أكد سيف بن مقدم البوعينين، سفير دولة قطر لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، قوة ومتانة العلاقات المصرية القطرية، نافيًا وجود أى مشكلات أو توترات على حد وصفه بين القاهرة والدوحة. وقال البوعينين فى حوار أجراه الزميل سالم وهبى رئيس تحرير مجلة الأهرام الاقتصادى: إن مستقبل العلاقات المصرية القطرية جيد وإيجابى، وأن التعاون الاقتصادى بين البلدين، يشهد تطورًا ملحوظًا خاصة مع الإعلان عن تدشين شركة قابضة قطرية برأسمال 500 مليون جنيه للاستثمار بمصر إلى جانب تمسك المستثمرين القطريين بالسوق المصرية، لما تحويه من فرص كثيرة للنمو مستقبلًا. وأشار البوعينين إلى أن توسع المستثمرين القطريين بالسوق المصرية يعكس اهتمامهم البالغ بالعمل داخل مصر، متوقعًا زيادة حجم هذه الاستثمارات شريطة توافر القوانين والتشريعات الاقتصادية الملائمة لنموها قائلا: المستثمر يريد بيئة إيجابية للعمل وضخ الاستثمار وهو ما نلحظه حاليًا فى مصر. وقال: "نتعامل مع دول وليس أشخاصًا ولا أحزابًا وأكبر دليل على قوة العلاقات بين القاهرة والدوحة، هو وجودى هنا وممارستى لجميع أعمالى واختصاصاتى والتواصل الدائم مع جميع المسئولين بمصر". وأشار البوعينين إلى ترحيب بلاده بالشركات المصرية الراغبة فى المشاركة فى تنفيذ المشروعات التى تعتزم قطر تنفيذها ضمن استعداداتها لتنظيم كأس العالم فى، 2022 مؤكدًا أن الاستثمار فى مصر لايزال محط أنظار رجال الأعمال القطريين. وتابع: الوضع إيجابى وجيد ولا توجد أى مشكلات من أى نوع فى التعاملات بين الدولتين الشقيقتين وتربطنا ببعض علاقات الأخوة، فمصر دولة عربية، وكذلك قطر ولا يوجد ما يعكر صفو هذه العلاقة بين الدولتين الشقيقتين وجميع العلاقات المصرية القطرية على الجانبين مستمرة وفى جميع المجالات والتعاون بين الجانبين على المستوى الإقتصادى يشهد تطورا ملحوظا. أردف قائلا: "رجال الأعمال القطريين الذين شاركوا فى منتدى الاستثمار الخليجى الذى انعقد مؤخرا بمصر تؤكد مدى قوة العلاقات بين مصر وقطر خاصة فى ظل وجود شراكات بين مستثمرين قطريين ومصريين فى شركات استثمارية كبيرة تعمل فى قطاعات الصناعات الثقيلة مثل الحديد وكذلك الصناعات الأخرى والنشاطات العقارية فى مصر. وأشار إلى أن صفقة الاستحواذ التجارية التى تمت مؤخرا، استحواذ بنك قطر الوطنى على البنك الأهلى سوسيتيه جنرال، قد تمت بناء على دراسات جدوى اقتصادية وتجارية فى الأساس وهذا البنك لديه خطط للتوسع بقوة بالسوق المصرية وحصل البنك على تراخيص حكومية للتوسع بقوة داخل السوق المصرية وافتتاح فروع جديدة له وضم عمالة جديدة من المصريين. وعن رؤية" قطر" للمشاركة فى تنفيذ مشروع تطوير محور قناة السويس وهل تراجعت عن المشاركة فيه خاصة أنها كانت تبدى اهتماما قويا بالمشروع، قال: إنه وفقا لتصريحات المسئولين المصريين فإن عملية التطوير الخاص بمحور قناة السويس ستكون مقصورة على الشركات المصرية "المحلية" وفى حالة وجود إمكانية لدخول شركات أو مستثمرين قطريين، فسيتم دراستها ولكن حتى الآن لم يطرح تطوير المحور الخاص بقناة السويس على أى مستثمرين عرب أو أجانب وفى حال إتاحة الفرصة للمستثمرين الأجانب وأى فرص استثمارية يمكن للمستثمرين القطريين المساهمة فيها سيتم دراستها. وفيما يخص سحب قطر وديعتها لدى البنك المركزى المصرى البالغة قيمتها 2 مليار دولار، أشار إلى أننا لم نقم بسحب الوديعة وكل ما فى الأمر أن الوديعة قد حل موعدها وتمت إعادتها من قبل البنك المركزى المصرى وقرار رد الوديعة القطرية هو قرار مصرى وليس قرارا قطريا ولم نطلب ذلك وأؤكد لك أن القرار ليس سياسيا بالمرة. وعن الاتفاقيات بينم مصر وقطر أشار إلى أنه توجد اتفاقيات عمرها يتعدى عشرات السنوات وتم توفير 5 شحنات غاز لمصر فى الفترة من شهرى أغسطس وحتى سبتمبر تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار منحة لا ترد من الجانب القطرى إلى المصرى، والشركات القطرية مستمرة فى العمل داخل السوق المصرية وبقوة وكذلك الأمر بالنسبة للشركات المصرية الراغبة فى المشاركة فى تنفيذ مشروعات بقطر ضمن استعدادات واستضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم 2022 والشركات القطرية المستثمرة فى مصر لاتزال تعمل بقوة وتبحث جميع الفرص الجديدة للاستفادة منها قدر الإمكان.. فعلى سبيل المثال فإن مجموعة "بروة"العقارية تنفذ مشروعات تزيد تكلفتها على 10 مليارات دولار تشمل مجمعات تجارية ونوادى ومبانى سكنية وإدارية إلى جانب مشروعات أخرى لشركات قطرية بالغردقة تشمل محلات تجزئة ومنشآت صحية وتجارية باستثمارات تتجاوز 76 مليون دولار وأخرى بشرم الشيخ ومصانع للأخشاب والخدمات الصناعية والتجارية أيضا. وأوضح السفير القطرى أن عدد المصريين بقطر يقدر بنحو 180 ألف مواطن من أصل 2 مليون نسمة هم عدد سكان قطر ولا يوجد أى تضييق على المستثمرين المصريين، المستثمرون المصريون بقطر يعملون بشكل ممتاز بدليل أن الشركات المصرية بقطر معفاة تمامًا من نظام الكفيل ويعمل أغلب المستثمرين المصريين فى قطر بقطاعات الاتصالات والصناعة.