أثار فيديو بث على موقع "الفيس بوك" للتواصل الاجتماعي القلق العميق في النرويج بعد توجيهه تهديدات بالانتقام المؤلم والموت لولي العهد الأمير هاكون ورئيس الحكومة ينس ستولتنبرج ووزير الخارجية يوناس جور ستوريه بسبب تدخل النرويج العسكري في أفغانستان. يحتوي الفيديو الذي تم بثه الليلة الماضية على نشرة القناة الأولى لمحطة N-R-K الرسمية على تحريض على تنظيم مظاهرة أمام البرلمان النرويجي بعد غدٍ الجمعة إلى جانب عرضه لصور تصحبها موسيقى لأطفال أفغان جرحى وجنود نرويجيين مسلحين، وصورة لستولتنبرج في مؤتمر لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في استراسبورج مع عبارة "يا رب، دمرهم" باللغة النرويجية في أسفل الصورة. كما يحتوى الفيديو الذي قامت القناة الأولى النرويجية بعمل مونتاج له على صورة لولي عهد النرويج وهو يرتدي الزي العسكري أثناء زيارته للجنود النرويجيين في أفغانستان وتحته تم إضافة عبارة "وليكن انتقامك مؤلمًا" باللغة النرويجية ثم صورة أخرى لستولتنبرج مع عبارة "ولتريهم عذاب جهنم". وذكرت محطة "أن آر كيه" أن العديد من الصور التي تم استخدامها في الفيديو تأتي من أرشيف الصور الخاص بوزارة الدفاع النرويجية ومن بينها صورة لرئيس الحكومة النرويجية أثناء استقلاله دبابة في أفغانستان وصور لمناورات عسكرية بالقرب من مواقع تمركز الوحدات النرويجية في أفغانستان في إطار القوات الدولية لحفظ الأمن التي تقودها الناتو والمعروفة باسم قوات الإيساف. وذكرت القناة الرسمية أن وحدة الاستخبارات للشرطة النرويجية "بي أس تي" تدرس حاليًا الفيديو الذي يعتبر أول تهديد من نوعه للنرويج ولقياداته خاصة وأنها تبدأ بالفعل في سحب قواتها من أفغانستان بعد مرور عشر سنوات على تدخلها هناك. وأوضحت أن وحدة ال "بى أس تي" ترى فيه خطورة وتشجيعًا على الإرهاب لأنه يحرض المسلمين في النرويج على المشاركة في مظاهرة أمام البرلمان النرويجي خاصة وأنه سيتم بالفعل في اليوم نفسه تنظيم مظاهرة لمجموعة من المسلمين السلفيين بموافقة مسبقة من الشرطة والبرلمان. وأشارت القناة إلى أن سنوريه هوجان من شرطة أوسلو أكدت صعوبة إلقاء مسؤولية هذا الفيديو على منظمي المظاهرة لأن مبدأ حرية التعبير يجب احترامه في النرويج. وكشفت المحطة عن أن هذا الفيديو يأتي في التوقيت الذي كانت وحدة ال "بي أس تي" تستعد لإصدار تقرير جديد حول مخاطر الإرهاب في النرويج. وأضافت أن التقرير الجديد يعكس تخوفًا من قيام متطرفين آخرين بتقليد الهجمات التي قام بها اليميني المتطرف آندرس بيرينج بريفيك في 22 يوليو الماضي والتي أسفرت عن مقتل 77 فردًا وإصابة المئات الآخرين.. لافتة إلى أن التقرير لم يحدد حجم الخطر الذي يشكله متشددون من الجناح اليميني المتطرف أو من المجموعات المعادية للمسلمين داخل النرويج.