وسط اهتمام بالغ من جميع الأوساط الاقتصادية والإعلامية الأمريكية؛ تصدر العلم المصري الشاشات الرئيسة لأحد أكبر وأهم بورصات العالم، وهي بورصة ناسداك بنيويورك، في خطوة تعني الكثير والكثير للاقتصاد المصري، خاصة خلال المرحلة الحالية؛ حيث قام الدكتور محمود عيسى، وزير الصناعة والتجارة الخارجية، بإعطاء إشارة الإغلاق الرسمي لأعمال البورصة مساء أول أمس، وذلك في حضور أعداد غفيرة، سواء داخل البورصة، من ممثلي الشركات العملاقة المتعاملة في البورصة، أو من خارجها، حيث ظهر الوزير وإلى جواره علم مصر على الشاشات العملاقة بأشهر ميادين نيويورك، وهو ميدان " تايم اسكوير"، حيث اصطف الآلاف لمشاهدة علم مصر العظيم، ومتابعة كلمة وزير الصناعة المصري. وأوضح الدكتور محمود عيسى أن هذا الحدث الكبير يعد تقديرًا لدور ومكانة مصر، على الساحة العالمية، وكذا احترامًا لثورتها العظيمة والتي أذهلت الجميع، لافتًا إلى أنه لمس من اهتمام المسؤولين بالبورصة وممثلي وسائل الإعلام العالمية ثقة كبيرة في قدرة الاقتصاد المصري على عبور هذه المرحلة الراهنة، بل وأن تتبوأ مكانة متميزة على خريطة الاقتصاد العالمي. وأشار الوزير، والذي قام بزيارة للولايات المتحدة استمرت أربعة أيام، إلى أن هذه الزيارة اكتسبت أهمية خاصة، حيث تم إجراء مباحثات مكثفة مع كبار المسؤولين بالإدارة الأمريكية، سواء من البيت الأبيض أو الوزراء وأعضاء الكونجرس، وأسفرت عن الاتفاق على الأطر الأساسية لتحقيق وزيادة التعاون الثنائي المشترك المبني على تبادل المصالح في مختلف القطاعات، الصناعية، والتجارية، خلال المرحلة القريبة المقبلة. كما تم عقد اجتماعات موسعة مع عدد كبير من الشركات الأمريكية العملاقة والمستثمرين ومنظمات الأعمال؛ حيث تم التأكيد على استمرار سياسة مصر نحو اقتصاد السوق الحر، والالتزام بكافة التعهدات والاتفاقيات الموقعة مع مختلف دول العالم، وكذا التأكيد على استقرار الأوضاع السياسية، خاصة وأنه تم بالفعل الانتهاء من الانتخابات التشريعية، وسيليها إعداد الدستور، ثم الانتخابات الرئاسية؛ ليتم تسليم السلطة في نهاية يونيو المقبل، وهو ما لاقى ترحيبًا من الشركات الأمريكية؛ حيث إن استقرار الأوضاع السياسية سيكون بلا شك الدافع الرئيس والداعم لاستعادة الاقتصاد المصري مكانته الطبيعية والمتوقعة. وأضاف الوزير أنه تم التأكيد أيضًا خلال هذه اللقاءات على حرص الحكومة برئاسة الدكتور كمال الجنزوري على تحسين مناخ الأعمال، وتسهيل الاستثمار، وتحقيق التواصل بين الحكومة والقطاع الخاص، وخلق مناخ من الثقة والاستقرار الذي يشجع على الإنتاج والتطوير، وأيضًا لجذب الاستثمارات الجديدة، ومنح المزيد من الامتيازات والحوافز لاستعادة ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري، لافتًا إلى أن عددًا كبيرًا من المستثمرين الأمريكين قد أكدوا أهمية الخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة خلال المرحلة الماضية، مطالبين بتقديم المزيد من التيسيرات لتشجيع المستثمرين من مختلف دول العالم للاستثمار في مصر. وكان الدكتور محمود عيسى قد اختتم زيارته الناجحة للولايات المتحدةالأمريكية أمس، والتي شملت كل من واشنطنونيويورك، بلقاء مع كبار المسؤولين بشركة مورجان ستانلي، وهي إحدى كبريات البنوك الاسثمارية في العالم، بحضور عدد من كبار المستثمرين الأمريكيين، وكذا لقاء آخر مع أعضاء اتحاد المصرفيين العرب بشمال أمريكا؛ حيث أجاب الوزير على التساؤلات المطروحة، والتي شملت الأوضاع السياسية وتأثيرها على الوضع الاقتصادي، وكذا أهم القرارات والأحكام القضائية التي صدرت مؤخرًا، والتي كان لها تأثير سلبي على مناخ الاستثمار المصري، هذا فضلاً عن كيفية الاستفادة من إمكانات وقدرات المصريين في الخارج، ودورهم في مساندة مصر خلال هذه المرحلة الانتقالية، إلى جانب موقف ومستقبل العلاقات المصرية الأمريكية. وفي هذا الإطار؛ أوضح الوزير أن العلاقات الاقتصادية المصرية الأمريكية لم تعد تتوقف على سياسات المعونة والمساعدة، وإنما أصبحت تقوم أساسًا على خلق الفرص والآليات الحقيقية التي تسمح بزيادة التجارة البينية والاستثمارات المشتركة، ولذلك فإن هناك وفدًا أمريكيًا سيزور مصر خلال الأيام القليلة المقبلة؛ لبحث التنسيق في وضع إطار تنفيذي للبرامج التي يتم الاتفاق عليها خلال الشهور القليلة المقبلة.