زوجة حجازي: زوجي يزداد شحوبا و لا استبعد الانتهاك الجسدى لآخرين محامي الجماعة: المرشد كسرت اسنانه وبعض المعتقلين قصر وفوق السبعين شهدت الفترة التي تلت اعتقال قيادات الاخوان بعد ثورة 30 يونيو اتهامات عديدة من جانب قيادات الاخوان المعتقلين للداخلية بسوء معاملتهم والاعتداء عليهم جسديا . وكان من اهم تلك الاتهامات ما وجهه كل من عصام العريان ومحمد البلتاجي بشأن الاعتداء عليهم جنسيا في السجن وما تلاها من اتهامات اخري وجهها مرشد الاخوان محمد بديع للداخلية اهمها كسر فكه اثناء فضلا عن اتهامات اخري كانت من نصيب الداخلية بشأن الاعتداء علي قيادات واعضاء من جماعة الاخوان . وبحسب روايات حصلت عليها "المشهد" من ذوى المعتقلين،اكدوا ان ذويهم تعرضوا،لإهانات بدنية ونفسية، تتمثل في قيام إدارة السجون بحلق شعر ولحي المعتقلين وإجبارهم على القيام بحركات تعذيبية عنيفة، وإهانتهم أمام ذويهم، والتحقيق معهم داخل السجون، وبحسب روايتهم فان التعذيب لم يقتصر علي ذلك فقط بل اتهموا عناصر الداخلية بتعمد ازهاق ارواح بعض المسجونين مثلما حدث في سيارة الترحيلات التى قتل فيها 38 متهما، أغلبهم ظهرت على جثثهم آثار تعذيب وهو ما وصفوه بانه يمثل انتهاكا صارخا لحقوق المعتقلين. أسرة الدكتور صفوت حجازي، الداعية الإسلامي المحسوب على تنظيم الاخوان المسلمين اكدت في تصريحات خاصة ل"المشهد" أن بداية الهجمة الأمنية الشرسة ضد المنتمين لتيار الاسلام السياسي كانت يوم 28 يونيو، حيث فاجأت قوات الأمن منازل اعضاء الاخوان والمحسوبين عليها، ومنها أسرة حجازي بمنزله بحثًا عنه، مؤكدة أنه كان بين صفوف أنصار مرسي باعتصام رابعة العدوية، ومنذ ذلك الوقت تؤكد زوجة "حجازي" أنه بدأ التعامل الأمني الخشن تجاه كل من ينتمي لتيار الاسلام السياسي. وتابعت زوجة حجازي : إن زوجها يعاني مع العديد من القيادات الإخوانية داخل المعتقلات ، بسجن ليمان طرة، ومنهم الدكتور أسامة ياسين، وزير الشباب، والمهندس خيرت الشاطر، النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان، والدكتور مصطفي الغنيمي، في عنبر واحد، وبالعنبر الأخر الدكتور محمد البلتاجي، القيادي الإخواني، والدكتور أحمد عارف، والدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور مهدي عاكف، وباقي القيادات موزعة في عدد من عنابر سجن منطقة طرة. وحول ما تردد بأن الدكتور البلتاجي قد تعرض لاعتداء جنسي هو وزميله الدكتور عصام العريان في محبسهما بسجن طره قالت : " علمت من خلال زوجي في زيارتي الأخيرة له، أن ما يتعرض له القيادات من اعتداءات جسدية ومعنوية يكون على إنفراد أثناء التحقيقات، مضيفة :لا استبعد هذه الطريقة في الاعتداءات خاصة وأن زوجي ألمح اليها أكثر من مرة بأنه يتم التنكيل بهم بكل الطرق والوسائل. وعن المعاناة التي يعانيها قيادات الإخوان خلف أسوار المعتقلات على حد وصفها، أوضحت زوجة حجازي، أن الحياة التي يعيشها زوجها ، حياة غير أدمية، رغم الصمود الذي يظهر عليه هو وزملائه ، مشيرة الي أن كل معتقل يتواجد بزنزانة بمفرده مساحة مترين في مترين، مع مرتبة رديئة علي الأرض، مؤكدة أن لون بشرة زوجها يتغير من زيارة إلى أخرى ويزداد وجهه شحوبا و يظهر عليه الاصفرار من الارهاق والتعب، لانه يكون محتجزا لمدة 23 ساعة لا يري فيها الشمس. والروايات التي يسردها اهالي باقي المسجونين من عناصر الاخوان لم تختلف كثيرا عما روته زوجة حجازي وأشاروا الي إن أساليب التعذيب في سجون ما بعد الانقلاب العسكري على حد وصفهم، تشهد تطورا كميا ونوعيا بحسب وصفهم . فتؤكد زوجة القيادي محمد عبدالكريم مصطفي - مدرس بقسم الأمراض الجلدية والتناسلية بكلية الطب جامعة سوهاج- أن معاملة زوجها بالمعتقل غير آدمية، بداية من اعتقاله بطريقة وحشية مهينة من داخل عيادته بحي "الكوثر"، بعد أن صدر ضده أمر اعتقال. وتضيف: أن زوجها تم ترحيله بعد اعتقاله إلى سجن بصحراء الوادي الجديد، ويتعرض للعديد من الاعتداءات والاهانات، فضلا عن المعاملة السيئة غير الآدمية، ووجوده مع المحبوسين الجنائيين، لافتة إلى أن زوجها أثناء زيارتها الاخيرة له ظهرت عليه آثارالاعتداءات الجسدية والإهانات التي يواجهها مع زملاءه. ومن جانبه، يروى أحد محامي عدد المعتقلين من اعتصام النهضة يدعى محمد عمر، في تصريحات خاصة ل"المشهد"، أن موكليه يتعرضون لانتهاكات من سلطات التحقيق نفسها وليس فقط من رجال الأمن، حيث لم يعرض هؤلاء على النيابة إلا بعد ثلاثة أيام من اعتقالهم وليس 24 ساعة كما ينص القانون، كما يخضع بعضهم للتحقيق مقيدا، وهو ما يخالف نص القانون أيضا. وعن تعرض قيادات الإخوان ومنهم الدكتور البلتاجي والدكتور العريان لاعتداءات جنسية داخل محبسهم نفى "عمر" هذا الحدث مطلقًا، مؤكدًا أن الرواية التي علم بها يقينًا هي أن الدكتور محمد بديع، مرشد جماعة الإخوان، تعرض لاعتداءات بدنية وجسدية بالإيدي والعصى من قبل الأمن داخل محبسه، مما أدى إلى تهشم بعض اسنانه في فكه الأسفل من كثرة الاعتداء عليه. وأكد عمر، أن بعض المعتقلين لا يزالون محرومين من حضور محامين للدفاع عنهم خلال التحقيقات، بسبب تعنت النيابة التي تبدأ التحقيق في العاشرة مساءً وفي معسكرات الأمن المركزي، في مخالفة صارخة للقانون. وبحسب المحامي فإن من بين المعتقلين قاصرون ومسنون تجاوزوا سن السبعين، وبعضهم مرضى يحتاجون لرعاية طبية ولا يستطيعون الحركة، ومع ذلك فهم متهمون بالاعتداء على قوات الأمن، مطالبًا بضرورة احترام حقوق المواطنين، وتوفير الحماية الكاملة لهم، ووقف عمليات إهانتهم وإذلالهم، والحفاظ على كرامتهم الإنسانية، مع سرعة الإفراج عنهم خاصة وأن أغلبهم يمثلون صفوة المجتمع المصري من مهندسين وأطباء ومحامين ومدرسين، و لم يرتكبوا أية مخالفات تضر بأمن واستقرار الدولة. وطالب أيضا بضرورة وقف تلفيق الاتهامات والقوالب الجاهزة في محاضر الاتهام، وإخلاء سبيل الجميع لبراءة ساحتهم مع فتح تحقيق جدي في الدماء التي سفكت. وعن عدد المعتقلين بالسجون المصرية الآن فقد أشار ائتلاف مراقبون لحماية الثورة في بيان له مؤخرًا إلى أن أعداد المعتقلين وصلت لما يقرب من 8000 معتقل - فضلا عن ما أفرجت عنهم السلطات - تتم معاملتهم بشكل غير قانوني بالمخالفة للقانون والدستور المصري - المستفتى عليه من الشعب بحسب قولهم في إشارة لدستور 2012 - كما يمثل كذلك مخالفة للأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والتى تؤكد أنه لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفا. كانت هيئة محكمة جنايات شمال القاهرة، التى إنعقدت فى معهد أمناء الشرطة ب"طرة البلد"، السبت الماضى أعلنت تنحيها عن نظر محاكمة القياديين الإخوانيين محمد البلتاجى وصفوت حجازى ومحمد محمود على الزناتى، وعبد العظيم إبراهيم "الطبيبين بالمستشفى الميدانى لاعتصام رابعة العدوية"، وذلك لاتهامهم باختطاف ضابط، وأمين شرطة، واحتجازهما قسريًا، وتعذيبهما داخل مقر اعتصام الإخوان بمنطقة رابعة، وقررت إعادتها للاستئناف لتحديد دائرة أخرى. وشهدت المحاكمة احتضان صفوت حجازى لمحمد البلتاجى، داخل قفص الاتهام، ووضع يده على كتفه قائلا، "شرف لى أن أقف بجواره بقفص الاتهام، فهؤلاء هم شرفاء وأبطال مصر، وسنظل مع بعض حتى ننال الجنة إن شاء الله".