يشهد فلاحو محافظة كفر الشيخ أزمة تتمثل فى شح البرسيم الأخضر، الذى يعد العلف الرئيسى للماشية فى فصل الشتاء، ويرجع ذلك إلى توقف نموه فى شهر "طوبة"، ذات البرد القارس، ومن المعروف قيام الفلاحين فى هذا التوقيت بخلط قش الأرز بالبرسيم كنوع من مواجهة الأزمة، حيث عدم توافره بشكل كافٍ للماشية.. وبالرغم من أن كفر الشيخ تعد المحافظة الأولى على مستوى الجمهورية إنتاجاً لمحصول الأرز وما ينتج عنه من قش، حيث تنتج 42% من إنتاج الجمهورية من هذا المحصول، فإن المزارعين يشكون الآن من عدم توافر كميات قش الأرز. ويقول عبد العزيز الجالى، فلاح من مركز الرياض: إن الدولة دائمًا ترفع شعارات أننا نقوم بكبس قش الأرز وعمله "بالات"، الأمر الذى لا يراه الفلاح على أرض الواقع، متهمًا وزارتى البيئة والزراعة بأنها السبب وراء قيام الفلاحين بالتخلص من قش الأرز بالحرق بدلًا من القيام بعمليات الكبس. وأشار الجالى إلى أن ذلك يرجع إلى ضيق مساحات السكن وعدم توافر شونات لتخزين القش بعد موسم الحصاد، موضحًا أنه إذا تغير الحال وأصبح القش عبارة عن "بالات" فسوف يمكن تخزينه فى مساحات وغرف صغيرة والاستفادة منه كعلف للماشية. وأضاف محمد فتحى، فلاح، أننا لا نجد القش حاليًا لأسباب كثيرة منها للاستخدام فى طهى الطعام بسبب أزمة الغاز، والسبب الثانى بسبب الحرق وإشعال النيران فيه، مؤكداً أن خسائر الفلاح من جراء نقص غذاء البرسيم وانعدام القش يعود بخسائر فادحة على مربى الماشية، خاصة فى قلة الألبان وضعف حجم الحيوان وزيادة فى شراء العلف المصنع، وهو ما يقدر بملايين الجنيهات. من جانبه، أكد الدكتور رشاد على، طبيب بيطرى، أن قش الأرز يحتوى على عناصر تقدر ب3% من الغذاء الحيوى التى يتغذى عليه الحيوان، وهى نسبة تعادل 50% من العلف المصنع، مشيرًا إلى أن استخدامه يعود بتوفير مبالغ على المزارعين وثورة قومية بالغة الأهمية..