل الانتفاضة. وأوضح الفقيه قائلا "الاستثمار الإجمالي ... نحو ثلاثة مليارات (دينار ليبي). والمشروعات التي أبرمت بخصوصها عقود في حدود مليار." وأعرب عن أمله في توفير المليارين الباقيين خلال العامين المقبلين. وساء وضع الميزانية الليبية منذ عطلت الميليشيات ورجال القبائل صادرات النفط لتهوي إلى 110 آلاف برميل يوميا فقط من نحو مليون برميل يوميا في يوليو تموز. وإيرادات النفط هي المصدر الرئيسي للدخل والعملة الصعبة اللازمة لتمويل واردات الغذاء. ومنذ إعادة تشغيلها تعتمد الشركة على فالي وساماركو البرازيليتين في توفير مكورات الحديد بعد أن توقف موردها القديم شركة ال.كي.ايه.بي السويدية عن العمل معها