انتهز البلطجية بدمياط حالة الغياب والتراخي التي أصابت رجال الشرطة، واعتبروها فرصة لبسط سيطرتهم ونفوذهم على المواطنين، بل أحكموا قبضتهم على الشارع يقتلون الأبرياء، ويحصدون أرواحهم، ويسلبون وينهبون المتاجر والشركات والمصارف والأفراد، ومن يعارضهم أو يستوقفهم فجزاؤه القتل! ضباط الشرطة اكتفوا بتحرير المحاضر، ولسان حالهم يقول:"على المواطن أن يحمي نفسه". ويعاني مركز "الزرقا" الأمرين من حالة الانفلات الأمني التي تشهدها الشوارع والقرى والطرق، فلا يمر يوم إلا وتقع حادثة كبرى يذهب ضحيتها أحد الأهالي. ونتيجة للانفلات الأمني غير المسبوق خلال الشهور الماضية؛ حيث ارتفعت نسبة الحوادث بشكل ملحوظ، خاصة حوادث القتل والسرقة بالإكراه والخطف وتجارة المخدرات والمشاجرات، الأمر الذي أدى إلى قيام مجموعة من البلطجية بتنظيم عدة تشكيلات عصابية وجدت في المزارع الموجودة على جانبي الطريق الساحلي الدولي ملاذًا آمنًا لها، وتخصصت في قطع الطرق والاستيلاء على مختلف أنواع السيارات والموتوسيكلات والتكاتك، وخطف الرجال والأطفال والنساء. وتتركز تلك العصابة بقرية النزل بالزرقا، وهي مسلحة بأحدث أنواع الأسلحة الآلية. وبعد عدة مطاردات من قبل الشرطة، والقبض على بعض أفراد تلك العصابة، انتقلت العصابة إلى قرية السلام بمدينة "السرو" مركز الزرقا. ويعاني المواطنون من انتشار الأسلحة النارية بجميع أنواعها، فضلاً عن انتشار الأسلحة البيضاء التي أصبحت اللغة الرسمية للبلطجية، وتقع مشاجرات دامية بصورة شبه يومية تستخدم في معظمها الأسلحة البيضاء والنارية، ويسقط فيها ضحايا ومصابون. وتابع المواطنون انتشار تجارة المخدرات والمتسولين والبلطجية والمشردين في حالة من القلق الممزوج بالخوف والذعر تنتاب أهالي دمياط؛ بسبب عودة عصابات الاختطاف الأطفال للظهور من جديد، بعدما ألقي القبض على عصابتين خلال أقل من يومين، حيث كانت الأولى تختطف الصغار، وتطلب من أسرهم فدية تقدر بملايين الجنيهات وتهدد بقتلهم، بينما الأخرى تخصصت في خطف تجار الموبيليا والأسماك الأغنياء والذين يقدرون على دفع فدية كبيرة، وكان آخرهم خطف صاحب محل صرافة وقام بتعذيبه حتى تم دفع فدية بلغت مليون جنيه، وتمكنت قوات الشرطة من القبض على اثنين من تلك العصابة، والتي تتركز في عزبة ناصر بمنية النصر بالدقهلية. ووفقًا لمصدر أمني؛ فإن هذه النوعية من الجرائم جديدة على المجتمع المصري، وقال ل"المشهد" إن هناك مجموعة من الجرائم التي طفت على السطح بعد الثورة بشكل غريب، منها اختطاف الأطفال، لإجبار أسرهم على دفع فدية كبيرة، إضافة إلى قطع الطرق والاستيلاء على سيارات المواطنين تحت تهديد السلاح، أو قتلهم والاستيلاء على السيارات، إضافة إلى اقتحام أقسام الشرطة لتهريب المجرمين، مشيرًا إلى أن الشرطة نجحت في ضبط الجناة في 100% من جرائم خطف الأطفال منذ ظهورها، مشددًا على أنه لا تهاون مع المجرمين، الذين يرتكبون تلك الجريمة، لأنها تروّع المواطنين والأطفال، وتهدد بتوقف الدراسة. ولفت إلى أن هناك دوريات أمنية راكبة وثابتة منتشرة حول المدارس لتأمين الطلاب والأطفال، ومنع التحرش الجنسي بالطالبات. ودعا المصدر الأمني المواطنين إلى ضرورة اليقظة والانتباه لأطفالهم، وعدم تركهم يسيرون بمفردهم في الشوارع، أو تركهم يذهبون إلى المدارس من دون مرافقين كبار، سواء الأب أو الأم أو الشقيق الأكبر، وفي حالات اختطاف التجار فإن الشرطة حذرت بعض التجار الأثرياء من أن هناك معلومات وردت لجهاز الشرطة تفيد بأن هناك تعديًا أو اختطافًا قد يحدث لهم. وقال:"حذرنا الإمام صاحب "صرافة الجمهورية" من البقاء وحيدًا وضرورة التواجد بين الناس، وعدم البقاء خارج المنزل لأوقات متأخرة من الليل، وبعد اختطافه بيومين تمكنت الشرطة من إعادته، والقبض على اثنين من خاطفيه". وأضاف أن المشكلة الأخطر هي كمية الأسلحة المضبوطة مع بعض أفراد تلك العصابات، بالإضافة إلى المبالغ الكبيرة التي كانت بحوزتهم، والتي وصلت إلى مليون و800 ألف جنيه، وذلك في حالة عصابة منية النصر والقلق هو من استغلال أفراد تلك العصابات لتلك الأموال في تجارة المخدرات والسلاح.