دعا مقرر الأممالمتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد فولك اليوم الي ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة ، خاصة بعد أن أدي النقص الحاد في الطاقة الي تعطيل الخدمات الصحية واغراق شوارع القطاع بمياه المجاري والصرف الصحي. وقال ريتشارد فولك إن "إمدادات الطاقة تغطي حاليا ست ساعات فقط في اليوم، وأن محطة الكهرباء الوحيدة في غزة تم اغلاقها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بسبب نقص الوقود". وأضاف في بيان له اليوم أن الوضع في غزة وصل إلي نقطة قريبة من حد الكارثة حيث يقوض نقص الوقود البنية التحتية الهشة بالفعل في القطاع، ويعوق بشدة توفير الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة والمياه والصرف الصحي، ومن المؤكد أن الأمور ستسوأ أكثر من بدء قدوم فصل الشتاء". وأشار ريتشارد فولك إلى أن أقل من نصف احتياجات غزة من الطاقة يجري الوفاء بها، وهو مايعني "تعطل الخدمات الصحية المتخصصة، مثل غسيل الكلى وغرف العمليات وبنوك الدم، ووحدات العناية المركزة والحاضنات". وقال مقرر الأممالمتحدة الخاص إن محنة المرضى في غزة تتفاقم في ظل عدم قدرتهم علي الحصول على العلاج الطبي المتخصص بأسعار معقولة في مصر نتيجة لإغلاق معبر رفح في الأسابيع الأخيرة. وأضاف، في بيانه، "كانت السلطات الإسرائيلية أكثر استعدادا لإصدار تصاريح لسكان غزة الذين في حاجة إلى علاج عاجل، ولكن التكلفة العالية للعلاج الطبي في إسرائيل يحول دون ذلك". وقال إن مايقرب من ثلاثة الاف نسمة، بمن فيهم الأطفال، يقطنون في أو بالقرب من حي الزيتون في غزة اضطروا الي الخوض في مياه المجاري في الشوارع بعد أن ألقت أكبر منشأة لمعالجة مياه الصرف الصحي في المنطقة بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وأكد أن محطات معالجة مياه الصرف الصحي الأخرى سوف تتوقف قريبا بسبب عدم وجود وقود المولدات الكهربائية،الأمر الذي سيؤدي الي مزيد من اغراق الشوارع بمياه الصرف الصحي وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض الخطيرة ، التي قد تصل الي حد الوباء". وأرجع ريتشارد فولك الازمة الحالية في قطاع غزة الي الحملة الجارية التي تشنها مصر على الأنفاق وخزانات الوقود القريبة من الحدود الجنوبية للقطاع، لكنه أضاف قائلا "يجب ألا ننسى أن السبب الكامن وراء عدم وجود مرافق طبية كافية ورعاية المتخصصة في غزة هو نتيجة الحصار غير القانوني لإسرائيل".