أكد "جيرمي توماس" أحد كبار الباحثين في جامعة أكسفورد، لصحيفة "التايمز" أنهم تمكنوا من تسجيل صوت ملكة النمل بأجهزة غاية في الدقة، وهى تصدر أوامرها للعمال من النمل، وتم إعادة بث هذه الأصوات المسجلة عن طريق سماعات دقيقة تم تثبيتها داخل أعشاش النمل، فتمت ملاحظة ردود أفعال منتظمة تصدر من باقي النمل تتمثل في إبراز قرون الاستشعار ورفع الفك والتأهب للهجوم ضد أي أخطار مقبلة.. وقال إن أهم ما تم اكتشافه هو أن الأصوات المختلفة تجعل النمل يقوم بردود فعل مختلفة طبقًا لكل صوت.. وفي تعليق للباحثة "فرانسيسكا باربرو" من جامعة تورين أكدت أن الاكتشافات الحديثة أثبتت بالدليل القاطع أن ما قد قيل قبل ذلك عن عدم وجود دور للتخاطب في تبادل المعرفة بداخل مملكة النمل غير صحيح. وإذا كان علماء بريطانيا قد توصلوا إلى هذه النتيجة فإن خلاصة التفاسير لما جاء عن النمل في القرآن الكريم "على غرابته في زمانهم" قد رجحوا أن النملة الناطقة هى أنثى (لعلها ملكة النمل) ولقد أخبر القرآن الكريم عن مخاطبة نملة صوتيًا معشر النمل بقوله (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُم)، وتحذيرهم أن تدوسهم أقدام نبي الله سليمان وجنوده واعتذرت عن سليمان بقولها (لَا يَحْطِمَنَكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) وهذا إثبات من القرآن أن النمل لديهم عقول وإدراك بما حولهم ويتواصلون مع بعضهم صوتيًا وهذا ما أثبته الاكتشاف الأخير الذي يجيء بعد ما يزيد على 1400 عام من نزول القرآن الذي تحدث عن لغة النمل. لكن ماذا عن رد فعل المتخصصين في علوم الحشرات بعد قراءتهم للنتائج؟ يقول الدكتور قدري وشاحي محمود - أستاذ وقاية النبات بكلية الزراعة بجامعة عين شمس: لابد أن يكون لكل نوع من الحشرات لغة خاصة للتفاهم فيما بينها وغالبًا لا يعرف أسرارها سوى أفراد العشيرة أو المجموعة وأحيانًا الجنس نفسه وفي بعض أنواع الحشرات مثل النحل توجد لغة خاصة بأفراد كل خلية أو طائفة، وهناك وسائل عدة لهذه اللغة منها اللغة الكيميائية والتي تعرف بالفورمونات وهى عبارة عن مواد كيميائية تفرزها الحشرة خارج جسمها لأداء وظيفة معينة حسب حاجة الحشرة لهذه الوظيفة وتختلف المادة المفرزة تبعًا للغرض منها فقد تكون هذه المادة المفرزة ذات رائحة كريهة لا تطاق تفرزها الحشرة كنوع من الدفاع عن النفس، وقد تكون ذات رائحة جاذبة والتي تسمى بفرمونات الجنس وأحيانًا تكون رائحة نفاذة بغرض تجميع أفراد العائلة، وهناك ما يسمى بلغة الرقص وهو ما يحدث داخل خلية النحل، من أن ترقص النحلة الكاشفة بطريقة معينة لتحديد اتجاه الغذاء، وأيضًا لغة الصوت فصرصار الغيط الأسود يصدر أزيزًا يجذب الإناث من نفس جنسه، الكلام نفسه ينطبق على ذكر الضفادع. أما بخصوص هذه الدراسة فجميع المتخصصين في علم الحيوان بصفة عامة والحشرات بصفة خاصة يدركون جيدًا أن هناك حتمًا لغة للتخاطب فيما بينها كل على حسب نوعه وما زالت أسرار هذه اللغة في طي المجهول، وهذه الدراسة قد كشفت عن بعض هذا المجهول بمعنى أنها أثبتت من الناحية المادية ما كنا نؤمن به نظريًا، كما أثبتت ما ذكره القرآن منذ أكثر من 1400 عام. أما الدكتورة عزيزة الشرابي - أستاذ علم الحشرات المتفرغ بالمركز القومي للبحوث: فتؤكد أنه لكل حشرة لغتها الخاصة بها بهدف التواصل مع عشيرتها ومنها لغة الرقص في النحل، حيث ترقص النحلة الكاشفة بطريقة شبه لولبية تشبه رقم 8 لكي تدل على زاوية واتجاه الغذاء. وتضيف: "كذلك تصدر بعض الحشرات ذبذبات معينة ولا يستطيع ترجمة هذه الذبذبات إلا نوع الحشرة نفسها كنوع من الحماية الربانية لهذه الحشرات، وقد تم أخيرًا الاستفادة من معرفة بعض هذه الأصوات في مقاومة الضار منها، فعن طريق أجهزة الاستشعار عن بعد، تم سماع ذبذبات "سوسة النخيل" من داخل ساق النخيل وبالتالي أمكن مقاومتها والحفاظ على هذه الثروة لأنه قبل هذا الاكتشاف كان المزارع لا يعرف بإصابة نخيله إلا بعد سقوطه المفاجئ وعلى المنوال نفسه أمكن تلافي الإصابة بحشرة "حفار الساق" التي لها ذبذبة مختلفة عن ذبذبة "سوسة النخيل"، أما عن النتائج التي توصل إليه علماء بريطانيا فجميع الباحثين في علوم الحشرات متيقنون بأن هناك لغة تخاطب صوتية في الكثير من الحشرات وأن هذه الدراسة قد أثبتت ذلك علميًا وعمليًا. ويرى الدكتور سيد معوض أستاذ علم الحشرات بالمركز القومي للبحوث أن النمل لا يرى لكن يلاحظ أثناء سيره في صفوف أنه يلتقي مع بعضه بعضًا عند مقدمة الرأس بسرعة خاطفة وبناء على هذه المقابلة تحدث تغيرات، في حركة النمل ما يدل على أن هناك لغة لا يعلم أسرارها حتى الآن إلا الله جلت قدرته، وهذه الدراسة البريطانية التي استطاعت تسجيل صوت ملكة النمل وهى تصدر الأوامر لأفراد العائلة وتم إعادة بث هذه الأصوات مرة أخرى على النمل ولوحظ تغير في شكل عش النمل من حيث الاستعداد للهجوم فهذا أمر مقبول علميًا ومتوقع وربما معروف من الناحية النظرية، وأتت هذه الدراسة لإثباته ماديًا مما قد يفتح الباب لاكتشافات أخرى عن أسرار عالم النمل.