أكد الدكتور صالح سليمان، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن ظروف نشر كتاب مستقبل الثقافة فى مصر، لطه حسين، يقدم مقترحا عمليا لتطوير التعليم، ولكن مع غياب رؤية استيراتيجية تماماً، وغياب لتعريف الثقافة، وخلط الثقافة بالتعليم، كذلك لم يحدد من القادرين على وضع خطط التعليم. وقال سليمان، خلال الندوة التى عقدتها هيئة الكتاب مساء أمس، بعنوان طه حسين وفكره الاجتماعى، إن الكتاب رومانسى بشكل بالغ، ويقدم حلم مثقف نخبوى، مع غياب أى تحليل موضوعى للواقع المعيش. وأوضح سليمان، إن ظروف نشر الكتاب مرتبط باتفاقية 36 مع بريطانيا، فنجد أن طه حسين عبر عن نشوة استقلالية الفرح، ولا أعرف عن أى استقلالية يتحدث طه حسين، فالاتفاقية كان بها نقص غريب، وتذكرنى باتفاقية كامب ديفيد. وأشار سليمان إلى أن طه حسين حينما تحدث عن المجتمع الغربى، تحدث عنه بسذاجة شديدة، نحن لم نمر بما مر به المجتمع الغربى، فهو يمثل فى نفسه نخبوية عالية، فكان بالغ الثقة فى الغرب، ومع ذلك تجاهل الحضارة الرأس مالية، وتجاهل احتلال الغرب لمعظم شعوب العالم، ونظر إليهم نظرة بالغة الرومانسية، ولم ير فيه سوى ثقافته. وأضاف سليمان، أن طه حسين شغل نفسه، بجدل الخارج على حساب جدل الداخل، فلم يشغل نفسه بالداخل، وحينما نظر للهوية، كان الدافع هو الحديث عن اليونان والبحر المتوسط، وذلك كشف عن استعلاء غريب عن الثقافة العربية، فعندما تحدث عن العرب تجاهل دول المغرب كلها، وأهمل التعددية الثقافية. وأوضح سليمان قائلاً، على مايبدو أن طه حسين يحاول أن يقدم كتابا يرضى به المجتمع، ويتجاوز المعارك الطاحنة التى مر بها فى كتابه "فى الشعر الجاهلى"، وأن يجتاز عنف المجتمع.