باشرت لجنة جرد القصور الملكية والمقار الرئاسية، المنتدبة من المستشار عادل عبد الحميد، وزير العدل، عملها اليوم، بجرد ما تبقى من قصر عابدين والمتاحف الملحقة به ومخازنه. وشمل الجرد المتاحف الخمسة بقصر عابدين، وهي متحف الأسلحة والذخيرة، ومتحف الأوسمة والنياشين، ومتحف الفضة، ومتحف الوثائق، ومخزن الفضيات، وتبين للجنة أثناء مباشرة أعمالها وجود خنجر القائد الألماني الشهير "رومل"، والذي لقب بثعلب الصحراء، ويرجع تاريخه للقرن العشرين، وكذا سيف إبراهيم باشا المرصع بالألماظ والألماس والذهب الخالص، وسيف ملك إنجلترا جورج السادس، المهدى إلى الملك فاروق بمناسبة زواجه الأول من الملكة فريدة عام 1938، وسيف الأمير عبد الله سالم الصباح، أمير دولة الكويت، والمهدى للملك فاروق بمناسبة زواجه الثاني من الملكة ناريمان عام 1951، وهو سيف جميعه من الذهب الخالص. كما تبين أيضًا وجود سيف من الذهب مهدى من الملك عبد الله عبد العزيز السعود إلى الملك فؤاد، وخنجر إيراني مطعم بالمرجان، وطبنجة من الفضة خاصة بالملكة فريدة، وطبنجة أخرى خاصة بموسوليني، رئيس وزراء إيطاليا في الحرب العالمية الثانية، وطاقم من الطبنجات المطعمة جميعها بالمرجان الأحمر ترجع للقرن السابع عشر، ومجموعة غدارات على شكل قرص الشمس، وبندقية خاصة بأحمد عرابي أثناء موقعة التل الكبير، وطبنجة خاصة بالملك فاروق وهي تستخدم كطبنجة وبايب للتدخين في ذات الوقت. وتم تسجيل وجود غدارتين مزخرفتين بالذهب من مقتنيات الوالي محمد سعيد باشا، يرجع تاريخهما إلى القرن التاسع عشر، وبندقية مزخرفة بالذهب، وهي أيضًا من مقتينات الوالي محمد سعيد باشا، ترجع للقرن التاسع عشر، وعصا من الأبانوس بداخلها سلاح شيش خاصة بالوالي محمد سعيد باشا، وطاقم طبنجات مهدى إلى الخديوي إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس عام 1869، وكذا صندوق من الخشب لحفظ المجوهرات، بداخله أربعة مدافع خداعة للتأمين ضد السرقة ترجع للقرن الثامن عشر، وطاقم لفارس مكون من بدلة من الصلب وحربة مزدوجة وترس مستدير وقنينة لحفظ الماء ترجع للقرن السادس عشر، وصدر من الصلب مزود بعدد 19 ماسورة لإطلاق الطلقات النارية ترجع للقرن السادس عشر، وطقم صيد من الذهب الإيطالي يرجع للقرن العشرين. كما عاينت اللجنة تمثالاً من البرونز على قاعدة من الجرانيت لمحمد علي باشا، يبرز أهم إنجازاته وهو يرجع للقرن العشرين، وتمثالاً لنابليون بونابرت من البرونز جالسًا على جواده، وقد طابقت اللجنة هذه الأسلحة وغيرها، والتي وصل عددها إلى 8999 قطعة سلاح من العهد القديم، الخاصة بالأسرة الملكية، التي كان يقتنيها الملك فاروق وأسرته الملكية، والذين كانوا يقومون بشرائها من مزادات عالمية. ولاحظت لجنة الجرد أثناء فحص استمارات العهد بمتاحف قصر عابدين أنها سجل بها سبيكة من الذهب بنسبة 86% مودعة بتاريخ 1-11-2011، وغير معروضة بالمتحف، وبالاستعلام عن تلك السبيكة الذهبية أفاد مدير المتحف أنها موجودة بخزينة المتحف؛ فقرر المستشار أحمد إدريس الانتقال إلى مكان تلك الخزينة، ورافقه نائباه، المستشار محمد تقي الدين، والمستشار خالد المحجوب؛ لجرد ومعاينة الخزينة وما تحويه، وتبين لهم وجود بعض المقتينات الذهبية ذات القيمة العالية الخاصة بالرئيس السابق محمد حسني مبارك وزوجته، ووجد بالخزينة السبيكة الذهبية، وأفاد مدير المتحف أنها مهداة من وزير البترول الأسبق سامح فهمي، والتي قررت النيابة العامة الإفراج عنها بعد أن كان متحفظ عليها رهن التحقيقات. وقرر أنها لم تعرض بالمتحف لعدم وجود فاترينة مؤمنة لحفظ تلك السبيكة الذهبية، ووزن تلك السبيكة الذهبية 5 كيلو و447 جرامًا، وإنتاجها من مناجم شركة حمش مصر لمناجم الذهب بالصحراء الشرقية، وتم استخراجها عام 2008، وعند جرد خزينة المتحف تبين أن بها خنجر مغلف برقائق ذهب؛ مهدى من سلطنة عمان إلى الرئيس السابق ووزنه 322 جرامًا، ووجد كذلك بالخزينة مصحف مغلف بالذهب ووزنه 790 جرامًا مهدى للرئيس السابق أثناء زيارته للعريش بمحافظة شمال سيناء في عام 1998، واحتوت الخزينة على مفتاح مدينة الإنتاج الإعلامي، هو من الذهب، ووزنه 247 جرامًا، ومدون على المفتاح يوم الإعلاميين 17-6-2000 إهداء للرئيس السابق أثناء زيارته لمدينة الإنتاج الإعلامي في ذات اليوم، وتمت مطابقة محتويات الخزينة بما هو وارد باستمارات الجرد للتأكد من أنها مسجلة ومدونة بالدفاتر. وكلفت اللجنة الفنيين المختصين من مصلحة الدمغة والموازين أعضاء اللجنة بفحص القطع الذهبية، والتأكد منها وبيان عياراتها، ويعد متحف الأسلحة من أقدم وأكبر المتاحف بقصر عابدين، وأنشأه الملك فؤاد عام 1928، على يد المهندس الإيطالي فيروتشي، لكون الملك فؤاد وابنه فاروق تجمعهما هواية مشتركة وهي اقتناء الأسلحة، وقد تم اقتناء تلك المجموعة المتنوعة من الأسلحة بالتوريث عن الأسرة الملكية، وشرائها من مزادات عالمية، والإهداء من ملوك ورؤساء العالم، وتجمع التطور التاريخي للأسلحة من القرن الخامس عشر والسادس عشر وحتى فترة الحرب العالمية الثانية في عام 1945. وفي ذات الإطار؛ انتقلت اللجنة إلى مكتبة قصر عابدين لفحص بعض كتب التراث ذات القيمة الأثرية والتاريخية التي لا تقدر بثمن، وقد قامت السيدة ابتسام عازر، المدير العام بدار الكتب والوثائق القومية التابعة لوزارة الثقافة، باستعراض محتويات مكتبة القصر، متحدثة عن الكتاب المقدس (الإنجيل) بعهده القديم والجديد، الذي طبع في واشنطن عام 1880، وهي الطبعة الرابعة، ومطبوع طبعة نادرة، وغلاف الكتاب مطعم بالذهب، وإطار صفحاته الخارجية مطلي بماء الذهب وحالته جيدة جدًا، ويعد نسخة نادرة، كما استعرضت أربع نسخ من كتاب وصف مصر بإجمالي 105 مجلد، بأحجام مختلفة، ومجلد منابع النيل من سنة 1768 إلى سنة 1773، ويحتوي على خمسة أجزاء بحالة جيدة، ويحتوي على خرائط توضح منابع النيل والأصول التاريخية لها منذ عام 1768، وقامت أيضًا بعرض كتاب خريطة مصر العليا وإثيوبيا وأطلس أفريقيا، وكتاب تأريخ تاريخ العالم، وهو قيمة تاريخية وأثرية نادرة، وكتب مدونة باللغة الإنجليزية وتحتوي على العديد من الصور المشروحة عن فلسطينوسيناء ومصر، وكتاب رحلة للاستشكاف في منابع النيل، ومؤلفه جيمس بروس يحكي فيه يومياته وعجائب ما شاهد في النيل، وقد أبحر في العديد من البلدان، ومنها سيدون بلبنان، وقبرص، والإسكندرية، وبوغاز، روفتو بأمريكا الجنوبية، وأبحر في النيل إلى أن وصل إلى القاهرة ومصر العليا والعديد من البلاد، والتقى بالملوك والأمراء، وتعرف على حياتهم وإنجازاتهم وحروف هذا الكتاب مدونة باللغة الإنجليزية وداخلها حروف لاتينية، ويمكن قراءة الكلمة بأكثر من معنى. وطالبت اللجنة بضرورة التدقيق والتأكد من أن كل المقتنيات الموجودة بالمتحف مسجلة ومدونة باستمارات الجرد المقدمة من المسؤول عن المتاحف، وطلب سرعة الانتهاء من أعمال الجرد حتى تكتمل جميع أعمال اللجنة في أسرع وقت، وذلك لعرض تقرير مفصل بالنتائج على السيد المستشار عادل عبد الحميد، وزير العدل.