كشف الخبير الاستراتيجي، اللواء زكي عبد الغني، أنه في الوقت الذي يحتفل شباب 25 يناير بثورتهم؛ تستعد قوى خارجية لاستغلال ما ستتجه إليه الأحداث. وبحسب تعبير عبد الغني؛ فإن ثورة 25 يناير شيء، وما تبعها من أحداث تم توجيهها ضد المواطن المصري شيء آخر، ولم تكن سوى واحدة من صور الحرب على مصر، وقهر المواطن المصري، وجعله مكسورًا بلغة العسكرية، وخلق جو من الإحباط لديه وهزيمته على أرضه في وقت ليس فيه حرب؛ لاستعادة بعض الشيء من القهر والمذلة والانكسار الذي لحق بأعداء كثيرين في حروب عسكرية. ويقول عبد الغني:"لم تكن أطلال المباني التي احترقت بتلك الحرفية العالية، وبهذا التوقيت الموحد؛ سوى مشاهد تعيد للأذهان أجواء حرب 1967 التي خلفت الانكسار والإحباط، وأفقدت الشعب الثقة في جيشه، الذى أعاد الثقة له من جديد، وأتى لهم بكل النصر، ورفع الرأس والكرامة، واستعاد للشعب المصري صورة مصر الحقيقية التي تقهر الأعداء في كل حروبها، حتى وإن طال بها الأمد". ويكشف الخبير الاستراتيجي أن الثورات دائمًا وسيلة خصبة لقوى خارجية؛ لديها الإمكانات والخطط جاهزة التنفيذ للتفاعل مع الحدث المحلي، واستغلاله لتحقيق أهدافها، نظرًا لضعف الدولة في ذلك الوقت، وضعف النظام، بما يساعدهم على نشر جواسيسهم، ونشر وسائلهم لخلق جو من الفتن ونشر الشائعات والأكاذيب التي تزيد من الاحتقان بين طوائف الشعب. ويصف عبد الغني المشهد في مصر، للتوضيح على ما يحاك بمصر من مؤامرات، وتوضيح المشهد الحالي، أن الخراب الذي ما زالت أطلاله قائمة في المباني التي تم حرقها صورة أخرى لأطلال ما خلفته إسرائيل على مصر في حرب 1967، التي كانت من طرف واحد، وكانت تلك المرة أيضًا من طرف واحد، مؤكدًا أن الأيام ستكشف الكثير من المؤامرات، والكثير من الأسرار، ووسائل الاختراق التي شهدتها مصر وواجهتها القوات المسلحة. واللواء عبد الغني هو الرجل الثاني في سلاح المظلات في حرب الكرامة عام 1973، والذي نفذ عملية ثغرة الدفرسوار، وتلقى إشارة التوقف من جانب القيادة قبل سحق الجنود الإسرائيليين فيها.